السيد على الزعترى للمشهد الآن: الأمم المتحدة تواجه أزمة تمويل عملياتها الإنسانية فى السودان
هذا العام نحتاج الى قرابة البليون دولار تحصلنا على اقل من 8% من المبلغ
لابد من تطوير نظرة السودان للعمل الانسانى بشكل ايجابى وان يضم صوته الى صوتنا
ثلاثة الف نسمة من سيدات واطفال فى نيالا فى حال يرثى لها وهؤلاء
128 محلية فى شرق السودان يعانى اطفالها التقزيم نتاج سوء التغذية و73% من الحالات فى القضارف
حوار / منى البشير
تصوير / الطاهر ابراهيم
أقر الممثل المقيم للامم المتحدة بالسودان ومنسق الشئون الانسانية السيد على الزعترى ان الأمم المتحدة تعانى أزمة تمويل عملياتها الانسانية فى السودان ، وقال ان الأمم المتحدة تحتاج الى 995 مليون دولار للأيفاء بالاحتياجات الانسانية فى السودان المتوفر منها لم يتجاوز 80 مليون دولار .
وأعرب الزعترى عن امله فى استجابة المانحين لنداءات الامم المتحدة بتوفير التمويل للربع الثانى والثالث من العام الجارى ، واشار الزعترى فى حوار مع المشهد الى ان نقص التمويل يصاحبه حجم هائل فى النزوح وقارن بين نسبة النازحين من دارفور حيث سجل العام الماضى كله 380 الف نازح فيما شهد هذا العام ، منذ يناير الى اليوم فى دارفور وحدها 220 الف نازح .
وأكد الزعترى ان الأمم المتحدة وحدها لاتستطيع سد الفجوة فى التمويل ولذلك تناشد المانحين باستمرار بزيادة الدعم للخطة الانسانية فى البلد فألى مضابط الحوار:-
*وفقا لاحصائيات خبراء في الحقل الانساني وجهات حكومية مختصة فقد شهد عام 2013 تزايد في حالات النزوح في دارفور هي الاعلي منذ عام 2004 وفي نفس الوقت تناقص التمويل الذي يقدمه المانحون للاستجابة للاحتياجات الانسانية في دارفوركيف تعمل الامم المتحدة علي معالجة ذلك ؟
- سد النقص والفجوة ليس بالأمر السهل ، نحن فى العام الماضى أخذنا 57 % من احتياجاتنا التى طلبناها وهذا يعنى ان 43% من الاحتياجات لم نستطع الايفاء بها ، ولذلك الذى يحدث باستمرار هو مناشدة للمانحين بزيادة الدعم للخطة الانسانية فى البلد وهذا يرتبط بتوضيح بنجاح المشاريع والتدخلات الانسانية ، واذا كنت تمول منظمة غير حكومية ،او تقومين برعاية يتيم فانت بحاجة الى رؤية ان اموالك تذهب الى المكان الصحيح وهذا بالضبط مايريده المانحون يريدون رؤية اموالهم والى اين تذهب ، وعندما نقول اننا نريد ان نقدم مساعدات بشكل سريع للنازحين فى دارفور وبشكل انسب ، وبذا يكون التقييم هل بالفعل قمنا بتقديم المساعدات للنازحين فى دارفور بشكل سريع ومناسب وعلى اساس هذا التقييم يحدد المانح موقفه ، ولذلك نحن فى نهجنا واستراتيجيتنا الآن مناشدة المانحين زيادة التمويل او عدم نقصه وفى نفس الوقت نقدم لهم ان الخطة الانسانية تمضى بطريقة فعالة ومراقبة باستمرار والا المانح لن يعطيك .
* أذن اين وصلتم الآن هل هنالك نجاح فى استقطاب اى دعم من المانحين ؟
- نحن فى هذا العام 2014 طلبنا 995 مليون دولار اى قرابة البليون دولار لتنفيذ خطتنا الانسانية ونحن الآن فى نهاية مارس 2014 تحصلنا على اقل من 8% من المبلغ المطلوب يعنى لم نتجاوز ال 80 مليون دولار فقط ونحن فى الربع الاول من السنة ، طبعا لدينا توقعات ايجابية ان يستجيب المانحون فى الربع الثانى والثالث وتزيد نسبة التمويل لكن الى الآن اذا قسناه بالنسق الذى مضينا به فى 2013 مع حجم النزوح الهائل خاصة فى دارفور ، والعام الماضى فى دارفور كل السنة كان عدد النازحين 380 الف ، والآن من شهر يناير الى اليوم فى دارفور وحدها 220 الف ولذلك حجم التمويل لايكفى لمجابهة هذا الحجم الهائل من المعاناة البشرية .
