دويلة قطر تلعب دوراً نشطاً في إبادة النوبة

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
تورط دويلة (قطر) بشيوخها وأمرائها في الأحداث الجارية في كل من ليبيا ومصر ومالي والجزائر وسوريا –ثم السودان ، ليس وهماً و أكاذيب ننسجها ضد هذه الإمارة الخليجية الصغيرة التي لا يتعدى عدد سكانها عدد سكان مدينة الدلينج في جبال النوبة ، ويعتمد على مستشارين تشاديين وباكستانيين في تسيير أمورها اليومية ، ويحرسها مرتزقة سودانيين وبنغاليين ونباليين ..إنما تورطها في إسقاط أنظمة الدول المذكورة أعلاها مبني علي الكثير من الحقائق والبراهين والأدلة التي لا ينكرها إلآ شيوخ قطر وأمرائها ومعهم الخوان المسلمين وجزيرتهم النتنة .
تناولت أقلام عربية كثيرة بالإستهجان والإستنكار ، الدور القذر لمشيخة قطر في زعزعة استقرار عدد من الدول الأفريقية والعربية ، إلآ أن الأقلام السودانية لم تتناول بالصورة المطلوبة الدور القطري المساند لنظام الإبادة الجماعية الحاكم في الخرطوم . وهي منذ نيل جنوب السودان السودان استقلاله في عام 2011 وذهاب 75% من الثروة البترولية معها ودخول الإقتصاد السوداني في غرفة العناية المركزة ، رأت أن الفرصة مناسبة لضخ مليارتها النفطية في خزانة عمر البشير بحجة إنقاذ اقتصاد السودان ، ومن ثم تمرير أجندتها الخبيثة ، وهي ذات الأجندة التي رفضتها دول ( السعودية والإمارات والبحرين ) وبموجبها سحبت سفراءها من العاصمة القطرية " الدوحة" ، لكن عمر البشير لا يمانع أن يقوم بأي دور يطلب منه الأمير تميم ، طالما أن الأخير يضخ مليارات الشعب القطري في خزانة الأول لإطالة بقاءه في السلطة .
نعم –لعبت قطر وتلعب حتى الآن دوراً خطيراً ومدمراً في السودان من خلال استغلال خنوع واستكانة وانبطاح النظام السوداني علي ضرب المعارضة السودانية –سيما الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد أن ضربت قضية دارفور من خلال ما سمي بمنبر "الدوحة" . وقد وصلتنا نحن أبناء النوبة معلومات من مصادر استخباراتية موثوقة جداً تفيد أن نظام الخرطوم أعد ما يربو على  سبعة آلاف مليشي جديد بهدف إرسالهم إلى مسارح العمليات فى جبال النوبة والنيل الأزرق لمواصلة مسلسل القتل والحرق والنهب . وفى هذا الإطار تكفلت حكومة دويلة قطر بشراء أعداد كبيرة من سترات واقية ضد الرصاص جاوز عددها الثلاثة آلاف سترة من إحدى الشركات البريطانية لصالح المليشيات التي أعدها النظام السوداني والتى تسمى بقوات التدخل السريع للدفع بها إلى جبال النوبة في بداية الصيف القادم لسفك مزيد من دماء الأبرياء العزل من الأطفال والنساء .
هذه السترات الواقية من "الرصاص " حسب الخطة الحكومية التي وضع أبناء النوبة يدهم عليها ستُعطى للقوات المكلفة بإقتحام معاقل الجيش الشعبي في مناطق ( سلارا ، النتل ، المندل ، تندية ، كاركو ، فندا ، جُلد ) بإعتبار أن بقاء هذه المناطق في يد الجيش الشعبي يعيق من تقدم قواته ومليشياته نحو مدينة كاودا التي استعصت عليه اقتحامها أو حتى مجرد الإقتراب منها منذ عام 2011 .
إن المناطق المذكورة التي يريد النظام هجومها في الصيف القادم ، هي مناطق أصبحت شوكة صلبة في حلق هذا النظام القاتل لثلاث سنوات ، ولا يستطيع أن يبتلعها أو أن يتخلص من الألم المتواصل الذي تتسبب به ، لأنها أضحت حالة دراسية خاصة له في مدارسه العسكرية ، فما أن تتحرك قواته صوب تلك المناطق لضربها حتى  تتحول طرقاتها إلى مصيدة لها وتتعاظم خسائرها البشرية والمادية .
