شاعر صه يا كنار يتجلى في ليلة المولد ! .. إعداد : محمود عثمان رزق

 


 

 



morizig@hotmail.com

أنشد الشاعر المرحوم محمود أبوبكر النسر (شاعر صه يا كنار) في ليلة ميلاد خير البرية صلوات الله عليه وسلامه قصيدة عصماء تتكون من 70بيتا،اخترت لكم منها بعض الأبيات التي بينها اشتراك في الموضوع ولكنها في الأصل تنتمي لأبيات أخر، وقد فعلت ذلك لتسهيل القصيدة لأنّها طويلة وصعبة فاخترت منها اسهل الأبيات وهي الآتي :

وُلدَ الكمالُ فيا عشيةُ هَللِي***وتَجملِي ما شِئتِ أن تَتَجملي
صدعَ الضلالةَ فيكِ وجهُ محمدٍ *** بسنا النبوةِ والخِلالِ الكُّمَلِ
فمواكبُ الاملاكِ حولَكَ طُوَّفٌ *** وكواكبُ الافلاكِ لسنَ بأُفّلِ
غداً النجومُ من البشاشةِ في الضُحى *** رغمَ الغزالة (الشمس)  في السماءِ ستَنجَلي
أنا يا محمدُ منذُ كنتَ بأضلُعِي *** لكَ لهفةُ المتشوقِ المُستَقتِلِ
اتلو حديثَكَ والكتابَ فأنثني *** وبكلِ عُضوٍ رجتانِ ومِفصَلِ
لي في ضُلوعي يا محمدُ شعلةٌ *** حراقها بلهيبِ حُبُكَ يصطَلِي
أنا يارسول اللهِ لو عِلمَ الأسى *** ما نابني من شَفرَتَيه، لرقَ لِي
لا زال من كرمِ الحمامةِ أنَّها *** حَمَتِ النبيَ من اللئامِ السُفّلِ
جَعلت بنيها في الفداءِ أمامَه *** إنَّ المحبَ يطيقُ ما لم يَحمَلِ
هذا الذي مزجَ الكمالَ بروحِه *** فَسَما بِها لمكانِه المُتكمِّلِ
عَشِقوا محاسنَه وراموا قتلَه *** فئةٌ لَعَمرِ أبيك لم تتعقلِ
وقفوا أمامك والأسنةُ شُرَّعٌ *** ويدُ الالهِ مع النبي الأعزلِ
أنجومُ آل البيتِ نارٌ في دمي*** لكم الدموعُ الساكباتُ الهُمَلِ
هاتي المزاهرَ والدفوفَ ورتلي *** ذكرى "ثَنِيّاتِ الوداعِ" ومُقبِلِ
طَلعت على الدنيا بما لو أنَّها *** عُرِضَت عليها الدنيا بِه لم تَغفلِ
تلك العشيةُ في الزمانِ كأنَّها *** ماءٌ تفجّرَ من صميمِ الجندلِ
يا ليلةُ العيدِ المُكَرَّمِ رتلي *** لحنَ "الغريضِ" لنا ولحنَ "الموصلي"

معاني بعض الكلمات :
الغزالة : هي شمس الضحى
الجندل : الصخرة أو الحجر الأصم
الموصلي : هو اسحاق بن ابراهيم الموصلي اشتهر بالغناء والموسيقى حتى أصبح من أشهر وأمهر المُغنّين والموسيقييّن في العصر العباسي وبلغ أعظم منزلة عند ستة من الخلفاء العباسيين.
الغريض: هو المغني المشهور عبد الملك صاحب معبد وابن سريج، وكنيته أبو يزيد، والغريض لقبه. ومن اغانيه الشهيرة : أيها الرائح المجد ابتكارا قد قضى من تهامة الأوطارا. والغريض هو الطري من كل شيء. ،فلقب بذلك لأنه كان طري الوجه نضراً غض الشباب، حسن المنظر.
القريض :  الشعر
أفل : غاب
ثنيات الوداع : موقع تاريخي يقع على مدخل المدينة المنورة، كان مكانا لتوديع المسافرين من المدينة.
صدع الضلالة : بيًن الضلالة وشقّها وفرّقها فرقا
شفرتيه : تخيل الشاعر أن للأسى شفرتين مثل شفرتي السيف أي حديه.

عزيزي القارئ ، إذا اردت نبذة عن الشاعر ستجدها في مقال لي بعنوان "شرح قصيدة صه يا كنار" سبق أن نشرته على صفحات "سودانايل".
///////////

 

آراء