* هل نستطيع ان نقول ان الأمم المتحدة تواجه ازمة تمويل عملياتها الانسانية فى السودان ؟
- نعم بامكانك ان تقولى هذا بالخط العريض وبالأحمر .
*هل اثرت الكوارث الانسانية الكبيرة الاخري في العالم مثل سوريا وجمهورية افريقيا الوسطى الاخري علي حجم التمويل المقدم لتلبية الاحتياجات الانسانية في دارفور بصفة خاصة والسودان علي نحو عام ؟
*هل هنالك توازن في الصرف بين النشاطات الاغاثية والتنموية في العمليات التي تنفذها الامم المتحدة وشركائها في العمل الانساني في السودان ؟
- نعم ولا لأن هنالك كم هائل من المعاناة فى افريقيا الوسطى من قبلها فى مالى وسوريا مستمرة وميانمار قضية الاقليات المسلمة وقبلها اعصار الفلبين سحب كم هائل من التمويل ، وقضية جنوب السودان عندما انشئت كدولة سحبت تمويل للمساعدات الانسانية وازداد العبء بعد نشوب الحرب فى ديسمبر ، وطبعا الدول المانحة مرتبطة ببرلمانات ومرتبطة بتخصيص تمويل محدد وهذا بدوره له تأثير ، ولكن دائما نحن نقول انه لايجب ان تختفى الأزمات ذات البعد الطويل كالأزمة فى السودان عن وجه الخارطة فى حال ظهور ازمات جديدة ، بمعنى ان لايفتر حماس المانحين ويجب ان التكتل والمساعدة وهذا لم يحدث ونحن نلحظ تدهور فى التمويل عام بعد عام وهذا سيؤثر سلبا على قدرتنا على الاستجابة خاصة وان ظروف البلد نفسها تعوض التمويل المتاح والبلد فى حاجة الى هذا التمويل ، أذن هذا هو الجانب الاقليمى الذى اثر على التمويل ، هنالك جانب دولى تمثل فى الأزمة الاقتصادية الدولية التى اثرت فى اوربا وامريكا ، وهنالك حكومات جديدة لاتؤمن بالتعاون الدولى بقوة ولذلك خفضت من تخصيصاتها للتعاون الدولى الى القدر المعقول من وجهة نظر هذه الحكومات ، ولكن هنالك جانب داخلى وهو حيز العمل الانسانى فى السودان ضيق ويجب ان يتسع قياساً على حجم الأزمات الموجودة فى السودان ، وقياسا على التنافس بين الأزمات فى السودان والأزمات الجديدة فى سوريا وافريقيا الوسطى ولذلك لابد من اظهار صوت السودان وهذا ليس وقفا على الامم المتحدة ولكن حكومة السودان نفسها يجب عليها ان تجتهد معنا فى المناداة بتمويل اكثر ، والسؤال الذى يطرح نفسه كيف لحكومة السودان ان تضم صوتها لصوت الامم المتحدة يكون ذلك باتاحة المجال للمنظمات العاملة فى الجوانب الانسانية سواء الوطنية او الدولية وان تصل الى المتأثرين فى الوقت المناسب والسريع من دون اعاقات فى بعض الاحيان لاتبدو مبررة مطلقا ، وان تبدى للمانحين والمجتمع الدولى ترحيبها بهذه المنظمات العاملة فى السودان .
* هل من الممكن ان تتحول هذه المناشدات الى ضغوط بهدف أنقاذ المتأثرين من اوضاع انسانية كارثية ؟
- لا لماذا تتحول الى ضغوط لأن الدولة لديها قوانين وامكانية المتابعة والتقييم والرقابة ، ولديها ابواب وقاعات ونوافذ للحوار مفتوحة ونحن دائما على حوار ، وبعدين القضية قضية انسانية فى الدرجة الأولى ، ولو كنت رايت الذى رايناه الاسبوع الماضى فى نيالا عندما تجمع اكثر من ثلاثة الف نسمة منهم سيدات واطفال حول المركز للتسجيل فى حالة يرثى لها وهؤلاء هم بشر واهل البلد وفى هذه الحالة البنى آدم يغض البصر حتى عن الحرام فى سبيل ان ينقذ نفسه والضرورات تبيح المحظورات ، نحن راينا دول تتعارك لسنوات وعندما تحدث أزمة انسانية يتناسوا هذه المشكلة ويكون هنالك انفتاح ، فانا اعتقد ان النظرة للعمل الانسانى داخل السودان يجب ان يحدث لها تطوير بشكل ايجابى ، ليس هنالك احد من العاملين فى الجانب الأنسانى يضمر للسودان العداء ، فنحن وغيرنا من الناس مهمتنا مهمة نبيلة وليست سياسية ، واذا كان البعض لديه هدف سياسى مغرض فهنالك جهات فى الدولة موجودة وكفيلة بان تتطلع على الموضوع وتناقش فيه .
