الحاكم عطا المنان .. الهلال لم يسترد شعاره

 


 

حسن فاروق
28 December, 2013

 


اصل الحكاية

من الاسئلة التي وجهتها للحاج عطا المنان رئيس لجنة التسيير الحكومية بنادي الهلال في المؤتمر الصحفي الأخير، سؤال عما إذا كان سيستخدم نفوذه السياسي لاسترداد شعار الهلال علي حساب القانون ؟ ، وكان الرجل قد اوضح قبل طرح الاسئلة أنه أجري اتصالات مع مسؤولين في الحكومة سماهم لإسترداد الشعار ، وبدأ إجابته علي سؤالي بكلمتين ( نعمل شنو؟) ، قبل أن يسترسل في تفاصيل لاتعطيه الحق القانوني في ذلك .
بعد يوم او إثنين من المؤتمر أصدرت لجنة التسيير الحكومية بنادي الهلال بيانا ، لم أفهم فيه اي شيء ، ملخصه تسجيل الشعار في الغازيتا الجريدة الرسمية الصادرة من وزارة العدل ، وإحتفت كالعادة بعض الصحف بهذا الخبر من منطلق عاطفي ليس الا بحكم الانتماء لنادي الهلال ، لأن الحقيقة غير ذلك ،وأكثر تعقيدا ، فحسب القانون النشر في الصحيفة الرسمية لوزارة العدل لايعني أن الشعار اصبح ملكا لنادي ، ولايصبح ملكا للنادي إلا بعد مرور ستة اشهر علي النشر في الصحيفة الرسمية في حال لم يعترض عليه احد ، والجهة التي تفصل فيه هي المحكمة .
وكأن الحاج عطا المنان يخدر الراي العام الهلالي ، بإجراء لايعطي الهلال الملكية ، مع العلم أن فترة تعيين اللجنة ستة أشهر ، والقانون الواضح لايعطي الملكية الا بعد ستة شهور من النشر في الصحيفة الرسمية إن لم يعترض احد ، يعني بالبلدي كده( ناس لجنة التسيير الحكومية عايزين يبيعوا لينا وهم انه الشعار رجع للهلال ، وبعد ستة شهور تكون مدتهم انتهت ومشوا ، بعد المدة لو جاء واحد طعن وقال الشعار انا مسجلوا علامة تجارية ، ورجع ليهو بالقانون مافي زول حا يسالهم لانهم بكونوا مشوا ، و الناس  ستة شهور بإعتقاد إنهم رجعوا الشعار مع انه في الحقيقة مارجع) .
الفضيحة ان لجنة التسيير الحكومية لاتعرف ماهو المسجل ؟ وماهو غير المسجل ؟ وبالتالي لم توضح في البيان ماتم إسترداده ، وربما تعرف ولاتريد التوضيح حتي يظل الامر بهذا الغموض ، لان الرجل الذي سجل الشعار كعلامة تجارية بإسمه ، سجل ثلاثة أشياء فقط تحمل شعار نادي الهلال وهي ، الشالات ، والطواقي ، والاعلام ، فقط ، بمعني آخر الفانيلة لاتدخل في هذه العملية وبتفسير اكثر يمكن ان يضع الهلال شعاره علي الفانيلة والشورت والشراب وأي شيء عدا هذه الثلاثة أشياء ( الطواقي ، الشالات، الاعلام) . لذا لايستطيع الحاج عطا المنان ولا لجنة التسيير الحكومية التعاقد مع اي شركة لتسويق الشعار في الشالات والطواقي والأعلام . وإذا تم فهو عقد يسهل ابطاله لانها مسجلة بإسم شخص آخر .
السؤال الذي يفترض أن يجيب عليه حاكم نادي الهلال الآن بقرار حكومي الحاج عطا المنان ، ويقطع في إجابته الشك باليقين ، هل يملك نادي الهلال الآن شهادة تسجيل نهائية لشعار النادي؟ إن كان يملك عليه إبرازها للرأي العام الرياضي ليقف عليها . وتنتهي القصة . هل يملك هذه الشهادة؟ لا اعتقد . وبالتالي لم تسترد اللجنة شعار الهلال كما تروج لذلك.
وفي كل الاحوال إذا اراد الحاج عطا المنان فرض وجوده في الوسط الرياضي بنفوذه السياسي ، فعليه ان يعي جيدا أنه يلعب في الملعب الغلط ، وحل مشكلة الشعار الذي اضاعه صلاح إدريس لن تتم بهذه الطريقة ، لانه حتي لو نجح في فرض هذا الامر باالنفوذ السياسي حاليا قد يأتي يوم تتغير فيه الرؤية السياسية ، وساعتها سيفتح هذا الملف من جديد ، ولن يكون الشعار ملكا للهلال .


hassanfaroog@gmail.com

 

آراء