اصل الحكاية
شهد برنامج (زمن اضافي ) أمس علي إذاعة (هلا 96) ، نقاشا مستفيضا جمعني مع الزميل العزيز محمد عبدالماجد عن التطورات الاخيرة التي شهدها نادي الهلال بعد إقالة المدرب البرازيلي كامبوس ، في توقيت غريب والفريق يستعد بعد أيام لمواجهة مهمة أمام مازيمبي الكنغولي ، تشعب الحوار الممتع والمفيد في تقديري ولمس عدد من الجوانب التي تؤكد علي حجم الانهيار الكروي الذي نعيشه ، والتي تسببت بشكل مباشر في تردي نتائج الفرق افريقيا (الهلال نموذج) ، والتي تم الاتفاق علي أن السبب الرئيسي فيها اداري ، بقرارات بها كثير من السذاجة والسطحية تفتقر إلي أبجديات العمل الاداري ، لينعكس ذلك علي الجانب الفني (الفريق) ، وشاهدنا في كيف تعاقب ثلاث مدربين خلال ستة اشهر علي تدريب الفريق (النابي ، كامبوس، التاج محجوب) .
قاد النقاش العميق مع محمد عبد الماجد إلي طرح تساؤل من جانبي عن إمكانية تعطيل مجالس الادارات لمسيرة الفرق افريقيا مع سبق الاصرار والترصد ، لأنها مع الاسف الشديد تمارس الادارة بعقليات متخلفة ، وهذا يجعلني أتوقف قليلا عند مايتردد عن قدرة الادارات الشابة أو الجديدة علي احداث تغيير نوعي في المفاهيم يسهم في النقلة المطلوبة نحو التطور ، فهذه المقولة إن جاز التعبير تحتاج إلي مساحة أكبر للإجابة علي سؤال ، هل قيادة التغيير بالمعني العام للكلمة علي مستوي الدول (حكومات) ، علي مستوي المؤسسات ( يمكن ملاحظة ذلك من خلال عملك في مؤسستك) أو حتي في عملك الخاص ، وفي المؤسسات الصحفية كمثال ، مرتبطة بالعمر (السن) شاب وشابة ، أو إنها مرتبطة بشكل مباشرة بالوعي والقدرة علي التجديد والابتكار ومواكبة التطور بالمعني الواسع للكلمة وفي هذه الحالة لايشترط (السن) شاب او في المنتصف العمر او اكبر من ذلك ؟ أري أن تجربة الادارة الرياضية عندنا في السودان أكد وبما لايدع عندي مجالا للشك أن الافشل اداريا هم من يقال عنهم ( شباب) وأن الاميز هم المتقدمون في السن .
أتوقف عند هذه النقطة حاليا واربط ماسبق ذكره بتعمد مجالس ادارات خسارة فرقها نتائج مباريات هامة مثل دوري المجموعات (الثمانية) الذي يشارك فيه الهلال ، لأنها ببساطة وبمفهوم غارق في الجهل والتخلف تخشي من تفوق الفريق مع المدرب الذي تعاقد معه المجلس السابق ، ويصبح هدف المجلس في حالة الهلال الاخيرة وضع العراقيل وإفتعال الازمات للإطاحة بالمدرب او اللاعب إما بالاقالة او اجباره علي الاستقالة .
هناك حالات اخري مثل حالة المدرب التونسي نصر الدين النابي تطيح به الصراعات الادارية الداخلية وتصل مرحلة متأخرة بتحريض اللاعبين عليه ، وهي حالة متأخرة كما ذكرت ولكن الأكثر تأخرا وخطورة أن تعرقل تقدم الفريق في منافسة لأنك كمجلس لديك قناعة بأن التفوق وتحقيق بطولة إن حدث سيحسب للاداري السابق او المجلس السابق ، ولايدري هؤلاء الاداريون الجهلة أنهم بهذا التفكير العقيم سبب تراجعنا المستمر في عالم كرة القدم ..
عندي في الآخر سؤالين او ثلاثة .. من هو رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم المسؤول الاول عن المنتخب الالماني الفائز بكأس العالم؟ من هو رئيس نادي اتلتيكو مدريد الفائز ببطولة الدوري الاسباني ؟ من هو مالك فريق مانشستر سيتي الفائز بالدوري الانجليزي؟ ومن هو رئيس نادي جوفنتوس بطل الدوري الايطالي؟ بعد الاجابة علي هذه الاسئلة سنعرف الي اين يقودنا جهل الاداريين .
hassanfaroog@gmail.com