جمال .. قال شنو؟ قرر شنو؟ (2)
حسن فاروق
15 June, 2014
15 June, 2014
اصل الحكاية
رفض جمال الوالي إطلاق سراح اللاعب هيثم مصطفي لنادي الهلال وجد قبولا عند الاعلام المحسوب علي المريخ ، الذي إعتبره قرارا قويا حفظ هيبة المنصب ودعم بشكل مباشر شخصية الرجل الادارية ، ولكن إذا عدنا الي الطبيعة والكيفية التي خرج بها القرار في النهاية ، سنجد أن شخصية الاداري القوي المؤسسي المعتمد علي منهجية في عمله الاداري ، وإدارة دولاب محكوم بالنظام ، سنجد أن هذه الشخصية غير موجودة ، وكل الموجود شخصية تعتمد علي النفوذ السياسي في الوسط الرياضي ، وهذا يضعنا أمام شخصية ادارية مصنوعة (سياسيا) ، لم تخرج طوال (11سنة فترة حكمه للمريخ) من هذا الجلباب .
تابعنا جميعا ماكتب علي اعمدة لصحفيين مقربين من جمال الوالي ، حدثتنا عن الضغوط الرهيبة التي يتعرض لها الرجل من شخصيات نافذة في الدولة ونافذة هذه نضعها بين قوسين لانها حسب هذه الآراء نافذة جدا ، لإقناعة بإطلاق سراح هيثم مصطفي ، وهذا يعني من جانب آخر أن الصراع تحول الي صراع حول (النفوذ السياسي) ، وعلي من هو صاحب الكلمة العليا سياسيا وليس رياضيا؟ لأن جمال لم يدر هذه القضية بالمفهوم الرياضي ، مثلما لم تدرها الجهات العليا او النافذة في الدولة بالمفهوم الرياضي ، والدليل أن اطلاق سراح اللاعب من عدمه لم يناقش في اجتماع رسمي في الناديين ، وكل التصريحات التي خرجت من هنا وهناك محورها النفوذ السياسي وأصحاب الكلمة العليا في الناديين وفق الارضية السياسية التي يستندون عليها .
وحكاية (آخر من يعلم) في هذا المجلس وذاك تؤكد الكيفية التي يدار بها الناديين الكبيرين ، وإذا أخذنا خطوة لجنة الهلال الحكومية لتسيير النادي بإيفاد عضو اللجنة علي حمدان لمنزل جمال الوالي مع اللاعب (هيثم مصطفي) وعضو قطاع الرياضة المريخي السابق ابوهريرة حسين ( والاخير والموفد الهلالي يتحركان تحت مظلة النفوذ السياسي) ، إذا أخذنا هذه الخطوة كمثال سنقف علي حقيقة أن الناديان يداران من الخارج ، مع الفارق بأن جمال من خارج الداخل بمعني أن نفوذه السياسي الطاغي حتي علي الجهات العليا النافذة جدا في الدولة ، يجعله يدير الشأن المريخي بسلطة مطلقة ، وحال المريخ في (11 سنة) يحكي عن ذلك ، فهو الرئيس الوحيد ربما في العالم الذي تقدم بإستقالة رسمية تم قبولها ، ولم تستطع السلطة الرياضية (المفوضية والوزير) إجرا إنتخابات في المنصب وترك شاغرا رغم الشكوي القانونية التي تقدم بها المهندس عصام مسكين ، حتي عاد من جديد (معينا) من ذات السلطة التي عجزت عن مواجهة الحق القانوني الديمقراطي . ومن هذه الجزيئة يمكن أن نقيس ..
ويمكن أن نقيس أن إنتصاره (إن كان انتصارا) في قضية اللاعب هيثم ، لم يكن إنتصارا إداريا ، لأن القضية كما ذكرت لم تدر تحت هذه المظلة ، بل كان انتصارا لصاحب النفوذ السياسي الطاغي ، علي شخصيات نافذة جدا في الدولة .
hassanfaroog@gmail.com