قرار (معلب) … بقلم: حسن فاروق
اصل الحكاية
القرارات التي أصدرتها اللجنة المنظمة بالاتحاد العام أمس في مواجهة نادي الهلال بسبب الاحداث التي صاحبت مباراة الفريق أمام أهلي شندي وترتب عليها إصابة بالغة للحكم المساعد نقل علي أثرها للمستشفي ، منطقية ومقبولة ، مقارنة مع خطورة الحدث ، الذي كان يمكن أن يؤدي إلي كارثة . فالغرامة 30 مليون والحرمان من أداء مباراته القادمة علي ارضه ، عقوبة منطقية ، ولكن غير المنطقي ، وغير المقبول ، أن تكون هذه القرارات معروفة قبل ايام من اجتماع اللجنة المنظمة ، فغير التسريبات التي نشرت في بعض الصحف عن تفاصيل العقوبة ، كانت هذه القرارت حديث المدينة بذات التفاصيل ، فقد علمت بها من شخصية داخل الاتحاد العام ، اكد لي علمهم بقرار جاهز تم الاتفاق عليه من مجموعة داخل الاتحاد العام ، يقضي بأداء فريق الهلال لمباراته القادمة بمدني بدون جمهور مع غرامة مالية كبيرة ، وذكر لي أن الاتحاد يدار حاليا بهذه الطريقة ، تأتي القرارات (معلبة)( هكذا ورد منه التعبير) من الخارج، ثم تطرح علي الطاولة وتتم إجازتها في زمن وجيز .
وهو ماحدث أمس في إجتماع اللجنة المنظمة ، كان الخيار الاول داخل الاجتماع مدينة مدني لأداء المباراة ، وربما أثار ذلك حفيظة بعض اعضاء اللجنة ، أن يأتي القرار (معلبا) بذات التفاصيل التي تم تداولها قبل عقد الاجتماع ، فاثاروا بعض الجدل لتتحول بعده المباراة من مدينة مدني لمدينة الكاملين .
وفي هذه النقطة تحديدا يفقد القرار منطقيته وقبوله ، ويؤكد علي ماظللت أردده بإستمرار في هذه المساحة أن الاتحاد يدار من خارج اسواره، والكارثة في هذا الموضوع أن هذه القناعة تسربت لأعضاء داخل منظومة الاتحاد ، بأنهم آخر من يعلم رغم أنهم أعضاء في اللجان التي تخرج منها هذه القرارات ، مايعني أنهم مهمشون ، مع التأكيد علي أن من يتخذ هذه القرارات مجموعة صغيرة هي التي تسيطر علي الإتحاد الآن ، ووصل بهم الامر بعد تزايد حالات التذمر أن (يتفقوا) علي القرارات في إجتماعات خارج الاسوار ، قبل عرضها علي إجتماعات اللجان .
ولعلنا جميعا نذكر ماحدث في قضية إيقاف لاعب وسط فريق الهلال سيدي بيه ، الذي صدر قرار من اللجنة المنظمة بإيقافه مباراتين إضافيتين ، وكان يمكن أن يمر القرار ويتم تنفيذه ، إلي أن ظهرت الفضيحة المجلجلة ومن داخل الاتحاد لتؤكد أن اللجنة لم تجتمع منذ ثلاثة أشهر ، وبالتالي فإن القرار الذي حمل اسم اللجنة ونشر في الصحف فاسد ، وعندما تم إكتشاف الامر سارع الاتحاد بتغيير القرار بآخر أسوأ وهو (تجميد) عقوبة لم تجتمع لجنتها لتصدرها .
وفق كل هذه الحيثيات وغيرها من الذي لم يرد ذكره ، فإن كل القرارت التي تصدر من الاتحاد لم تعد محل ثقة ، سواء الهلال أو غيره من الاندية ، وتفوح منها رائحة (الطبخة) لخدمة أجندة محددة . لذا من مصلحة الكرة السودانية ولأهمية إستقرارها ، أري أن الحل في مغادرة الاتحاد الحالي لموقعه اليوم قبل الغد.
hassanfaroog@gmail.com