الإذاعة في (قبضة) الخندقاوي
اصل الحكاية
(برعاية مجموعة الخندقاوي .. وفد الاذاعة يغادر فجر اليوم لدوليسي .. غادر في الساعات الاولي من فجر اليوم وفد الإذاعة السودانية متوجها إلي الكنغو برازافيل لنقل لقاء الهلال وليوبار الكنغولي عصر الاحد في ذهاب دور ال(16) لمسابقة دوري ابطال افريقيا ويتولي الرشيد بدوي عبيد التعليق علي اللقاء وتكفلت مجموعة صابر شريف الخندقاوي قطب الهلال بتكاليف سفر الاذاعة لربط أنصار الازرق بالمواجهة الافريقية ) إنتهي الخبر الذي نشرته أمس الزميلة (الصدي) كخبر بارز في صفحتها الاولي .
بصراحة ومع كامل الاعتذار للزملاء الأعزاء (بالصدي) لم أصدق في البداية أن الخبر خاص بإذاعتنا السودانية ، قلت ربما هناك خطأ ، والمعني إذاعة أخري ، خاصة ربما ، ولكن أن تكون إذاعتنا القومية والحكومية ، المملوكة للشعب السوداني في (قبضة) الخندقاوي ، رجل المال الذي دخل عن طريق معسكر الهلال بدولة قطر ، ووصل حتي الإذاعة السودانية ليتكفل بسفر طاقمها لنقل مباراة الهلال في الكنغو برازافيل.
لم أسمع ، ولم أقرأ ، أن الإذاعة (فككت) نفسها وخرجت من عباءة الدولة ، ولم يعد لديها إشكالية في أن تخرج الصحف بأخبار تعلن علي الملأ أنها أصبحت عاجزة عن تغطية تكاليف سفر طاقمها إلي خارج السودان لنقل مباراة في كرة القدم ، وأنها فتحت المزاد لكل يريد عرض خدماته علي صفحات الصحف ، لتغطية عجزها المالي في تغطية الأحداث الخارجية (خارج البلاد) ، وهو المعروف لدي حتي الآن بعد الاعلان الاخير عن رعاية الخندقاوي وتكفله بسفر الوفد الإذاعي . لأن هذه السياسة قد لاتكون حصرية علي التغطية الخارجية ، وربما شملت التغطية الداخلية أيضا ، من يدري ؟.
وهنا يقفز سؤال ، هل ماحدث سياسة أقرتها إدارة الاذاعة ، بالسماح لبرامج التغطية البحث عن مصادر تمويل بطرقها الذاتية ، وأنها في حال نجحت في ذلك لامانع لدي الادارة من الاعلان عن ذلك عبر الوسائل الاعلامية كتعبير عن شكر جزيل لهذا الموقف النبيل ، الذي جعل الاذاعة تواكب الاحداث وتكون جزء من الحدث أو الاحداث بمختلف أشكالها .
لأنها إن كانت سياسة فهذا يعني ببساطة أن الاذاعة أعلنت إفلاسها المالي والفكري ، وفي هذه الحالة علي مدير الاذاعة إعلان إستقالته اليوم قبل الغد ، لأنه كان أرحم مليار مرة الا يغادر وفد الإذاعة إلي الكنغو برازافيل ، من أن يغادر بهذه الطريقة ، الذي قللت في تقديري كثيرا من شأنها ، كاذاعة عريقة راسخة ، لها هيبة وإحترام وتقدير عند كل السودانيين ، ولها أكثر من ذلك إرتباط وجداني بإنسان السودان في كل مكان يصل أثيرها إليه .
أعترف أنني ورغم تعليقي علي هذا الموضوع المخيف والخطير في تقديري ، إلا أنني مازلت غير مصدقا أن الإذاعة السودانية قد وصلت إلي هذه المرحلة ، لدرجة انها لم تعد قادر علي التكفل بسفر وفد لتغطية مباراة خارج السودان وأنها تعرض هذه الخدمة لمن يرغب ويستطيع دفع المال . ماذا يجري؟
hassanfaroog@gmail.com
//////////