* سيد الزعترى بحسب حديثك فان الأمم المتحدة امام خيارين مناشدة المانحين بتوفير تمويل او سماح الحكومة للمنظمات بالوصول للمتاثرين لحل الأزمة الحالية ألا يوجد طريق ثالث ؟
- هو ليس (أو) نحن نناشد الطرفين وانا لا اريد ان احشر بين الطرفين والطريق الثالث غير موجود بصراحة ، من لديه امكانية ان يمول 995 مليون دولار فى هذا العالم الآن غير المانحين ، ومثلا لو لجأنا الى الدول العربية والاسلامية أو المنظمات العربية والاسلامية فهذه لديها برامجها فى السودان تمضى بشكل ثنائى ولكن كذلك الأمر لاتغطى ، وهنالك ايضا تركيا لديها برنامج طموح فقد أنشات مستشفى فى نيالا والآن فى طور التنفيذ ، لكن هذا على مدى خمسة سنوات 50 مليون دولار ، نحن نتحدث عن بليون دولار فى عام واحد ، نحن لدينا ( 6.1 ) مليون انسان فى السودان من شرق الى غرب ومن شمال الى جنوب يحتاجون الى العون الانسانى (3.5) منهم فى دارفور يعنى اكثر من نصفهم ، وفى خلال ثلاثة شهور نزح 220 الف انسان عن ديارهم فى دارفور وكل هذا يحتاج الى تمويل ، أذن القضية ان لم يكن هنالك تمويل من المجتمع المانح مبنى على ثقة واحترام متبادل مابين المجتمع الانسانى المانح والمجتمع الانسانى الدولى والحكومة قد نجد انفسنا خلال عام 2014 فى أزمة انسانية كبيرة ونحن لانريد ان نصل الى هذا الوضع او هذه النتيجة .
*هل هنالك توازن في الصرف بين النشاطات الاغاثية والتنموية في العمليات التي تنفذها الامم المتحدة وشركائها في العمل الانساني في السودان ؟
- هذا السؤال بحاجة الى بعض الشرح ، السودان فى أزمة انسانية مزمنة ، وهنالك رغبة من السودان والمجتمع الدولى بأن تنطلق اجندة التنمية فى السودان الى الأمام ولكن ما يحد من انطلاقها هو الأزمة الانسانية المزمنة لأنه ليكم العمل على التنمية فى وجود ازمات وكوارث انسانية ، قد يحدث ان نعمل على قضايا التنمية فى الاماكن الهادئة فى السودان مثل الشمالية والخرطوم ، والى حد ما فى المنطقة الشرقية ولكن يتعذر ذلك فى الأماكن التى بها أزمات انسانية ، الآن التمويل التنموى الآتى الى السودان عن طريق الامم المتحدة جزء بسيط من التمويل المتاح للجهد الأنسانى ويكاد لا يصل الى 20 او 30 % منه فى العموم ، وهنالك منظمات هدفها الأساسى هو العمل والجهد التنموى على سبيل المثال برنامج الامم المتحدة الانمائى ، الصندوق الدولى للتنمية الزراعية ، منظمة الأغذية والزراعة الدولية ، منظمة اليونسكو ، نظة الامم المتحدة للتنمية الصناعية ، هذه المنظمات عملها تنموى اكثر منه انسانى لكن حجم التمويل التنموى لايقارب حجم التمويل الانسانى بمراحل ، وحتى تاخذى فكرة فنحن فى اطار التعاون مابين الامم المتحدة والسودان خلال الاعوام 2013-2016 يعنى اربعة سنوات (418) مليون دولار عى اربعة سنوات هذا كل جهد منظمات الامم المتحدة ولا يساوى 40% من مطلبنا فى الجهد الانسانى لسنة واحدة هى 2014 يختلف الوضع ، لأنه فى حالة الطوارىء نبذل اكثر .
