المؤتمر الوطني والسيطرة علي مفاصل الرياضة
اصل الحكاية
رغم الحديث المتواصل عن أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، وعن منع ورفض التدخل السياسي في الشأن الرياضي ، إلا أن المؤتمر الوطني الحزب الحاكم ، يتدخل يوميا في تفاصيل تفاصيل العمل الرياضي ، فقد حملت لنا الاخبار الواردة من الحصاحيصا ، عند تدخل الحزب وعدد من قياداته التنفيذية ، في إنتخابات الاتحاد المحلي لكرة القدم ، التي يخوضها رئيس الاتحاد محمد سيداحمد (الجكومي) ، في مواجهة باشري مرشح المؤتمر الوطني، هكذا جاء في الاخبار المنشورة في الصحف التي تنقل اخبار هذه المعركة الانتخابية بصورة يومية ، وقد إكتسبت إنتخابات إتحاد الحصاحيصا ، أهميتها الإعلامية بسبب الإتهامات المباشرة بالتدخل السياسي ، لأن إنتخابات الاتحادات المحلية في الوضع الطبيعي لاتسلط عليها الاضواء بالطريقة التي تشهدها حاليا إنتخابات إتحاد الحصاحيصا ، وإذا إعدنا قراءة الوضع الرياضي بصفة عامة والكروي علي وجه الخصوص إستنادا علي هذه الحالة سنجد أن التسييس الرياضي وصل مراحل متأخرة في السودان بالدرجة التي يمكن أؤكد معها علي أن المؤتمر الوطني سيطر علي مفاصل الرياضة في السودان ، في إطار سياسة (التمكين) ، (بالتكوبش) علي كل شيء ، وفي المقابل محاربة الكوادر الادارية الراغبة في تقديم خبراتها وعلمها وفكرها لإحداث نقلة نوعية في العمل الاداري ، بتقديم كوادر غير مؤهلة وفاشلة إداريا ، سندها الوحيد هو الولاء السياسي ، الذي يفتح أمامها كل الابواب المغلقة ويقودها الي كراسي الحكم سواء في الاتحادات او الاندية.
نختلف حول (الجكومي) او نتفق ، يبقي ماحدث في إتحاد الحصاحيصا ، مؤشر للحالة التي وصلنا إليها في عمل اهلي ديمقراطي ، يفترض أنه متاح للجميع بعدالة وفرص متساوية بعيدا عن اي مؤثرات خارجية ، وعلي رأسها مؤثر السلطة السياسية .
تابعنا قبل فترة أزمة عنيفة داخل نادي الهلال وصلت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسبب التدخل السياسي الذي ترتب عليه حل مجلس إدارة نادي الهلال المنتخب برئاسة الامين البرير ، ونجح الاخير في كسب تصعيد الامر للاتحاد الدولي ، الذي حذر من التدخل السياسي في الشأن الرياضي ، فلم تجد السلطة امامها طريقا سوي الانسحاب بمسرحية الاتفاق المعروفة .
وبالتالي يمكن لمحمد سيداحمد أن يصعد الامر بسهولة للاتحاد الدولي لكرة القدم ، ويطعن في نزاهة الانتخابات ، ويقدم الادلة والبراهين التي تؤكد وجود تدخل سياسي ، وإستغلال واضح للنفوذ ، وإذا اراد (الجكومي) قلب الطاولة علي منافسيه ، يمكن أن يطعن في إشراف المفوضية الولائية علي الانتخابات ، خاصة وان الاتحاد الدولي يتعامل مع المفوضية والتحكمية والوزير والقانون الرياضي كأجسام سياسية (غريبة) ، ولدينا في السودان سوابق تؤكد تدخل الفيفا ومنعه هذه الاجسام من التواجد في الشأن الرياضي سواء في فترة شداد ، او تحركات الامين البرير الاخيرة ، كلها إنحازت لاهلية وديمقراطية الحركة الرياضة .
لا أدري متي يتعلم الحزب الحاكم أن هذا الوطن لنا جميعا ، ومن حق كل فرد أن تتوفر له فرص العدالة المتساوية في كل المجالات ، بعيدا عن مؤثر (التمكين) ، الغريب أن السلطة السياسية تدعو للانفتاح والحريات والحوار ، والواقع يعكس مزيد من (التمكين) .
hassanfaroog@gmail.com
/////////////