انسحاب الاهلي والاتحاد يحتاجه الممتاز
اصل الحكاية
الإتفاق المعلن بين مجلسي إدارة الاهلي والاتحاد مدني بالإنسحاب من بطولة الدوري الممتاز يهدد منافسة الدوري الممتاز ويصيبها في مقتل في حال تم تنفيذ القرار ، خاصة وأن الحيثيات المعلنة ترتبط إرتباط مباشرا بعدالة المنافسة ، والتي لخصها البيان المشترك بين الناديين في عدالة التحكيم وتصريحات رئيس إتحاد الحصاحيصا المحلي ومساعد رئيس الاتحاد العام محمد سيداحمد التي أعلن من خلالها إستحالة هبوط فريق النيل الحصاحيصا ، وهي بكل تأكيد تصريحات خطيرة تشكك في عدالة المنافسة .
وبعيدا عن قدرة الناديين علي تنفيذ قرار الإنسحاب من عدمه ، أري أن الدوري الممتاز يحتاج إلي مثل هذا الموقف القوي ( حتي الآن) ، خاصة بعد أن فقدت معظم أندية الدوري الممتاز ثقتها في القيادة الحالية علي كل الأصعدة ، سواء كان علي مستوي الحقوق ،او عدالة المنافسة ، فتصفية الحسابات وفواتير الإنتخابات أصبحت هي المعيار الذي تدار به منظومتنا الكروية المحلية ، ولعل موقف الإتحاد المحلي بمدني ، في مواجهة ناديي الأهلي والإتحاد يعكس هذا الواقع المخيف الذي أصبح العنوان العريض لكثير من قضايانا الرياضية .
تصريحات محمد سيداحمد ( التي لم ينفها حتي هذه اللحظة) كانت تستدعي محاسبته سريعا داخل مؤسسة الإتحاد العام لأنه ببساطه شكك في حياد الإتحاد ، وحوله إلي إتحاد منحاز يفضل نادي علي حساب نادي آخر حسب القرب والبعد والفواتير الإنتخابية ، بإختصار ( مع أو ضد) ، أو علي الأقل يسارع بإصدار بيان رسمي يعلن فيه رفضه للتصريحات المذكورة ، ويؤكد علي أنه إتحاد لكل الأندية يتعامل معها بعدالة وحياد تامين ، ويؤكد أيضا أن ماصدر من الشخص الذي يفترض أنه يمثل المؤسسة لن يمر مرور الكرام وسيخضعه للمساءلة ، وكان للإتحاد العام أن يذهب أبعد من ذلك ، ويتقدم بإعتذار مباشر لكل الجهات التي تضررت من هذا التصريح غير المسؤول ( يسمي هكذا) ، مؤكدا للأندية المشاركة في منافسة حرصه علي كسب ثقتها .
ولكن مع الأسف صمتت المؤسسة المسؤولة مسؤولية مباشرة من كرة القدم في السودان صمت القبور ، وكأن أمر بهذه الخطورة والحساسية لايعنيها من قريب أو بعيد .
وفي تقديري أن الخطوة التي بدأت بالتهديد بالإنسحاب من منافسة لاتحترم المتنافسين فيها ، مهمة للغاية ، فإما أن تكون المنافسة حقيقية أو لاتكون ، فقد حول الإتحاد العام المنافسة بهذا الصمت المخزي في مواجهة تصريحات أحد مسؤوليه ، إلي إقطاعية خاصة تخضع للمزاج الخاص ، من يبقي في المنافسة ؟ ومن يهبط ؟ وربما من يتصدر ؟ ومن يمثل السودان ؟ والأخيرة حدثت بالفعل في البطولة العربية بإختيار المريخ ممثلا للسودان بتجاوز وخرق واضح للوائح والقوانين ( المحلية والاتحاد العربي) ، وهذا دليل آخر علي العقلية التي يدار بها الاتحاد ، وأنها تعتمد سياسة (الخيار والفقوس) ، في التعامل مع الأندية .
فقدت أندية الدوري الممتاز ثقتها في الإتحاد وهو كما ذكرت أمر طبيعي ، وعبرت عن حالة عدم الثقة في الإنتخابات الإخيرة بذهاب أغلبية الأصوات لقائمة الدكتور كمال شداد ، وتوقعت إستفادة القيادة الحالية من تقييم تجربة الإنتخابات ، بإتباع سياسة محايدة عادلة مع الأندية ، ولكن يبدو أن القيادة الحالية قرأت الإنتخابات بنظرية المؤامرة ، وإختارت طريق تصفية الحسابات ، مع الأندية التي لم تصوت لصالحها ، والكارثة أن حربها علي هذه الأندية لم يدر في الخفاء ، ولكن تم إعلانه علي الملأ . وبالتالي فالإنسحاب إن تم ، قرار شجاع يحتاجه الممتاز .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]
////////////