وماذا عن البلاطجة .. والبلطجية .. والشبيحة .. والنيقرز.. والقناصة؟!!

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس


توطئة:
هذه الأيام يدور همس وإشاعة في أرجاء وأركان المجتمع بأن وزراء الداخلية العرب قد إجتمعوا في عام 2007 واتفقوا على إبتكار وسائل جديدة لمواجهة ما أسموه محاربة الشغب ، ويشاع أنها تعتمد ضمن هذه الوسائل التي تهدف لإرهاب المتظاهرين وتخويفهم وتفريقهم توظيف عتاة المجرمين والقتلة المسجلين أمنياً . وأيضاً يعتمد هذا الابتكار – كما يشاع- على حصر  الفئة التي تسمى في اليمن بـ "البلاطجة" ، وفي مصر بــ "البلطجية" وفي سوريا وتونس بــ " الشبيحة" ، وفي السودان يطلق عليها عصابات " النيقرز"، ويشاع أن الشرطة لمزيد من التمويه تحذر المواطنين منهم ، ويشاع أن أماكنهم معلومة لديها ، ويشاع أيضاً أن رجال الشرطة يحذرون المواطن بمنتهى الوضوح  بأنهم غير مسئولين عن أمنه إن تجرأ ووطأ ت قدماه أماكن تجمعات هذه العصابات التي أُطلق عليها " النيقرز" ، وكأنها معسكرات يمنع الاقتراب منها بدلاً  من مداهمتها واجتثاثها!!
المتـــــن:
ويشاع - والعهدة على مطلقي هذه الإشاعة – أن جُلّ هؤلاء من مُعتادي الإجرام ومُترددي السجون وهم معلومون لدى الجهات الأمنية والمباحث الجنائية ، وأنهم أصبحوا أداةً في يد الجهات الأمنية لنشر الذعر بين المتظاهرين السلميين ووسيلة فاعلة لفض التظاهرات!!، وقد وصل بالبعض حد تصديق الشائعة حينما لم تقم الجهات الشرطية والأمنية من فرض حراسات إحترازية  مشددة على محطات الوقود والبنوك والمؤسسات العامة وخاصةً الأسواق التي دائماً ما تكون هدفاً للقتل والسطو والنهب والسلب وإثارة الشغب والذعر من قبل هذه العصابات التي تتحرك بمنتهى الحرية  أو ما إصطلح على تسميتهم بــ"النيقرز" ، وكما هو معلوم إن من أهم مهام واجبات الأمن والشرطة منع الجريمة قبل حدوثها لا بعدها ، لذا ثارت التساؤلات ةالشكوك مما أتاح الفرصة لنشر الشائعات التي لا بد للجهات الرسمية التحقق منها وإصدار  ما يطمئن المواطن على أمنه وأن تعترف بالتقصير إن كان هناك تقصيراً أمنياً لم يحفظ الأرواح والممتلكات بل ومحاولات لهتك الأعراض في مجمع داخليات الطالبات!!،
وبالطبع أن مثل هذه الاشاعة قد تكون بلغت آذان الجهات الأمنية، وكما نعلم أن الإشاعات تصبح حقائق إن لم تجد من ينفيها ، وكان لا بد للجهات الأمنية من أن تقوم بتنوير المواطن عن صحة أو عدم صحة هذه الاشاعة، خاصة بعدما عرض التلفزيون مشهداً مرعباً لهؤلاء عندما تمّ القبض على بعضهم  وبحوزتهم المنهوبات، فالتوعية الأمنية الإعلامية للمواطن والشفافية قد تدحض الاشاعات التي نسمعها عن أن هؤلاء الخارجون على القانون " النيقرز" والذين عرض التلفزيون ما كان بحوزتهم من " السواطير" و " العتلات" التي كانت أدوات للتقتيل وكسر  أقفال المحال التجارة والمؤسسات العامة للسطو عليها ونهبها، تمّ توظيفهم من قبل الجهات الأمنية والشرطية وفقاً للإستراتيجية الأمنية التي إتفق عليها وزراء الداخلية العرب عندما اجتمعوا في عام 2007!!
الحاشية:
كان يفترض أن تقوم الجهات الاعلامية الأمنية بعرض مقابلات مع هؤلاء الجناة المجرمون القتلة على الفضائيات وذلك لنفي الإشاعات التي تقول أن هؤلاء النيقرز تم توظيفهم من قبل الجهات الأمنية والشرطية للقيام بدور القاتل الخفي الذي ينشر الرعب بين المتظاهرين ، ففي الصمت المطبق من هذه الجهات ما يرسخ ويحول الاشاعة إلى حقيقة،  كما أن من أهم مهام الجهات الأمنية والشرطية إتخاذ الاحتياطات الأمنية اللآزمة لتأمين المتظاهرين وهذا من أهم واجباتها، خاصة أن هذه الاحتجاجات الجماهيرية كانت متوقعة لما لقرارات رفع الدعم  من أثار علقمية المذاق عليها!!
الهامش:
السؤال الكبير الذي بات يؤرق كل حادب على مصلحة الوطن وحفاظاً على مصلحة الوطن وسلامته هو : هل من قبيل الصدفة أن من قتل المتظاهرين في اليمن هم بلاطجة النظام وهم مجهولون وأن أرواح الشهداء هناك راحت هدر، ونفس السؤال ينطبق على الشبيحة في الشام والذين أطلق عليهم "شبيحة الأسد" وكذلك في تونس، ولا نغفل ذكر " البلطجية " في مصر  وعصابات " النيقرز " في السودان ، وهل هؤلاء مجهولون لدرجة أن الأمن في هذه الدول عجز عن القبض عليهم وتقديمهم لمحاكمات علنية تنقلها أجهزة الإعلام على الأقل لتبرئة نفسه من الشائعات، بالطبع كان هناك أيضاً دور للقناصة المجهولي الهوية –على الأقل حتى الآن– الذين صوبوا بنادقهم الآلية  والخرطوش، تحديداً إلى رؤؤس  وصدور المتظاهرين من أسطح البنايات أو عندما إندسوا وسط المتظاهرون. !!
قصاصة:
الاشاعة كما تمّ تعريفها: هي كل خبرٍ مجهول المصدر  ليس  معه دليل على صحته ولكنه يحتمل الصدق وأنه قابل للتصديق!!
والوقاية من الاشاعات وتجنبها تعتمد على نشر ثقافة  تعويد  الناس تحليل الأحداث تحليلاً موضوعياً ومنطقياً يعتمد على الشفافية من خلال نشر الأحداث  كما هي وعلى حقيقتها دون بترٍ أ منتجة أو دوبلاج، ومن مصادر ها الموثوقة ، وأن تبقى القيادات السياسية صداقة فيما تقول وأن تلتحم بالجماهير لا أن تنفصم منها نتيجة إجراءآت فوقية ينتج عنها فسح المجال للشائعات!!
تنتشر الشائعة كإنتشار النار في الهشيم لعدة عوامل منها ، غموض الخبر ، أهمية الخبر،  وقت الخبر ، الثقافة والوعي عند المتلقي، الحالة النفسية للمتلقي، الاستعداد لقبول الايحاءات عند غياب المعلومة والشفافية ،  والانتماء الوطني!!
وبس سلامتكم!!



Abubakr Yousif Ibrahim [zorayyab@gmail.com]

 

آراء