إعيسر .. (جاب ضقلها يكركب) (2)
اصل الحكاية
رغم أنني كتبت أمس تفاصيل عن الكيفية التي تتم بها مثل هذه الإتفاقات ، إلا أن بعض الأسئلة مازالت قائمة من قراء كرام حول هذه القضية ، لذا لابد أن نميز أولا بين من يملك المباراة ومن يملك البث الحصري ، كما أوضحت أمس من يملك البطولة ( الاندية الافريقية الابطال) هو الاتحاد الافريقي وبالتالي هو من يملك المباراة ولكن لحسابات خاصة (بالكاف) ترك التصفيات للأندية ، علي أن تعود المباريات لملكيته الكاملة في البث التلفزيوني من دور المجموعات .
لذا أول شيء لفت إنتباهي رواية قناة الشروق علي لسان مديرها العام محمد خير فتح الرحمن رفضهم لعرض مالي من نادي كمبالا سيتي اليوغندي بسبب المغالاة في المبلغ بعد المباراة الاولي في الخرطوم ، وهي رواية غريبة لأن محمد خير والطاقم الإداري يعلمون جيدا أن لايستطيع بيع الخدمة (المباراة) ، مالم يتم ذلك بالاتفاق مع القناة اليوغندية التي تملك حصرية بثها ، لأنه هذا الاتفاق في حال تم بين الشروق وفريق كمبالا سيتي ، ولم تظهر قناة يوغندية أو التلفزيون اليوغندي أو أي جهة لها علاقة بالبث فإن هذا الاتفاق لايساوي حبره ، وإن دفعت فيه أموال ستخسرها القناة ، وقد تتعقد القضية أكثر في حال تأكد للتلفزيون اليوغندي مثلا أن الشروق وقعت عقدا مع كمبالا ، الذي يفترض أن يبيع له الخدمة ليبيعها هو للشروق .
ولأن للشروق تجارب في هذا الجانب كان من الطبيعي الا تغامر بخطوة قد يترتب عليها عدم البث لأن النادي يملك المباراة ولكنه في ذات الوقت لايملك حق البث بعيدا عن الجهة او الجهات المختصة بهذا الجانب ، والشروق تعلم ذلك جيدا كما ذكرت ، فلماذا فاوضت كمبالا سيتي ؟ خاصة وأن خلافها مع الفريق اليوغندي حول ضخامة المبلغ الذي طلبه ، وليس رفضا مبدئيا للعرض .لماذا؟ سؤال إجابته عند إدارة قناة الشروق.
إذا رجعنا لحديث إعيسر سنجد إنه قام بالخطوات الصحيحة ، إتفق مع التلفزيون اليوغندي وتأكد كما ذكر قي حديثه أن للتلفزيون اليوغندي إتفاقا مع نادي كمبالا لبث المباراة ، وكان هذا يكفي لإكمال الإتفاق ، وأعود لتأكيد أن إعيسر ليس ملزما بالإتفاق مع نادي كمبالا سيتي طالما أنه تأكد من إتفاق التلفزيون اليوغندي مع النادي ، وأعود لاؤكد أكثر أنه في كل الاحوال ليس ملزما بإتفاق مع النادي اليوغندي لأن النادي كما ذكرت يملك المباراة ولكن لايملك البث . والإتفاقات الثلاثية بين أي قناة السودانية وتلفزيون دولة افريقية ونادي من ذات البلد الافريقي لا تتم إلا في حالة معينة (الإبتزاز) بمعني انها تكون محاولة إبتزاز للقناة السودانية بإتفاق بين تلفزيون الدولة الافريقي والنادي الذي يمثل هذه الدولة .
الأكثر غرابة في هذا الامر أن قناة الشروق نفسها تعرض لذات الإبتزاز الافريقي في أحد المواسم السابقة ، وهي قصة شهيرة ومعروفة عندما إتفقت القناة مع التلفزيون المالي لنقل مباراة طرفها الهلال ، وقبل إنطلاق المباراة بدقيقة ، طالبت القناة المالية بإتفاق مع النادي بزيادة المبلغ حتي يتم بث المباراة ، وتم إنقاذ الموقف بصعوبة ودفعت الشروق مبلغ إضافي ، وبالتالي فإن هذه المواقف تدخل في باب (موقف إستثنائي) وليس الاصل في مثل هذه الاتفاقات ..
اواصل
hassanfaroog@gmail.com