النيقرز والبلطجية يحكمون الرياضة
اصل الحكاية
إعتداء علي الزملاء وحرق داخل المبني هو العنوان العريض للحادث الذي تعرضت له الزميلة (الاسياد) أمس الاول ، والذي يعتبر مواصلة لمسلسل الإنفلات الذي يشهده الوسط الرياضي بصفة عامة والهلالي علي وجه الخصوص ، فنحن نعيش زمن البلطجية وعصابات (النيقرز) ، ولايوجد فرق بين النيقرز الذين يجوبون الأحياء ليلا يتصيدون ضحاياهم ( واحد في مواجهة عشرة أو خمسين) ، مسلحين بالسكاكين والخناجر والسواطير ، والفرد أعزل وبين النيقرز الذين غزو الوسط الرياضي ، من أجبن من هؤلاء ؟.
ثقافة النيقرز والبلطجية إن جاز التعبير إنتقلت بكل القبح والإنحطاط والإنفلات الذي تمثله إلي الوسط الرياضي مع (الدخلاء) علي هذا الوسط من الذين نشروا ثقافة الكراهية والتطرف والغاية التي تبرر الوسيلة للوصول إلي أهدافهم المعروفة في التخريب والتدمير ، ماحدث للزميلة ( الأسياد) ، وقبلها للأستاذ خالد عزالدين أمام قناة الشروق ، وبعده للزميل علي همشري الذي كاد أن يفقد حياته بعد الإعتداء الذي تعرض له أمام مبني جهة عدلية يفترض أن تتوفر فيه أساسيات الحماية ، كل ذلك يجب ألا يمر مرور الكرام ، فلاتكفي بيانات الإدانة الهزيلة ، ولاتكفي كتابات الشجب والإستنكار المهتزة ، ولن نصدق بكل تأكيد من يرتدون ثياب الحملان الوديعة الشركاء الأصيلون في الجرم ، بعد أن حولوا الوسط الرياضي إلي ساحات للإحتراب وظل الإحتقان الذي صنعوه هو سيد الموقف .
لذا لن تشفع لهم مواقف الإدانة السطحية ، ولن يخدعوا أحدا بالقاعدة التي تقول ( أن أدين وأشجب وأستنكر إذا أنا بريء) ، فمن أوصلنا إلي طريق اللاعودة ؟ هم من أوصولونا إلي هذا الطريق ، فإن كانوا يعتقدون أن البربرية والهمجية واللجؤ لقانون الغاب هو الطريق لتصفية الحسابات ، عليهم أن يضعوا في بالهم أنه سلاح ذو حدين سيرتد إليهم بأسواء ممايتخيلوا .
الإعتداء علي الافراد ، وحرق المباني أسلوب خسيس لايصدر إلا عن جبان ، فإستغلال الليل وخلو المكان من معظم العاملين يؤكد علي أن الجناة إختاروا الوقت المناسب لتنفيذ هذه الجريمة البشعة في تقديري .
هؤلاء يجب ملاحقتهم بالقانون حتي يتم القبض عليهم ، واحدة من أكبر الاشكالات التي تتسبب في ضياع الحقوق أن معظم هذه القضايا تنتهي سريعا لأن المجني عليه لايلاحقها فتموت مع مرور الوقت ، وهذا ماجعل هذه المجموعات الارهابية تتمدد ويتزايد إجرامها لأنها علي ثقة بموت القضية .
لن أسأل عن موقف إتحاد الصحفيين ، لأنه في عالم والصحافة ومشاكلها والمخاطر التي تتعرض لها في وادي آخر ، كما أن مايحدث من إنتهاكات للصحافة الرياضية ليس من أولوياته ، والغريب أن مايحدث للصحافة السياسية ليس من أولوياته ، ولا أدري من يمثل هذا الاتحاد ؟ أما جمعية الصحفيين الرياضيين فهي غير موجودة في الساحة ولا يعلم أحد موقعها من الإعراب ، هل تم حلها؟ هل مازالت تمارس نشاطها ؟ وهل هذا النشاط علني أم سري؟ .
مايهم أن الصحفيين بشكل عام يتعرضون لإنتهاكات متواصلة ، وتغيب أجسام الحماية التي تدعي إنتخاباها من القاعدة الصحفية ، وهذا يتطلب وحدة الصحفيين والدفاع عن قضاياهم بكل قوة ، فما حدث للزميلة (الاسياد) يمكن أن يحدث غدا لصحيفة أخري ، والإعتداء علي الزملاء سيطال غدا آخرين . إتحدوا وقاتلوا كل أشكال الارهاب علي راسها البلطجية والنيقرز ومن يقفون خلفهم ، من خفافيش الظلام .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]
//////////////