*دخل النزاع في دارفور عامه الحادي العشر وتشعبت المحاولات للوصول لتسوية سياسية للنزاع في الاقليم . هل تساهم الامم المتحدة في الجهود لمحاولة ايجاد حل سياسي للنزاع في دارفور ؟
- هذا دائما مانعمل له ، وهنالك اليوناميد البعثة المشتركة هدفها الاساسى احلال السلام فى دارفور عبر التفاوض والاتفاق مع الحركات المتمردة وادخالها اطار وثيقة الدوحة للسلام ، ويقوم على راس هذا العمل شخص قدير هو رئيس البعثة المشتركة ، ولكن حتى الآن عدد الحركات التى دخلت أطار السلام قليل ولا زال هنالك حركات لم تلتزم ، وبالتالى هذه الحركات لديها سلاح ورجال وتمويل وقدرة على القتال فى دارفور ، طبعا السلام هو الاساس وفى عدم السلام لاتوجد تنمية ، وفى غياب النزاع لايوجد نازحين .
* سيد الزعترى رغم كل ماتقدم فالشاهد ان كل الجهود فشلت فى احلال السلام فى دارفور ، والأزمة الانسانية فى تطور مستمر ، مايعنى اهمية اجتراح حلول وافكار جديدة غير تقليدية لاحتواء الأزمة مارايكم ؟
- لا أنا لا أدخل فى هذا الموضوع ، لأننا نحن ملتزمون ان الامم المتحدة فيما يتعلق بدارفور هنالك قناة واحدة وهى قناة اليونميد ورئيسها وحده هو من يقوم بالتفاوض على اساس اطار الدوحة ، وبالتالى اى حديث غير ذلك فى غير محله ، حتى تتفق الأطراف على اطار آخر ، ولكن حتى الآن نحن ملتزمون بما تلتزم به الدولة السودانية ، والام المتحدة ، والاتحاد الافريقى ، والحكومات الراعية مثل حكومة دولة قطر وه>ا هو الأطار الى ان يثبت عكس ذلك .
* سيد الزعترى ننتقل للحديث عن شرق السودان ففي ظل الاحداث التي تشهدها دارفور انصرفت الانظار عن شرق السودان والذي يعاني واحدة من اعلي معدلات سوء التغذية في العالم . ما هي برامج الامم المتحدة التنموية في شرق السودان لتلافى هذا الوضع ؟
- هى ليست برامج كثيرة لأن هنالك تنافس مابين الجهد الانسانى والتنموى فالتمويل كان ينتقل دائما الى غرب السودان بعكس الشرق ، وفى العام الماضى تم التركيز على منطقة شرق السودان لأن بها ازمات تحتم التدخل مثل سوء التغذية ليس فقط عند الاطفال ولكن عند النساء بشكل عام والحوامل والمرضعات ، وهنالك أزمة التقزيم فمن كثرة سوء التغذية اصبح الاطفال يتقزمون من سوء التغذية والحقيقة الارقام ليست سهلة فمن 184 محلية هنالك 128 لديهم التقزيم يزيد عن 30% بمعنى ان الطفل لا ينمو بالشكل الطبيعى لنمو الاطفال ويكون ضعيف وضئيل البنية ، وهذا كله فى المنطقة الشرقية فى كسلا والقضارف ، 73% من الحالات موجودة فى القضارف ولذلك فعلا هنالك أزمة ، الآن الاتجاه ان نعمل أكثر فى منطقة الشرق ولكن هذا يحتاج الى تمويل ، وبعض المنظمات نجحت فى قضية التمويل لعمليات الشرق ، وهنالك اتفاق بين عدد من منظمات الامم المتحدة للعل فى منطقة الشرق ، وهنالك مانحين ابدوا استعدادهم لتمويل مشاريع فى منطقة الشرق ، والسؤال هل عدد المشاريع على مستوى الطوح والاحتياج انا اعتقد اننا لم نصل بعد الى هذا الحد ، ولكننا دائما فى تنافس مع مايحدث من ازمات فى دارفور .
* تصل اعداد كبيرة من اللاجئين من دول الجوار الي شرق السودان ويقع كثير منهم تحت تهديد عصابات الأتجار البشر. هل تساهم الامم المتحدة في مساعدة الحكومة السودانية في محاولة الحد من ظاهرة تهريب البشر عبر الاراضي السودانية؟
- هذه مشكلة اساسية لكن مستوى معالجتها لازال دون حجم الماساة فى الواقع ، ولو صار جهد مشترك مابين الحكومة والامم المتحدة فى هذا المجال سيكون شىء مطلوب .
