فوز الهلال وتلميحات الوزير
اصل الحكاية
كل من يقرأ عناوين الصحافة الرياضية الصادرة أمس ، مؤكد أنه سيضع يديه علي قلبه خوفا من خروج الفرقة الهلالية علي أرضها ووسط جمهورها أمام ليوبارد الكنغولي ، فقد إقتحمت السلطة السياسية ممثلة في الوزير الولائي مران الفريق الهام لمبارة اليوم ، وهكذا ورد الخبر ( إقتحم الاستاذ بله يوسف وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم ، تدريبات الهلال بالامس ) ، وجاء في احد العناوين الرئيسية للزميلة (ق سبورت) : ( الوزير يلمح بالتمديد للجنة التسيير ... ورئيس البرلمان يتناول العشاء مع اللاعبين ) أما الزميلة (قوون) فقد جاء في أحد عناوينها الرئيسية : ( الوزير يرفع المعنويات ويعد بحوافز العبور للمجموعات ) .
أخطر مافي هذه العناوين (الوزير يلمح بالتمديد للجنة التسيير) ، وكأن الرجل يربط عودة الديمقراطية لنادي الهلال بتأهل الفريق من عدمه بعد هذه المباراة ، وبعيدا عن اي شيء هل هذا وقت التلميحات ؟ وهل نهاية فترة اللجنة الحكومية لتسيير نادي الهلال شأن قانوني أم مزاج وزير؟ ومتي كان للفوز ثمن يطول به عمر مثل هذه اللجنة ، ومتي كانت الهزيمة مقياسا للفشل ؟ وهل قام تكليف التعيين علي شرط يقول (الفوز في البطولة الافريقية يعني التمديد للجنة المذكورة) ..
هذه مشكلتنا مع مثل هؤلاء الساسة أنهم لايعرفون متي يتحدثون ومتي يصمتون ؟ الفهم عندهم سلطة ، طالما الواحد منهم بيده القلم ويجلس علي كرسي القرار ، فهو ببساطة يمكن أن يقتحم المران ويستقطع من الفريق وقت هو في أشد مايكون الحوجة اليه في حديث إنشائي لايغني ولايسمن من جوع ، ويمكن أن يلمح بتمديد عمر لجنة حكومية غير شرعية ويربط ذلك (بأقدام اللاعبين) .
لا إدري إن كان الوزير الجديد (لنج) سمع بإستقالة رئيس نادي بايرن ميونخ الالماني ، ولا إدري إن كان سمع بإستقالة رئيس نادي برشلونة ، في أوقات بفهمنا الكروي (يحتاجهما فيه الفريق) ، ومع ذلك فاز النادي الالماني ببطولة الدوري ، ويسير بخطوات واثقة في البطولة الاوروبية ، وفي المقابل عاد برشلونة للمنافسة بقوة علي بطولة الدوري ويتقدم اوروبيا وحقق الفوز في الديربي امام ريال مدريد ، وبدلا من أن يرسخ الوزير ويدعم عودة الديمقراطية ، ترتبط عودتها في حالة التلميحات المذكورة بخسارة الفريق لمباراة اليوم ، تخيلوا مثل هذه المعادلات التي يفرضها علينا تدخل السياسة في الشأن الرياضي ، وقد لايعلم الوزير أيضا أن مثل هذه اللجان الحكومية لتسيير الاندية لايعترف بها الاتحاد الدولي الذي يحارب التعيين بشراسة.
كانت هذه العناوين حاضرة بقوة في صحف الامس ، وأخذت أكبر من المساحة المطلوبة ، وكانت علي حساب أخبار رياضية اهم .. والاهم مباراة فريق الهلال اليوم امام فريق ليوبارد الكنغولي في مباراة الاياب ، والتي أتمني أن يحقق من خلالها الفريق النتيجة التي ينتظرها الكثيرون ، بالفوز والتأهل عن جدارة وإستحقاق لدوري المجموعات ، وإن كنت أخشي ما أخشي من مثل هذه الزيارات والتصريحات والتلميحات والوعود ، والعزاء أن بالهلال لاعبين وجهاز فني وإداري (إدارة الكرة) علي مستوي عال من الفهم في التعامل مع مثل هذه المباريات والاجواء المحيطة بها .
hassanfaroog@gmail.com
