عادت النهضة … تجمدت النهضة (2)
اصل الحكاية
بمحاولة بسيطة لقراءة مايحدث في النهضة ، سنجد أن تحرير شهادة التنظيم ، تم في فترة جمال الوالي رئيسا لنادي المريخ ، وفي إطار توجه مبرمج ، (لفكفكة) التنظيمات ، حتي تخلو الساحة للرجل ، ليتحرك بدون اوراق ضغط من هذا التنظيم او ذاك ، ليسهل ذلك إستمراره رئيس (طوالي) للنادي الاحمر ، وهو ماحكي عنه الواقع بعد ذلك بإضعاف التجمع المريخي المعارض بإنسلاخ بعض عناصره القيادية وعلي راسهم جمال الكيماوي ، والذي أعلن ذلك عبر وسائل الاعلام ، لينضم لجمال الوالي ويصبح من المقربين اليه ، وضمن قائمته الانتخابية ثم عضو في مجلس الادارة .
الفارق ان التجمع لم تعلن وفاته وظل رغم الضعف الواضح في الرؤية نحو التغيير موجودا ، يظهر معارضا من وقت لآخر ، بعكس النهضة التي أوصلت لنا في الوسط الرياضي رسالة واضحة بأن أسباب وجودها انتهت بعد صدور قرار التجميد ، وهو قرار يحتمل تفسيرات مختلفة منها أن التجميد تم لصالح رئيس النادي ، وهو الارجح حسب رؤيتي الشخصية ، بعد وصول بعض قيادات التنظيم إلي أهدافهم ، وهي كسب ثقة جمال الوالي ، وإذا قرأنا الخريطة بشكل جيد سنجد أن هذه القيادات أصبحت محسوبة علي جمال أكثر من النهضة في وقت كان فيه التنظيم موجودا ولو شكليا بعد أن تم إضعافه تمهيدا لإعلان وفاته .
هذه القيادات مازالت تؤدي ذات الدور ، بالدرجة التي يمكن أن نصفها الآن بمجموعة جمال الوالي أو تنظيم جمال ، وبالتالي طبيعي أن تعارض عودة التنظيم ، لانه يهدد بشكل او بآخر وجودها في تنظيم جمال ، الذي لن يقبل بكل تأكيد هذه الازدواجية ، لتجد القيادات السابقة في النهضة والحالية في تنظيم جمال نفسها في وضع حرج ، ولكن هذا الحرج لم يدم طويلا بتحديد موقف معلن برفض عودة التنظيم ، وهذا يعني تلقائيا إختيارهم تنظيم جمال .
هذا الخيار يؤكد علي هشاشة التنظيم ، وغياب البعد الفكري عنه ، ويؤكد أكثر علي أن كل شعارات التجديد والتغيير التي رفعها في فترة محمد الياس محجوب كانت لاجندة محددة ، ولكنها لم تكن خيارا فكريا راسخا ، وأن الفكرة البشعة والصادمة في تقديري أن هذا التنظيم يؤمن بأن من يملك المال هو الأفضل ، وهنا الكارثة الحقيقية ، أن هذا التنظيم (كذبة كبيرة) ، عرته مواقف القيادات المذكور وقرار التجميد .
لأننا إذا قدمنا قراءة علمية لفترة جمال الوالي في قيادة المريخ سنجدها أسوأ فترة إدارية مرت في تاريخ النادي ، وهي الفترة التي أخذ فيها الرجل الفرصة الكاملة وزيادة ليقدم نفسه كإداري ، لكنه فشل . ومن هنا إذا أعدنا التاريخ للوراء لفترة محمد الياس وطريقة المعارضة التي قادها التنظيم النهضوي ضده ، سنصل إلي نتيجة تقول أن التنظيم يساند فقط من يملك المال ، وأن شعارات التغيير والتجديد (كبري) للوصول لأهداف أخري ، وحتي هذه الشعارات لايجرؤ أحد منهم علي ذكرها الآن .
عادت النهضة بدون اعضاء تنظيم جمال الوالي ، لماذا ؟ سؤال سأحاول الاجابة عليه لاحقا.
hassanfaroog@gmail.com