النيلين تستجدي بث الدوري الممتاز

اصل الحكاية

التصريحات التي أطلقها مدير البرامج بقناة النيلين خالد الإعيسر بعد إعلان الإتحاد العام لكرة القدم منع بث مباريات الدوري الممتاز مالم تسدد القناة ماعليها من مستحقات مالية ، يؤكد على أن القناة بعيدة كل البعد عن الاحترافية في هذا المجال ، وإلا فليخبرنا مدير البرامج ماذا يقصد بمطالبته الأندية تقدير الظرف العام ، وماهو الهدف من التركيز على تصريحات والي شمال كردفان أحمد هارون الداعية لبث المباريات بإبرازها من خلال شريط الأخبار طوال ساعات البث اليومي؟ وهل يعتقد مدير برامج القناة أن اللجوء لهذه الأساليب يمكن أن يعيد البث المجاني للقناة؟ وكيف تقبل قناة محترمة لنفسها أن تستجدي بث الدوري الممتاز بهذه الطريقة ؟ الطريقة التي يتبعها إعيسر أفقدت القناة ماتبقى لها من احترام وسط المشاهدين إن كان هناك ماتبقى .
السؤال الأهم كيف يقبل مدير برامج القناة أن يحقق أرباحا من عملية البث ويعتمد على (الجهات العليا) لتسديد المستحقات المالية بالنيابة عنه ؟ طالب الرجل الاتحاد والأندية بتقدير الظرف العام ، وضرب من خلال والي شمال كردفان على وتر الصورة السياسية وكأنى به يريد موافقة الإتحاد والأندية على النقل المجاني ، كنا سنقبل ذلك في حال وجه أموال الإعلانات للصالح العام الذي يطالب بتقديره ، فهل يفعل ذلك أم يستفيد من دخل الإعلانات؟  في المقابل يطالب أصحاب الحق الأصيل بالتنازل عنه ، منطق غريب وعجيب .
مديونية التلفزيون القومي القديمة لم تسدد حتى الآن ، وجاءت عليها مديونية قناة النيلين ، وإعيسر بدلا من أن يكون على قدر المسؤولية ويوضح الحقائق حول عملية البث التلفزيوني ، خاصة وأنه يمثل الشركة (الشريك) لجأ لكروت ضغط لاعلاقة لها بالعقد وحقوق الأندية والاتحاد العام .
كنت أتوقع أن تعلن الشركة التي يمثلها خالد الإعيسر الانسحاب من الشراكة مع التلفزيون القومي لأنه لم يَفِ بالتزامه في نقل المباريات ، رغم أن الرؤية في هذه الشراكة أو هذا التعاقد ليست واضحة ويؤكد الضبابية الطريقة التي يحاول بها إعيسر إعادة النقل من جديد للقناة .
فالشركة الخليجية التي يمثلها إعيسر لم تقدم نفسها كجزء من الحل المالي ، بمعنى أن تقدم الشركة (الشريك) مساهمتها المالية لحل ولو جزء من الأزمة ، وهذا يقود لسؤال عن طبيعة العقد الموقع مع الشركة وهل من بنوده الشراكة في تسديد المستحقات المالية أم التسديد خاص بالتلفزيون القومي أو قناة النيلين فقط ؟ وأعود لأؤكد أن الطريقة التي يسعى بها إعيسر لإعادة نقل المباريات عبر قناة النيلين يوضح أن الشركة لاتساهم في الجانب المالي وإلا لأسرعت بتوضيح موقفها بأنها التزمت بما يليها في الإتفاق ودفعت مبلغا وقدره كذا.
وإذا كانت الشركة لاتساهم في الدفعيات المالية فماهو وضعها وماهي الخدمة التي تقدمها مقابل هذه الشراكة التي تعتمد أصلا على العائد الإعلاني من مباريات الدوري الممتاز كأرباح ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة .
قد تنجح محاولات إعيسر وقادة الاتحاد العام في الحصول على المستحقات المالية بعد تدخل (جهات عليا) حسب الأخبار التي نشرت اجتهادات الاتحاد لحل الأزمة مع هذه الجهات ، لاحظ أن الاتحاد هو الذي يجتهد وليس قناة النيلين ولامدير التلفزيون القومي محمد حاتم ، الذي لم يظهر في الصورة وكأن الأمر لايعنيه من قريب أو بعيد ، قد تنجح المحاولات ، ولكن تظل الأسئلة قائمة تبحث عن إجابة .


hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]