اصل الحكاية
ترتيب فريق الموردة العريق في روليت منافسة الدوري الممتاز لايسر عدو ولاحبيب ، فالفريق مرشح بقوة للهبوط إلي الدرجة الأولي ، وهو واقع محزن ومؤسف للأصالة والحضارة ، ورغم أن الأمر يخضع للتنافس الحر الشريف ، إن كان بالفعل تنافسا حرا شريفا ، في واحد من أسواء المواسم التي لاحقها إتهام غياب شرف المنافسة ، وحكت عن ذلك كثير من المؤشرات والمواقف من بعض أندية الممتاز ، بالدرجة التي هددوا فيها بالإنسحاب من المنافسة بسبب الظلم والمحسوبية التي يتبعها الاتحاد العام لكرةالقدم في التعامل مع الاندية المشاركة في البطولة الكبري .
علي المستوي الشخصي أعتبر نفسي من المحبين لنادي وفريق الموردة ، ومن المعجبين بشدة بكبرياء أهل الموردة وعشقهم اللامحدود للكيان والتي لمستها بمتابعتي وقربي من محبي هذا الفريق ، والموردة في تقديري ليس فقط الضلع التاريخي في مثلث القمة ، ولكنه أول نادي أرسي التنافس والندية بعيدا عن تأثير (عقدة) الهلال والمريخ التي تعاني منها الكرة السودانية بصفة عامة ، وتتباري علي الولاء لهما بقية الأندية سواء كان أندية الدوري الممتاز أو أندية الدوريات المحلية ، الموردة هو النادي الوحيد الذي لم نعرف له إداريا أو مشجعا تتنازعه الميول بين ناديه والهلال أو المريخ ، وظل بهذا التفرد يذكرنا دوما أن الكرة سودانية وليست مختزلة في الهلال والمريخ.
اما الموردة التاريخ في الحركة السياسية والوطنية والاجتماعية فلايختلف حوله إثنان ، لذا وإستنادا علي هذا الإرث الضخم ، يلعب بشرف التنافس ، ويتفوق ويقاتل بهذا الشرف ، ولأنه نادي شامخ مرفوع الهامة يمشي يرفض الإنكسار والتنازل عن قيم الرياضة التي هي قيم النادي التي توارثوها جيلا بعد جيل ، كان لابد من كسر هذا الشموخ ، فظهرت أفكار ولغة دخيلة لايعرفها المورداب ، ولاتعتبر مقياس للأفضلية والتفوق ، فكانت لغة (المال) ، ليتمزق النسيج المترابط ، ويكثر الخلاف وتتصاعد الصراعات ، وشيئا فشيئا بدأت تظهر علامات الضعف والوهن علي جسد العملاق ، وبعد أن كان ضلعا ثالثا في القمة ، أصبح ضلعا ثالثا مع الأندية المرشحة للهبوط .
إنهزمت الموردة في اليوم الذي عرف فيه ( صلاح إدريس وجمال الوالي) الطريق إلي هذا النادي ، خسرت الموردة هيبتها وشخصيتها في اللحظة التي أصبح فيها بعض الإداريين في مجالس سابقة بالنادي يلاحقون الرجلين بحثا عن الدعم ، ضاعت الموردة في اليوم الذي أعطت فيه لإداريين من أندية منافسة فضل مالي عليها ، إنحنت الموردة يوم أن قبلت بدعم من إداريين بأندية منافسة في التسجيلات ، وكانت الطامة بقبول من يقود التدريب ، وبعد أن كانت ندا تهابه القمة (الهلال والمريخ) وتحترمه وتعمل له ألف حساب علي كل الأصعدة كرويا وإداريا وإجتماعيا ، أصبحت كغيرها من الأندية تعيش في هذا الجلباب .
الحكومة ساهمت بشكل مباشر في إنهيار الفريق التاريخ ، وهي توظف عنايتها ورعايتها لأندية وتضخ لها أمولا طائلة ، وتتناسي الفريق الأهم في الدوري الممتاز ، وترفض مجرد الإقتراب منه ، وعندما إقتربت كانت مالطا قد خربت ، ومع تحفظي الكامل علي التمييز الذي فصلت به الحكومة دعمها لبعض الأندية علي حساب أخري ، إلا أن الموردة بحكم أشياء كثيرة كانت أولي من غيرها .
وهكذا نجد أن هذا النادي الذي أحب مع كثيرين كان ضحية تمسكه ، بالشموخ والتفرد والأصالة والحضارة ، عموما كلي ثقة أن الموردة ستقاتل حتي آخر مباراة بشرف ونزاهة من أجل البقاء . ومورداب أحبكم.
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]