كلنا جمال
حسن فاروق
27 October, 2013
27 October, 2013
اصل الحكاية
سؤال كبير لماذا لم يترشح جمال الوالي لرئاسة الإتحاد العام؟ وسؤال أكبر لماذا لم يعين الرجل وزيرا للشباب والرياضة ، ولائيا كان أم إتحاديا؟ سؤال في النص لماذا لم يترشح الرجل لرئاسة اللجنة الأولمبية؟ كل هذه المناصب متاحة ، ويمكن أن يشغلها بكل سهولة ويسر ، وعندما أقول متاحة لا أعني بكل تأكيد أنه كفاءة إدارية تستحق أن تفتح لها الأبواب علي مصراعيها ، وتجعل المناصب تتهافت عليه ، فهو في تقديري أبعد مايكون عن ذلك ، والعكس هو الصحيح فهو نموذج لتواضع الامكانيات والقدرات الادارية ، الذي أعنيه أنه صناعة سياسية ، مفروض علي الوسط الرياضي ، وبالتالي يمكن أن يشغل هذه المناصب بالسند الحكومي وليس بقناعة الجمعيات العمومية ، خاصة وأن تركيبة هذه الجمعيات تعتمد علي (الإشارة) أكثر من (القناعة) ، لذا يمكنه الوصول لهذه المناصب بسهولة سواء كان رئاسة الإتحاد العام أو رئاسة اللجنة الاولمبية ، أو أي منصب تلعب فيه الديمقراطية (الشكلية) دور، مثلما حدث في إنتخابات نادي المريخ الأخيرة ، ويظهر ذلك من خلال المجموعة التي كونت المجلس الحالي ، كلها من إختيار جمال ، وجميعهم خاضوا الإنتخابات تحت لافتة (كلنا جمال) ، يعني بالبلدي كده( لو جمال ماإترشح للإنتخابات هم مابترشحو).
سكرتير مجلس إدارة نادي المريخ الحالي أول من رفع لافتة (كلنا جمال) في المجلس المنتخب الجديد، بتصريح شهير نشر في عدد من الصحف أعلن فيه أن موافقته علي الترشح للمجلس بناء علي رغبة جمال الوالي ، وقس علي ذلك بقية الأعضاء ، وإن لم تصدر عنهم تصريحات ، ولكن تركيبة الجمعية العمومية والمؤثرين علي العضوية أو من يمتلكون الاصوات هم من ساند المرشحين وحسب رغبة الوالي أيضا .
مع العلم أنها ليست المرة الأولي التي يأتي فيها مجلس إدارة مفصل علي رغبة الرجل ، ولكن النهايات دائما ليست مثل البدايات ، تنتهي دائما بالوالي الضحية والجاني كالعادة بعض أعضاء مجلس الإدارة أو كل الأعضاء ، هم السبب في الفشل المتواصل، وتعزف فرقة حسب الله الإعلامية علي وتر الوالي رئيس طوالي ، وليذهب البقية إلي مزبلة التاريخ ، لأنهم حسب توزيع فرقة حسب الله لولا الوالي لماعرفهم أحد ، فهو يعيشون تحت مظلة الدافع الأول ، إنتشروا في وسائل الإعلام المختلفة بفضله ، لنعيش مع عصر الرجل (مريخ الوالي بدلا عن مريخ السودان) ، زمان كانت اللغة الإداري الفلاني لو ما المريخ ماكان في زول حايعرفه ، حاليا لو ما الوالي ماكان في زول حايعرفه ، شفتو التشوهات وصلت وين؟ .
(كلنا جمال) لم تتوقف عند حدود النادي ، فخرجت إلي فضاء أرحب هو كرة القدم السودانية ، من خلال بعض المؤسسات ، علي أنه الحاكم بأمر الكرة في السودان ، وعلي رأس هذه المؤسسات ، مع الاسف الشديد جدا جدا جدا ، والمحبط جدا جدا جدا ، المؤسسة التي تحكم النشاط الكروي في الإتحاد السوداني لكرة القدم والذي قرر منذ وقت مبكر ، الوقوف تحت لافتة ( كلنا
جمال) ، يوزع ويغني ويصفق ويهتف ، ولايتردد في رفعه علي الأعناق ، ليتضاءل ويتقزم ويكاد يتلاشي في مواجهته ، ولنا أن نتخيل وضعية الإتحاد صاحب السلطة والنفوذ ، الذي تضعف أمامه السلطة السياسة ، يرفع الراية البيضاء في مواجهة جمال ، وإن كنت لا أستطيع فصل الإثنين حتي لو أردت ، لأن الإتحاد في الحالتين مطيع .
المشهد الرياضي يحكي عن مخطط لتقف كرة القدم السودانية كلها وراء لافتة ( كلنا جمال) ، شواهده واضحة وضوح الشمس ، فهل ينجح؟ الإجابة .. لا .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]
/////////