أصل الحكاية
لم أشاهد لقاء الهلال وليوبارد الكنغولي مثل ملايين الذين تابعوه عبر إذاعة الخندقاوي أقصد الإذاعة السودانية والإذاعة الرياضية ، فقد أفرح الهلال قاعدته الجماهيرية العريضة بتعادل إيجابي (واحد واحد) ، كاريكا (جاب القون) وليوبارد تعادل ، كتبت امس أن الامل في عودة الثلاثي (كاريكا نزار حامد ونصرالدين الشغيل) ، ولاني لم أشاهد لأحكم علي المستويات ، لكن نزار وكاريكا وحتي الشغيل كانوا في الموعد ، ويكفي أنه نزار كان له البصمة الابرز في صناعة هدف كاريكا ، ويكفي الاخير أنه من أحرز الهدف .
النتيجة جيدة بكل تأكيد ، وهي افضل من التعادل السلبي ، لذا يمكن أن نقول أن الهلال خطي خطوة مهمة نحو التأهل لدور المجموعات ، رغم أن الفريق سيفقد في مباراة الاياب عدد من عناصره الاساسية بسبب البطاقات الملونة علي رأسهم عمر بخيت وسيف مساوي ، ولكنها تبقي كرة القدم التي يجب أن تحتاط لها فرق البطولات بالبديل الجاهز ، وللهلال دكة بدلاء (تقيلة) يمكن أن تعوض غياب هذه العناصر المهمة في تشكيلة الفريق .
أعود للمباراة التي قدم من خلالها المدرب الشاطر نصر الدين النابي درسا جديدا في كيفية إدارة المباريات سواء كان داخل الارض ووسط الجمهور أو خارج الأرض وبعيدا عن الجمهور ، وهاهو ينجح للمباراة الأفريقية الثالثة علي التوالي تقديم نفسه كمدرب صاحب إمكانيات وقدرات تؤهله لقيادة الفريق لمنصات التتويج ، مثل مافعل مع فريقه السابق خصم الامس ليوبارد الكنغولي ، وهو يحقق معه كأس الكنفدرالية الافريقي .
ونجح بإمتياز من خلال التبديلات في شوط المدربين ، بخروج كليوبالي وكاريكا ودخول بشه ومحمد عبدالرحمن ، الملاحظ في هذه التبديلات أنه لم يتردد في أشراك اللاعب الشاب محمد عبدالرحمن رغم أن اللاعب غاب عن تشكيلة الفريق في المباريات الاخيرة ، الشيء الذي يمكن أن يعتبره البعض مجازفة من النابي كان سيدفع الفريق ثمنها غاليا في حال خسر الفريق المباراة ، وربما حملوه مسؤولية الخسارة .
حسب النقل الاذاعي قدم الهلال عرضا جيدا ، لعبوا بتوازن ، بإنضباط تكتيكي عالي ، ضيق المساحات علي الفريق الكنغولي ، وفرض عليه أسلوبه ، وهذه من مميزات الفرق الكبيرة ، ولم يتوقف عند هذا الحد بل هدد مرمي ليوبارد بهجمات خطيرة حسب التعليق الاذاعي ضاعت من كليوبالي وبكري وكاريكا ، بل أجبر الفريق الكنغولي اللعب علي مصيدة التسلل والتي وقع فيها بكري المدينة أكثر من مرة .
نجوم الهلال كانوا ابطالا ، والنتيجة تحكي إلي حد كبير عن مجريات اللقاء ، ولكن يبقي جمعة جينارو هو رجل المباراة الاول بنجاحه في إبعاد ضربة جزاء في المباراة الافريقية الثانية والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة ، جمعة يواصل رحلة تألق بدأها هذا الموسم ، وهاهو يؤكد في مباراة أمس أنه يستحق أن يكون حارس الفريق الاول مكملا مع بقية زملاءه اللاعبين اللوحة الرائعة التي ظل يرسمها الفريق منذ إنطلاقة هذا الموسم .
عموما رغم ان النتيجة تستحق الفرحة من جماهير الهلال ، واللاعبين والجهاز الفني إلا أن المباراة لم تنته بعد ، فلازال هناك شوط ثان بعد اسبوع من الآن لم يحسم بعد.
hassanfaroog@gmail.com
//////////