دك دمشق.. يبدو قريباً

 


 

 


*أساطير صغيرة


يحكى أنّ الهجوم الكيماوي الأخير على ريف دمشق (الغوطة) من قبل جيش النظام السوري سرع من وتيرة التحركات الدولية لوضع حد للحرب الدموية الدائرة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام دون أي بوادر لفصل ختامي يوضح منتهاها ولصالح من ستحسم. الدول الكبرى أمريكا وبريطانيا وفرنسا، باتت ترى أن أمر توجيه ضربة عسكرية خاطفة إلى دمشق أصبح مسألة وقت ليس أكثر؛ سواء أكد فريق الأمم المتحدة صحة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في آخر مجازره ضد الشعب السوري أو لم يتم تأكيد ذلك، فالطائرات والبارجات وجنود البحرية والطيران يتأهبون الآن لشن الضربات الأولى ضد دمشق، الأمر الذي قد لا يستغرق أكثر من أسبوعين ويدخل (الأسد) في متاهة ما والبلد في أزمة ما والعالم في تجاذبات قطبية جديدة تسطع أو تموت بموت النظام.
قال الراوي: الحروب الدموية التي شهدها العالم في سنواته الأخيرة، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط تقول إن الهجوم الكيماوي الأخير الذي شنه النظام السوري على ريف دمشق وراح ضحيته أكثر من ألف مواطن سوري أعزل (أغلبيتهم أطفال ونساء وكبار سن)؛ أن هذا الهجوم يعد الأسوأ منذ نحو ربع قرن لآخر هجوم كيماوي شهده العالم، والمدهش أن (آخر هجوم كيماوي) شهدته أيضا نفس المنطقة وفي بلد عربي شرق أوسطي ومن نظام يا للمفارقة يقوده حزب (بعثي)، كما أن هذا الهجوم – إضافة إلى أشياء أخرى – سوغ وقتها لدول العالم الكبرى (أمريكا وبريطانيا) تسريع ضرب العراق والإطاحة بحكم صدام حسين المتخبط في رثاء – وقتها.. إذن ضربة جديدة خاطفة تنتظر بشار وربما تطيح به إلى الأبد.
قال الراوي: الإشكال والتحدي الذي يواجه أمريكا وبريطانيا في الوضع السوري (المقلق) هو المعارضة السورية المسلحة؛ ذات الفصائل المتنوعة والمتعددة والمختلفة المشارب والأيدولوجيات والتوجهات، فالدولتان لا تريان في أي فصيل من فصائل المعارضة السورية المسلحة البديل الأنسب لحكم سوريا بعد ذهاب الأسد، كما تتخوف الدولتان ودول أخرى عربية وغربية من أن تستحوذ الجماعات الإسلامية المتشددة (النصرة والقاعدة) على حصة (الأسد) من النظام السوري في حال سقوطه (بمساعدتها) وهو ما يجعل هذه البلدان تتردد وترددت كثيرا في دعم القوات السورية المعارضة بالسلاح طوال الفترة الماضية، وما يجعلها تعرض الآن عن التفكير في أي حرب برية بخلاف شن حملات جوية سريعة وخاطفة لضرب المواقع الحيوية ومكامن الأسلحة المدمرة للنظام السوري دون التورط في دعم مباشر لمعارضة مسلحة – غامضة ومريبة.
ختم الراوي؛ قال: إذا لم يوقف (الأسد) الآن فستتحول ضربات الكيماوي إلى (نمط).. هذا ما تقوله أمريكا.
استدرك الراوي؛ قال: قَتل الأسد كـ(أسد) حتى شبع من القتل فتحول (غولا – كيماويا) ثم انتبه العالم!!
*زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي)


منصور الصُويّم
mansour em [mansourem@hotmail.com]
//////////////

 

آراء