غسل اللاعبين في عالم كرة القدم (1). بقلم حسن فاروق

 


 

حسن فاروق
3 December, 2013

 

أصل الحكاية

أثار إنتقال مهاجم أهلي شندي وهداف الدوري المحترف الكاميروني إسماعيل بابا  ، لفريق المهدية أحد أندية الدرجة الأولي دهشة كبيرة في الوسط الرياضي السوداني للمستوي المميز الذي قدمه اللاعب مع فريقه ، وهذا الخبر في تقديري هو خبر التسجيلات الاول ، ولكن ماذا نفعل مع (هلال مريخ) ؟ وقد فجر هذا الإنتقال عدد من الأسئلة ، منها سؤال عن ملكية عقد اللاعب ، وهو سؤال يتم حوله نقاش كثيف علي مستوي الإتحاد الدولي والإتحاد الاوروبي ، حول قانونية إمتلاك طرف ثالث لعقد اللاعب من عدمها ، ومن أشهرالقضايا في هذا الجانب قضية نجما الارجنتين المهاجم الشهير تيفيز نجم مانشستر يونايتد السابق وجوفينتس الحالي والمدافع الاشهر ماسكيرانو نجم ليفربول السابق وبرشلونة الحالي ولتعميم الفائدة أود مشاركة القاريء ، مقال رائع للكاتب شربل كريم من الوكالة الفرنسية (ا.ف.ب) تحت عنوان ( حضانة وست هام لتيفيز وماسكيرانو مؤشر لبدء عمليات غسل اللاعبين في كرة القدم)  نشر بتاريخ 9/6/ 2006 يقدم من خلاله تفاصيل حول الصفقة في ذلك الوقت جاء في هذا الجزء منه مايلي : (


لم يستغرب المراقبون قول رئيس نادي وست هام يونايتد الانكليزي تيرينس براون ان صفقة استقدام الارجنتينيين كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو هي الافضل في تاريخ النادي لكنهم يريدون ايضاحات حول الاسباب الحقيقية التي جعلت اثنين من ابرز المواهب الشابة في العالم ينضمان الى ناد يصارع من اجل الحفاظ على مكانه في الدوري الانكليزي الممتاز.
وتشير كل الدلائل الاولية التي افردت لها الصحف الانكليزية والاوروبية تحليل واسعة ان الصفقة بعيدة كل البعد عن المعنى الكروي الصرف وتأتي في سياق انغماس كرة القدم اكثر في مستنقعات "التجارة الرياضية" التي بدأت تثير الشبهات والقلق حولها يوما بعد يوم.
واذ اعتبر براون ان انتقال تيفيز وماسكيرانو الى لندن جاء بملء ارادتهما وبفعل ادراكهما لتاريخ النادي العريق قائلا "حتى ان ماسكيرانو طلب اثناء المفاوضات الحصول على القميص رقم 6 الذي ارتداه سابقا بوبي مور" فإنه من السذاجة التأكيد على ان اللاعبين طمحا يوما الى اللعب في صفوف ناد متواضع احتل المركز التاسع على لائحة الترتيب نهاية الموسم الماضي وخصوصا ان نواد من العيار الثقيل سعت في الفترة الاخيرة للحصول على توقيعهما امثال برشلونة وريال مدريد الاسباني وميلان الايطالي وتشلسي ومانشستر يونايتد وارسنال.

وتبرز التناقضات ايضا في تصريحات تيفيز الذي قال بداية انه يهدف الى تطوير مستواه عبر مجيئه الى وست هام ثم افصح انه علم بأمر وجهته الجديدة قبل 48 ساعة في الوقت الذي اشار فيه براون الى ان طريق المفاوضات كان طويلا .
لكن بيان سوق لندن لتبادل الاسهم فضح "لعبة" براون ورفاقه في مجلس الادارة بعد اقل من يوم على وصول النجمين الارجنتينيين وخصوصا بعدما ابلغت ادارة النادي اللندني السوق المختصة عن امكانية انتقال ملكية النادي الى مالك جديد مع تأكيدها انه لا علاقة للخطوة بعملية توقيع تيفيز وماسكيرانو على كشوفاته.
وكان هذا البيان كافيا لحل جزء من اللغز الذي بدأ منذ تواري تيفيز عن تمارين فريقه كورينثيانز البرازيلي وحتى اعلان اتمام الصفقة قبل ساعات قليلة على اقفال باب التواقيع في 31 اغسطس الماضي وهي خطوة ربما تكون مقصودة لتحاشي بلبلة مبكرة قبل وضع اللمسات الاخيرة على تغيير وجه "الهامرز".
اما الجزء الثاني والاهم من الحلقة المفقودة فهو ينحصر في تحديد هوية المالك الجديد للنادي. وهنا يبرز اكثر من سيناريو يبدو الاقرب منها الى المنطق ان وصول تيفيز وماسكيرانو الى وست هام مجرد تمهيد لشراء رئيس شركة "ميديا سبورتس اينفستمنت" كيا جورابشيان النادي بأكمله اذ يملك الرجل اصلا عقدي الارجنتينيين وهو كان وراء انضمامهما الى كورينثيانز التي تملك "ام اس آي"  نسبة كبيرة من اسهمه.
ومن هذا المنطلق لم يحصل النادي البرازيلي على اي عائدات من الصفقة كما لم يدفع وست هام اي مبلغ مالي لقاء الحصول على خدمات اللاعبين علما انه تردد تحمله نصف نفقات الاجر السنوي لكل منهما بمقدار 5ر1 مليون جنيه استرليني بالنسبة لتيفيز مقابل مليون جنيه لماسكيرانو على ان تتكفل "ام اس آي" بالنصف الآخر) . اواصل .
hassanfaroog@gmail.com

 

آراء