* هل هنالك رؤية مستقبلية ، او برامج يكن ان توضع لانهاء هذه الجريمة ؟
- أيضاً هنالك صعوبة نحن نتحدث عن وضع حاد جدا تتداخل فيه الدول ، نحن لانتحدث عن السودان وحده ، نحن نتحدث عن دول مصدرة ودول مستلمة ، نتحدث عن اوضاع انسانية بشعة من استغلال الانسان للأنسان ، ولذلك يجب ان يكون لقاء تفاكرى سريع ماين الحكومات والامم المتحدة لمعرفة اطار العمل ، لاننا لانتحدث عن حالة سهلة نحن نتحدث عن جريمة منظمة لها ادواتها ومخالبها وبالتالى الرد او المجابهة يجب ان تكون مدروسة وعلى مستوى التحدى ، بمعنى ان القضية تبدأ بمعالجة جذور الأزمة وليس ظواهرها .
*منذ بدء النزاع في جنوب كردفان والنيل الازرق لم تتمكن المنظمات الانسانية من الوصول الي المتأثرين في المناطق خارج سيطرة الحكومة وهنالك مخاوف من تفشي الامراض وخصوصا بين الاطفال . ماهي جهود الامم المتحدة لتوفير الخدمات الصحية والتطعيم ضد امراض الطفولة وخصوصا شلل الاطفال في هذه المناطق؟
- الحكومة قامت بواجبها مشكورة ولقحت الاطفال السودانيين فى كل المناطق الخاضعة لسيطرتها فى النيل الازرق وجنوب كردفان ، هذا حدث ضمن الحملة الوطنية فى الجولة الاولى والثانية ، الذى لم نستطع فعله هو ان نصل للأطفال داخل الاراضى التى يسيطر عليها قطاع الشمال ، مؤخرا تم النقاش مع الحكومة وسنعيد المحاولة بصورة اوسع يشمل النظر فى امراض اخرى وتحصينهم ضدها ، وايضا تقييم تغذوى وتقييم طبى وخصوصا لفئات المواطنين غير المقاتلة كالنساء والاطفال والشيوخ والعجزة ، الآن الخطر الكير هو تفشى المرض لان الامراض لاتعرف حدود ويكن ان ينتقل بسهولة من منطقة الى اخرى ، ولذلك مناشدتنا للجميع ان تعد غير الخاضعة لسيطرة الحكومة وتحت سيطرة قطاع الشمال مناطق انسانية آمنة من وجهة النظر الصحية والتغذوية الخاصة بمن هم اكثر عرضة لمخاطر الامراض والسماح لنا بان نصل اليهم ، وهنالك خطط معدة واضحة وصريحة وبناءة وليس عليها اى شائبة وبالامكان تنفيذها بسرعة اذا تمت الموافقة .
* حدثنا عن هذه الخطط وآليات تنفيذها ؟
- هى خطط جاهزة للوصول الى اغلب المحليات والقرى ، والتنفيذ لو وافق الطرفان فسينتقل موظفو الامم المتحدة الى تلك المناطق سواء بالسيارات او الطائرات الهيلكوبتر ومعهم مايلزمهم من لقاحات بالاتفاق مع حركة قطاع الشمال يقوموا بتلقيح الاطفال ضد شلل الاطفال .
*هل هنالك أى أحصائيات عن عدد النازحين الذين عبروا حدود السودان الي اثيوبيا وجنوب السودان نتيجة للنزاع في جنوب كردفان والنيل الازرق وهل تلعبون دورا في تنسيق تقديم المساعدات الانسانية لهم ؟
- الذين عبروا الحدود حوالى 217 الف لاجىء الى جنوب السودان ، و33 الف لاجىء الى اثيوبيا ، وعندما يعبروا الحدود الى دولة اخرى يصبحون فى عهدة الدولة التى لجأوا اليها ، لكن المشكلة اننا نتحدث عن حدود مفتوحة وصراع شديد فى جنوب السودان وبدأ عدد منهم يعود طلبا للأطكئنان نوعا ما ، والآن مخيم اللاجئين فى يدا فى جنوب السودان يتبع الى مفوضية اللاجئين فى جنوب السودان هى التى ترعاهم ، ولكن نحن هدفنا عودة الجميع الى وطنهم .
////////