أصل الحكاية
في اليوم الذي أعلن فيه سفير السودان بدولة جنوب السودان سلامة الجالية السودانية في ظل الاحداث التي تشهدها دولة جنوب السودان ، في هذا اليوم كان لاعب الهلال الجنوبي أتير توماس يتسلم الجنسية السودانية ، كأول مواطن جنوبي يعود سودانيا بعد الانفصال ، وأتير هو ايضا اول لاعب جنوبي يتم تسجيله في كشوفات الاهلي الخرطوم كلاعب أجنبي بعد الإنفصال، ومابين جنسية اتير توماس السودانية واحوال الجالية السودانية تداخلت كثير من المشاعر ، أعود بها مع القاريء الكريم ليوم 9يوليو ، يوم استقلال الذي كتبت فيه تحت عنوان ( 9يوليو .. رسالة حب لريتشارد واتير وجمعة) مايلي :
(تمنيت عندما بدأت حملة تجنيس اللاعبين في فترة الانتقالات التكميلية أن يكمل نادي الهلال إجراءات تجنيس اللاعب الخلوق أتير توماس لاعب السودان عندما كان وطنا موحدا ، ولاعب منتخب دولة جنوب السودان بعد الإنفصال عن الوطن ، تمنيت أتير حاملا للجنسية السودانية ، وقبله تمنيت الصديق العزيز ريتشارد جاستن مجنسا بعد أن أصبح الإنفصال أمرا واقعا ، تمعنت في هذه الامنيات وأمنيات غيرها كثيرة وقد إنقضي عامان علي إعلان دولة جنوب السودان دولة مستقلة .
في عالم الرياضة وكرة القدم علي وجه الخصوص تختلف التفاصيل عما يدور في دهاليز السياسة ، ومن دهاليز السياسة تجنيس أعداد كبيرة من اللاعبين الاجانب لم يعرفوا السودان إلا بعد إنتقالهم للعب فيه ، وفي المقابل منعت الجنسية عن لاعبين كانوا إلي ماقبل الإنفصال جزء لايتجزأ من هذا الوطن ، بكل التفاصيل التي لاتحتاج إلي شرح .
يمر اليوم 9 يوليو عامان علي إستقلال جنوب السودان ( 9 يوليو 2011) ، ولازال ريتشارد جاستن يجري في ملاعب السودان المختلفة آخرها في فترة الانتقالات التكميلية لاعبا في صفوف فريق جزيرة الفيل ، مؤكدا أن الإرتباط بالمكان هو إرتباط بالوطن ، وأنه مهما فعلت السياسة سيظل إبن الوطن الواحد رغم الإنفصال ، كيف لا وهو الذي أدي ضريبته كاملة لاعبا بالمنتخب الوطني لسنوات ليست بالقليلة وتشرف به الهلال في المحافل الافريقية مثلما تشرف به المريخ وفريق الخرطوم الوطني .
تمر ذكري 9 يوليو ومجلس الهلال يفشل في تجنيس أتير توماس لأن السياسة قالت لا لنيله الجنسية السودانية ، وهي ذات الجنسية السودانية التي قالت نعم لقائمة طويلة للغاية من اللاعبين الأجانب ، وهي ذات الجنسية التي أعطت الجواز السوداني للاعب لايحمل الجنسية السودانية ولا بالتجنس ، هو لاعب أهلي شندي المالي الجنسية باسيرو بمبا ، كيف ؟ ومتي ؟ وأين؟ لم يجب مسؤول حتي هذه اللحظة علي هذه الأسئلة المشروعة التي أثرتها من قبل في هذه المساحة ، مع العلم أن اللاعب أكد في تصريحات سابقة للزميلة (الصدي) ،أنه مازال محتفظا بجنسيته المالية وأنه إستلم جواز السفر السوداني من صلاح إدريس .
أعود لهذا اليوم الحزين عندي (9 يوليو) ، وجزء عزيز وغالي من الوطن ينفصل عن الجسد الواحد ، ومن المفارقات أن يمر هذا اليوم ومازال اللاعب الجنوبي جمعة جينارو الحارس الاساسي بفريق الهلال العاصمي يشارك مع فريقه بصفة لاعب مواطن (سوداني) وليس بصفة لاعب أجنبي كما حدث مع أتير توماس وريتشارد جاستن ، يشارك بصفة مواطن لأن عقده مع ناديه مازال ساريا وكان قد إنضم للفريق قبل الإنفصال ، وهكذا بأمر الرياضة وقوانينها ولوائحها التي لاتعترف بالسياسة يلعب جمعة جينارو بصفة لاعب سوداني.
أتي هذا اليوم ومازالت كلمات قائد فريق الخرطوم صلاح الأمير ترن في أذني ، وهو يرفض رفضا قاطعا تقبل فكرة أن يأتي يوم ينظر فيه إلي ريتشارد جاستن كأجنبي أو يضع حارس الفريق وقتها روي قلواك في مكان واحد مع أجانب الفريق ، أبدي صلاح إنزعاجا كبيرا من السؤال ، ورفض حتي طرحه ، ولازال رافضا لفكرة أن تفرض عليهم السياسة هذا الواقع .
في هذا اليوم أبعث لريتشارد واتير وجمعة ، وللرائع الذي عطر الملاعب السودانية بإمكانياته وقدراته الفنية (الجان) إدوارد جلدو برسالة حب ، وابعث بها لجيمي ناتالي وجيمي مانديلا وخميس مارتن وللعلم ناتالي وخميس من عناصر المنتخب الوطني ، وقبلهم كان اللاعب جيمس جوزيف ، أبعث بها لقائد منتخب جنوب السودان ومدافع فريق اهلي شندي زكريا ناسيو ، وغيرهم من اللاعبين الذي كتبوا إسماءهم بأحرف من نور في الملاعب السودانية ، وتحية ورسالة حب للإداريين جادين جادا رئيس اتحادجوبا وقتها ولواني عبدالله رئيس اتحاد ملكال ولرودلف اندريه وسستيليو جوبا الأعضاء بالاتحاد العام ولكل الرياضيين الذين شكلوا دعامات أساسية في بقية المناشط ، ألعاب قوي ،سلة طائرة ، ملاكمة وغيرها ، ولأهل جنوب السودان كل الحب والتقدير.) انتهي .. اتير ..انت سوداني ، مع الامنيات بالاستقرار لجنوب السودان.
hassanfaroog@gmail.com