اصل الحكاية
لتداعب المهزوم في كرة القدم وهي لعبة شعبية ولغة عالمية، يجب أن تحرص علي إختيار مفردات عالية ، تتجاوز سقف العادي ، ولايستثي من ذلك شيء حتي النكتة يجب تعريبها لترتقي للمستوي المطلوب ، فالعامية لغة هدامة تخدش الحياء العام والذوق العام ، فلايوجد في الكتابة فن ولامزاج كاتب ، لذا أقدم الإعتذارات أطنان لكل قاريء هبط ذوقه العام ، وتراجعت ثقته في كل كلمة عامية كتبتها ، وبما أنني من دعاة التجديد ورفض المسلمات والبديهيات ، والداعين للكتابة الحرة في كل القوالب عامية كانت أم بالعربي الفصيح ، أنحاز بشدة لقوة الفكرة وعمق التحليل أكثر من إستعراض لغة عالية خاوية الفكرة باهتة التفاصيل ، وأري أن الكاتب هو الجهة الوحيدة التي تحدد كيفية توصيل المكتوب لمن يخاطب.
عموما هو نقاش كبير وكثيف يجب أن يقوم علي الإحترام وليس (القرار) ، لأنه لو كان (قرارا) لماعرف الناس محمد الحسن حميد ولامحمد طه القدال ، ولا الابنودي ولاأحمد فؤاد نجم ، ولماسمعنا بمحجوب شريف ، وهاشم صديق ، ولا ولا ولا . ولما لعبت (الكلمة) دورها التاريخي في تغيير الشعوب كل الشعوب .
أعود لأجواء مباراة الهلال وفريق الملعب المالي ، وأتوقف عند المدرب الشاطر نصر الدين النابي ، الذي أعتبره الورقة الرابحة في النتيجة التي إنتهت عليها المباراة ، فقد ادار المباراة بحنكة عالية ، أكد معها علي إمكانياته وقدراته التدريبية العالية ، وهذا يعيدنا لفترة التعاقد معه ، وبعض ردود الافعال القادمة من بعض دول الخليج ، ومراقبين من الداخل ، رفضوا بشدة التعاقد مع المدرب التونسي الاصل البلجيكي الجنسية ، ووصفوه بالتعاقد الكارثي الذي سيكلف الهلال غاليا خلال هذا الموسم محليا وافريقيا ، بل إن بعضهم تبرع بمعلومات تكشف تفاصيل الفشل ، ووصل الامر لإجراء حوارات مع من تم تعريفهم بصفة قطب ، ليتحفونا بحقيقة المدرب الفاشل .
وذهب البعض الي أبعد من ذلك بأن النابي لم يكن مدربا لفريق ليوبار الكنغولي الذي فاز بالبطولة الافريقية ، وعندما تسأل عن وضعه تأتيك الإجابة (كان مستشارا) ، الغريب أن كل من تابع البطولة في ذلك الوقت ، يعلم أن النابي كان مستشارا فنيا للفريق الكنغولي ، ولكنها لم تكن إستشارة عادية لأننا شاهدناه في كل المباراة علي معقد المدربين من داخل الاستاد ، ولو كان مستشارا عاديا لكان مكانه المقصورة ، او المدرجات ، فالمستشار كما نعلم لايملك حق القرار ، وينتهي دوره بإنتهاء الاستشارة .
وهاهو النابي يؤكد لكل من شككوا في قدراته كمدرب أنه المدرب الوحيد المستمر من أربعة مدربين شاركوا في التنافس الافريقي ، ورغم الفترة القصيرة التي إستلم فيها الفريق ، الا ان التميز كان واضحا في بعض الجوانب ، أهمها عدم إستقبال الفريق لهدف في كل المباريات التنافسية التي خاضها ، وبالعربي الفصيح شباك الهلال مع النابي عذراء . وأري انه مدرب يستحق ان ترفع له قبعة الاحترام.
hassanfaroog@gmail.com