أفهم يا جمال وأرحل

اصل الحكاية

غريبة حكاية إجتماع الوالي مع لاعبي المريخ في مواجهة ساخنة ، قال الرجل حديث يقطع (المصارين من الضحك) ، الغرابة في إنه إجتمع لمحاسبة من يريد إيهام الناس إنهم السبب في الهزيمة ، وبهذه المناسبة لايوجد جديد في هذا السيناريو (حداشر سنة مكررة في سنة) ، نفس الكلمات بذات المفردات ( لو في واحد عنده حديث مسجل من السنوات الماضية في ظروف مشابهة وماأكثرها سيجد ذات العبارات) ، مشكلة الوالي مشكلة كثيرين لايرون سوي إنفسهم لايسمعون سوي صوتهم ويحكمون بمزاجهم ، يذكرونني بالقصة التاريخية (كورتي) من الكورة ، وهي حكاية عايشها الكثيرون في (الحلة) (نجد دائما في لعب الأطفال  واحد  بكون صاحب الكورة عشان كده هو البيختار الفريق القوي وبحدد منو البلعب والمابلعب ، ولو إتغلب ممكن ببساطة يشيل الكورة ويمشي ويقول ماعايز ) بهذا المنطق يدير البعض عمل عام وخاص وحتي علي مستوي الحكومة هي في النهاية عقلية ، هم فقط من يملك الحقيقة والمعرفة والبقية عليهم السمع والطاعة وتحمل أخطاء لم يرتكبوها ، لذا أول شيء يفعله هؤلاء البحث عن (شماعة) يعلقون عليها إخفاقاتهم أول شيء يفعلونه الهروب من المسؤولية .
أنقل هنا بعض ماقاله الرجل في مواجهته الساخنة مع اللاعبين ثم أعلق فقد قال غاضبا حسب الوصف الصحفي : ( ماذا ينقصكم؟ قولوا لي في ماذا قصرنا حتي يؤدي الفريق بهذا المستوي الهزيل والمتواضع ، ليست هناك أدني مقارنة بين المريخ وكمبالا سيتي ، ففي كل شيء نحن أفضل منه .. من ناحية تاريخ وإمكانات وعراقة ومعسكر وإعداد وكذلك علي مستوي الجهاز الفني والعناصر ومضي : أليس من العيب أن يخسر فريق مثل المريخ أمام كمبالا سيتي ؟ ألا ترون أن الهزيمة علي الأرض أمام ممثل الكرة اليوغندية عيب كبير في حقكم وفي حق المريخ ؟ هل هناك مقارنة بين الأحمر وكمبالا سيتي؟ ووووووووووووووو إلي آخر البكائية التي رسمها الوالي في إجتماع المواجهة الساخن) إنتهي .
ولاجديد كما ذكرت ذات الكلمات (ماقصرنا وماذا ينقصكم) وبقية الكلمات التي لاتغني ولاتسمن ، لأن كرة لاتخضع لمثل هذه المعايير ، وليت جمال الوالي إستمع لحديث مدرب فريق كمبالا سيتي اليوغندي ، وهو يؤكد أنه هزم المريخ لأنه أعد فريقه إعدادا جيدا ولعب ستة مباريات أفريقية ، وذكر أيضا أنه تابع إعداد المريخ في دولة قطر وأداء ثلاثة مباريات مع فرق أوروبية مؤكدا أن ذلك من أسباب التفوق علي المريخ وأن اللعب أمام فريق بايرن ميونخ لايعتبر مقياسا للإعداد الجيد ، وأن الفرق الاوروبية مدارسها تختلف عن المدارس الافريقية ، وأن المريخ كان يحتاج لأداء مباريات مع فرق من القارة الافريقية .
ملخص حديث المدرب اليوغندي أن المسؤولية تقع علي الإعداد الخاطيء ، وإذا سألنا من هو المسؤول والمشغول بعرض نفسه ، أكثر من إنشغاله بإحتياجات الفريق الحقيقية ؟ ستأتي الإجابة بجمال الوالي فهو من رتب لعرض معسكر الدوحة ، ومع ذلك يجلس ليحاسب ، يغضب ، يهاجم ويتهم من يريد بالتقصير والخذلان ( أديتم بتخاذل وإفتقدتم المسئولية والطموح) .
متي تفهم ياجمال أنه حتي المزرعة والشركات الخاصة لاتدار بهذه العنجهية والصلف والغرور؟ متي تفهم ياجمال أن خوف بعض أهل المريخ من الفقر لايعني أنك الأفضل ؟ أفهم ياجمال وأرحل .
hassanfaroog@gmail.com