صلاح السعودي وهزيمة المؤتمر الوطني
اصل الحكاية
المفاجأة في ترشح صلاح إدريس لرئاسة نادي الهلال في أنه لن يكون الرئيس في حال فازت مجموعته ، وهذا ليس لغزا ،سأشرح المقصود لاحقا بالتفصيل ، ولكن قبلها لابد من التأكيد علي أنني كنت علي قناعة بإستحالة ترشحه ، لأسباب أجملت معظمها في الفترة الأسوأ والفشل إداريا في تاريخ النادي الكبير ، والتي كلفت خزانة الدولة مليارات دفعت من مال الشعب السوداني لتسديد ديون كادت أن تطيح بالهلال من الوجود بأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم ، ولكن يبدو أن الحزب الحاكم نفسه ، هو الذي يقود حملة ترشحه للنادي ، بدلا من الاصرار علي محاسبته عبر الجمعية العمومية والمراجع العام علي هذه الفترة .
السؤال هل سيكون صلاح ادريس واجهة للمؤتمر الوطني ، وتكون الرئاسة الفعلية في حال فازت المجموعة في يد نائبه عبدالله حسن احمد البشير ؟، خاصة بعد ماتردد عن إستحالة في عودة الرجل للبلاد في الفترة الحالية ، رغم الاخبار التي بشرت قبل ايام بعودته اليوم الخميس ، وهو مالم يؤكده صلاح ادريس الذي كتب أن عودته ستكون (بمزاجه) ، وسيظل أمر عودته من عدمها محل تساؤل وشكوك ، هل سيعود ام لا ولماذا؟ لماذا لم يعد حتي بعد ماقيل عن اعلان براءته من الحكم الذي صدر في حقه بالمملكة العربية السعودية؟ لماذا لم يعد؟ لأن عدم عودته ، يعني أن هناك لعبة لعبت في هذا الجانب بمعرفة ومباركة الحزب الحاكم ، أسهمت في وجود المجموعة التي يرأسها بهذه التوليفة التي يقارب فيها اعضاء المؤتمر الوطني النصف ، وسيكون الرئيس كما ذكرت عبدالله حسن احمد البشير المرشح في منصب النائب .
وإن عاد وهو ايضا من الاحتمالات الضعيفة جدا ، سيعود وهو يعلم انه واجهة للمؤتمر الوطني ، وأمامه تجربة آخر مجلس ترأس إدارته عندما هرب وترك الجمل بماحمل لسعد العمدة ، وعندما نقف عند هذه النقطة يجب الا نستغرب قبوله وجود عبدالله البشير (اخو الرئيس) ، في منصب نائب الرئيس ، وهذا يعني أنه رضي بالوجود الادبي فقط ، لأنه يعلم علم اليقين عدم قدرته علي الدخول في اي شكل من أشكال الصراع مع هذه المجموعة النافذة سياسيا ، ولن ننسي ماقاله جمال الوالي عن صلاح ادريس حول علاقته بالمؤتمر الوطني ، يومها قال الوالي : ( صلاح اقرب مني للمؤتمر الوطني) ، وبحكم هذه العلاقة يمكن أن نفهم طبيعة التحالف الاخير ( تحالف السلطة والثروة) ، ونفهم اكثر أسباب سحب او ابعاد الحاج عطا المنان من الترشح لرئاسة نادي الهلال ,
ولكن تبقي الحقيقة أن الهلال هزم المؤتمر الوطني ، وحرمه من إعطاء شرف الرئاسة لكادر حزبي مباشر كما حدث في حالة المريخ ، لان وجود صلاح والكاردينال ولو شكليا في انتخابات الرئاسة يعني فشل المؤتمر الوطني في توفير هذا الكادر .. وهذا يفتح الباب واسعا للتساؤل عن إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها ؟ وهل سيحدث مايعرقل قيامها في موعدها ؟ وهل ستلعب الطعون دورا في ذلك ؟ خاصة بعد إعتراف صلاح ادريس في عموده أمس بأنه سعودي الجنسية ومقيم في السعودية في الفقرة التي كتب فيها : ( أما ( المقيم في السعودية) فإنها العبارة النمطية المعتمدة في التوكيل الصادر من القنصليات السودانية في الخارج وهي تعبر عن حال لم يتغير ، فلقد كان هو نفس الحال الذي كنت عليه منذ العام 2005 حين تشرفت برئاسة مجلس إدارة النادي ... سعودي من قبل ذلك الزمان) انتهي .. وده معناها (اطعنوا في ترشحي عديل) ..
ملاحظة ذكية ابداها الاستاذ محمد احمد بلولة امس لبرنامج (زمن اضافي) باذاعة (هلا 96) عن السبب في قبول ترشح علي همشري من المفوضية وهو الذي رفض ترشيحه بحجة (الاقامة خارج السودان) من لجنة الاستئنافات العليا وكان يفترض حسب بلولة رفضه ترشيحه من البداية استنادا علي القرار السابق ، الا إذا كان المقصود بهذا القبول قبول ترشيح صلاح ادريس ، والتحليل للاستاذ محمد لحمد بلولة ، وهو حديث في محله. عموما دعونا ننتظر لنتابع.
hassanfaroog@gmail.com