سودانيون لكنهم غريبون في بلدهم السودان

 


 

عباس خضر
3 June, 2014

 


هي حالة من التغريب والتي يوجد لها فجوة نحوية عريضة ومجال واسع للتعريب،وهو التغريب المقصود ومخطط له بصورة فريدة من نوعها وشاذة في وضعها وتوصيفها ومعناها ومرماها ولها مكان ومحل واضح من إعراب الفاعلين الذين ينصبون أكثر من مفعول في وقت واحد  وتجد معها حالات نصب متعددة ومفعولات شتى، تغريب غصبا وعنوةً وقسوة وشدَة ومع سبق الإصرار والمتابعة والترصد الجنائي، فيضحى المفعول بهم وكأنهم غريبي الوجه واليد واللسان وليسوا من هذا المكان وجنس حام،كأنهم جالية أجنبية  أغراب من بلاد لاتنطق العربية بلكنة سودانية أو كأنهم من بلاد العم سام.


وهؤلاء الذين صاروا من الأغراب في وطنهم كثيرون وفئات كبيرة من الشعب الفضل ويمكن بعيداً عن دائرة الحصر وعلى سبيل المثال نذكر منهم ثلاثة أصناف أو أنماط أو ثلاثة حالات أو سمهم بما شئت أنواع قبائل مخربين عوالم رتب بشر شذاذ آفاق ناس  أجناس فصائل سودانية لكنها فجأة وجدت نفسها تعيش في ديار السودان كالأغراب كالدخلاء كأجانب من دول أخرى مغتربين  أو أقل من ذلك  في سودان الإنقاذ سودان الكيزان سودان الكفوة والبلوة بالصولجان والسيطان  وهم كأنهم من التليان والعٌجمان:


ولن نتحدث هنا ونذكر الجنوبيين الذين شعروا بذلك منذ بيعة العجلة والتحول الدراماتيكي لإمام المسلمين نميري من قِبل الجماعة نفسها في سبتمبر 1983م وقوانينها المعروفة التي فرزعت وقسمت الشعب من يتخذون حدودا وجلداً وقطعاً للتجريب على آخرين تجرب فيهم فكرة فكرة وحد حد ومعفيين ومحصنين غير ملامين ،فسعى الجنوبيون حثيثاً لإسترداد ذاتهم والمطالبة بالحكم الذاتي ودخلوا الغابة مسلحين ،وأوشكت على الحل بعد إنتفاضة أبريل رجب

(الديموقراطية) الطائفية الثانية ولكن فجأة جات نفس الجماعة الإنقاذية المتأسلمة المحورة تراثياً فكرياً ولوايحياً وغرضياً فتأزم الموقف المتأزم وتأجج بالحرب الدينية وتمت الناقصة حتى إنفصلوا كدولة أجنبية كاملة حرة المعتقد حرة التعبير، أما الفئات الثلاثة الأغراب المكممة في وطنهم سودان حكم وتسلط وإستبداد الإنقاذ اليوم فهم:


أـــ المفصولين بالطعن في الظهر:

الطعن الغادر

المفصولين للصالح العام وبمسميات مختلفة وبهذا الطعن الغادر هم تقريباً 300 ألف أكثر أو أقل وبالأسر 1500 شخص وبالقرابة اللصيقة 2500  تأثروا بالفصل والتشريد المهين فجأة وجدوا أنفسهم مشردين دون ذنب جنوه ومع ذلك مٌنع القضاء من النظر في حالتهم وشكاويهم بالفقرة (9) من المادة 6(ج)6 من

المرسوم الدستوري الثاني لسنة89م   وهم لايدرون فأصبحوا كلاجئين أجانب

لايستطيعون إيجاد عمل في داخل وطنهم بل كان ينظر إليهم بنظرة إستعلائية مزدرية شوفونية مفترية كمخربين دخلاء ويفضل عليهم الأجنبي إضطهاد و ذل وإهدار كرامة وإستفزاز فغادر الكثيرون منهم مجبرين ، وحتى يومنا هذا وبعد كل الذي حدث لهم لم ينالوا ما يقنع حتى المالكين للزمام  والرسن الهلعين القابضين مكنكشين وحولوا الوطن عطن  وحتى اؤلئك الذين عادوا لأعمالهم مرة أخرى لم ينالوا حقوقهم كاملة أو أي تعويض وقبضوا السراب ونرى فئات مظلومة ومضطهدة ومسلوبة ومهضومة الحقوق الإنسانية فصلوا من عملهم في الخدمة العامة (عسكرية أو مدنية) أوفي العمل بلاترقيات كالبدون.


ب ـــ الأحزاب المطعونة بالتشظي وخصوصاً تلك التي لا تضع الدين كمكون لبرنامجها وتنادي بفصل الدين عن الدولة فتعتبر من المصنفات غير المتأسلمة أي يعتبرونها علمانية.


فشن عليها المنقذين هجوماً كاسحاً ضارباً ضاريا قبض وحبس وتعذيب وتشريد ومنع التجمعات والندوات لإرهابها وتمزيقها وتقطيعها وتشتيتها  فعاشت في وهن داخل أو خارج  الوطن فأصبحوا أغراب في بلدهم الحديث والتجمع واللقاء بعضويتهم وإقامة منتدياتهم وشرح برامجهم وأهدافهم ممنوع والندوات بإذن وممنوعة فأي غربة أوحش من غربة الوطن!!


ج ــ فئات جهوية  في دارفور وج.كردفان والنيل الأزرق طالت حربهم الدموية ولا نهاية  في الأفق تبدودمار وقصف بالطيران وفئات في الشمال كجبار وأمري والمناصير وما جاورها وفي شرق السودان وفي كثير من المدن بورسودان كسلا القضارف في الخرطوم والأبيض ونيالاوكوستي وظاهرة التعالي عليهم واضحة في القتل دون محاسبة وفي زحف المناصير سنة كاملة وفي الإعتداءات الخطيرة في سبتمبرومازال البون شاسع بين الحاكمين والشعب فهم ليسوا منه والشعب بعيد عنهم والتعمد في تهجير الكفاءات وقمع الصحفيين وإغلاق الصحف وإستشراء الفساد في أجهزة الدولة مع الإستنكارالعجيب التام فهم لايعتبرون أنهم مواطنين حتى والضغط بالغلاء ولهيب الأسعار للإجبار على الفراروبهذا صارت الكثير من الفئات تعيش كالأغراب داخل وطنها والتفكير بالهجرة أصبح عادة يومية وهو ماتريده الإنقاذ لتفريغ الوطن من مواطنيه وإحلالهم بالحركات المتأسلمة وهذا ما يعمل له  تنظيم الأخوان المزنوق في كل الدول مصر تونس وليبيا واليمن ودول الخليج والسعودية فلم يبق لهم إلا حكم الإنقاذ المتهاوي فعلى المهاجرين العودة والعمل مع  كل الفئات لإسترداد وطنيتها وهويتها وإرادتها المسلوبة لإسترجاع وطن الجدود من الخاطفين والعيش بكرامة داخل الوطن غصباً عن المعتدين فلن تقم له قايمة ولن تحدث به تنمية حقيقية إن لم يحدث هذاوبأسرع ما يمكن.


اللهم عجل بالنصر وبالفرج.


abbaskhidir@gmail.com

 

آراء