حموده العركى..بين صرحين تعليميين عظيمين

 


 

 

رحم الله حموده فى الفردوس الاعلى بقدر ما اسعد الناس- كل الناس  قولا وفعلا بباشته وانطلاق اساريره وبخروجه دواماعن نفسه ووهبها للآخرين كان الضاحك الممراح نقى الصدر طاهر السر والسريره المتسامح فى كل حين.. الفقيد العزيو الراحل من ابناء المغاربه الذين اتخذ الكثيرون منهم من منطقة غربي  قبّة ودمدنى السنى فى مدينة ودمدنى مقرا ومقاما منذ قديم الزمان. وامتهنوا مهنة "تجميل" رؤوس اهل ود مدنى وتزيينها فى براعة توارثوها على مرالسنين..ورد اسمه على لسان من تقدمونا فى الدراسة فى حنتوب حيث درج على القدوم اليها ظهيرة ايام الاسبوع ويبقى بها الى المغرب او يضطراحيانا لقضاء الليل فى حتنتوب مواصلا مهمة قص شعور طلابها ومعلميها  وغيرهم من العاملين بعد  انتهاء فترة المذاكرة المسائيه وطوال نهارايام الجمعه اذ كان ملتزما تماما بقرارادارة المدرسه بحظر قص الشعر اثناء ساعات الدوام النهارى وفترتى المذاكرة المسائيه. تواصلت علاقاته مع الغالبية العظمى من طلاب حنتوب بعداكمالهم الدراسة فيها وانتقالهم الى مؤسسات التعليم العالى اوالى دواوين الحكومه فى مدينة ودمدنى . والخرطوم وكانت ذاكرته تختزن اسماء الكثيرين منهم وهم الذين ظلوا بادلونه الود والوفاء على مرالايام والسنين. 
غادرحموده حنتوب فى عام 1955 الى الخرطوم لما هيأ له نفرمن قيادات اتحاد طلاب كلية الخرطوم الجامعيه- ممن عرفهم وتوطدت علاقاتهم به فى حنتوب – (وبموافقة من ادارةشؤون الطلاب) - منحوه فرصة مزاولة مهنته قص الشعر فى غرفة خصصت له فى مبنى من بين مبان قديمة كانت جزءا من مصلحة "البطرى"(وزارة الثروة الحيوانية لاحقا)كان قائما- قبل ازالته- غرب داخلية النيل الابيض(موقع كلية القانون حاليا) وجنوبى ميدان الجامعة الغربى حيث ظل يواصل عمله بين طلاب الكلية الجامعيه من الحنتوبيين وغير الحنتوبيين طلابا كانوا او موظفين فى  مرافق الدوله فى الخرطوم.. فتوسعت دائرة معارفه فى الخرطوم وانداحت سيرته العطرة بين المتعلمين  الى ان تمكن بفضل حسن معشره وطيبة نفسه ومثابرته ومهارته وحلاوة حديثه وتعليقاته الذكية الممراحه من افتتاح "صالون" لقص الشعر على بعد خطوات غربى السينما الوطنيه فى مدينة الخرطوم بحرى اطلق عليه اسم "صالون الجامعه"وهو ذلك المكان الذى اشتهرواضحى على مرالايام ملتقى للكثيرين من المثقفين واهالى المدينة على حد سواء ليسعدوا بتجميل هيئتهم بتقصيرشعورهم  وبازالة ما نبت على اصداقهم من زوائد شعراللحى فضلا عن تشذيب الشوارب وبما كان يشجيهم به من فيض تعليقاته الساخره امتاعا ومؤانسة.. مع احتفاظه بموقع عمله"ألأصل"بين مبانى الجامعه الى ان تمت ازالة المبانى فى لاحق من السنين .
وطل حموده على مر ما تبقى له من العمريواصل عمله بين الموقعين فذاع صيته وهو يطلق للسانه العنان بيالحديث الجاذب وهو يضحك من الاعماق مع كل من جاء يطلب الزينة وتجميل المنظرتحت يديه الى جانب الاستمتاع بالجديدمن قفشاته ونوادراقاصيصه الشائقة التى كان يورد من بينها قدرا من اساليب البلاغه من تورية وتشبيه واستعارات لفظيه ومحسنات بديعيه لفظية ومعنويه كان يختزنها مما يسمعه من هنا وهناك فصار ينقل عنه اصدقاؤه ومحبيه الكثير من الالفاظ والتعابيروالاقوال سواء وردت عنه فعلا اولم ترد بل احيانا كان يؤكد بعض ما كان ينقل عنه اذا ما راق له اواستظرفه و لقى هوى فى نفسه .. رحم الله الفقيد العزيز حموده العركى فى الفردوس الاعلى مع كل من انتقل من قومه الغرالميامين من اهل مدينة ودمدنى وحفظ ابناءه واحفاده ومن لايزال ينتظر ويحمل اسمه  ويعلى من شان سيرته العطره.. 
eelsalawi@gmail.com

 

آراء