ما قامت به مشيخة قطر يندرج ضمن أسوء صور التدخل السافر في الشئون الداخلية للسودان بهدف تدميره والتحكم في قراره ونهب ثرواته ، بل وإبادة جزء من شعبه الذي يطالب بتقرير مصيره السياسي والإقتصادي ، وهذا التدخل القطري يعد جريمة لا تغتفر ويعد بالطبع عمل مخالف للقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ، ويكشف حجم المؤامرة ، ويعكس حالة فقدان التوازن لدى المتآمرين ، وسط صمود الجيش الشعبي وقدرة الشعب النوبي الصابر على فضح المؤامرة ومراحلها والتي ستكون إحدى نتائجها عودة قطر إلى حجمها الطبيعي كدويلة قابعة خارج التأريخ .
على دويلة قطر أن تعلم أن جيش الجنرال عمر البشير إندحر في كل منازلة أمام أبطال الجيش الشعبي الباسل البطل من أبناء النوبة ، يفرون أمامهم كالجرذان والفئران ، ولا يستطيعون الثبوت في ميادين المعركة حتى وللحظات قليلة ، لتبدأ بعدها طائرات النظام بإلقاء قنابلها وبراميلها المتفجرة على أطفال وتلاميذ صغار لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الدائر ، بل تقوم بتسميم مياه الشرب وحرق القرى والمدن والمزارع والأسواق ..الخ ، وعندما تفشل كل تلك المحاولات يلجأ إلى الإعلام للتغطية على هذا الفشل .
النظام السوداني ، سقط في أول إختبار له عندما أعلن الحرب العنصرية على جبال النوبة في عام 2011 ، وسيسقط معه وبشكل مخجل ومهين ومفضح شيوخ وأمراء قطر وكل الأنظمة التي تدعمه في قتل المواطنين الأبرياء العزل بالأسلحة المحرمة دولياً ، وعلى حكام الدوحة العودة إلى صوابهم ، ويعرفوا أن من صنع منهم دولة ، بإمكانه أن يعيدهم إلى حالة اللا دولة ، وأن المشيخات والقبائل البدوية عندما تقرر أن تقيم دولة عليها أن تتعلم القوانين الدولية ومبدأ عدم التدخل في شئون الغير أولاً .
الصمود والبطولات والتضحيات هي مفردات وماركة –خاصة بالجيش الشعبي وأبطال جبال النوبة ، وليس من صفاتهم الخنوع والإستسلام ، ولا تخيفهم السترات الواقية أو الأحزمة الناسفة أو غيرها من الأسلحة الحديثة ، لأنهم لا يقاتلون من أجل سلطة أو جاه ، بل من أجل الشرف والكرامة التي تربوا عليها وسيطرت على سلوكهم في ميدان المواجهة مع العدو .
نشأ الجيش الشعبي على النضال والكفاح الثوري ، ولن يكون في مقدور أحد أن ينهي دوره الثوري في جبال النوبة ، وهو من لبى نداء الجبال عندما أعلن نظام الخرطوم الحرب على الشعب النوبي في عام 2011 ، فتمكن أفراده من دحر وهزيمة مليشيات ومرتزقة البشير ، متسلحين بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار على حماية أهلهم وتحرير كل مناطق الجبال من حزب المؤتمر الوطني الحاكم وعملاءه من أبناء النوبة .
لا يستطيع جيش الجنرال السوداني عمر البشير ، هزيمة ثوار جبال النوبة ، فهؤلاء هم أبناء ثورة عجبنا 1908 -1917 ، وثورة المندل 1904 ، وثورة الداير 1904 ، وثورة كندارو 1904 ، وثورة الليري  1906، وثورة تالودي 1908، وثورة الفندا 1908، وثورة دارجول 1908، وثورة كيلا كيدو1908، وثورة التيما 1909، وثورة كيلا 1910، وثورة هيبان 1911، وثورة الأخضر 1914، وثورة الصبي 1914، وثورة الفكي على الميراوي 1915، وغيرها من الثورات . هؤلاء أذاقوا الإنجليز كأس سم الهزيمة ، وهم على يقين أنهم سيهزمون مليشيات ومرتزقة البشير شر هزيمة .
الحرب في جبال النوبة ليست ثورة مطلبية تهدف فقط إلى تحقيق الحقوق المدنية وتوفير الخدمات الضرورية ، لأن الحرية أغلى بكثير من المطالب ، فلا قيمة لإنسان اياً كانت مكانته الإجتماعية ، أو ثروته المادية طالما كانت حريته مفقودة . إنها ثورة الشرف والكرامة لعموم أبناء جبال النوبة ، وواهم من يعتقد أن بإمكانه القضاء على هذه الثورة بالسترات الواقية وبالبراميل المتفجرة وبمرتزقة إسلاميين وأموال قطرية وبأسلحة إيرانية وصينية وروسية .
والسلام عليكم ..

bresh2@msn.com

 

آراء