أردوغان، نبرة التحدي وجولة القرن

 


 

مكي المغربي
24 January, 2015

 

يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد إثيوبيا وجيبوتي إلى الصومال حيث سجل من قبل زيارة نادرة له في أغسطس 2011 عندما كان يشغل موقع رئيس الوزراء التركي وكانت أول زيارة يقوم بها زعيم دولة للبلاد منذ قرابة عشرين عاماً، وخلال تلك الزيارة أعلن أردوغان عن فتح  سفارة لبلاده في الصومال متحديا الجماعات المتطرفة التي هددت أي دولة تعترف بحكومة الشيخ شريف.
قدر الله أن أكون في مقديشو بعد زيارة هذا الرجل العظيم وتعرفت على آثار كلمته القوية وسط الصوماليين، وقدر الله لي أيضا أن أكون في جيبوتي وأحضر المؤتمر الصحفي لأردوغان قبل أن يتوجه للصومال مجددا غير مكترث بالرسالة التهديدية التي سبقت زيارته. 
في جيبوتي تم توقيع العديد من الإتفاقيات الإقتصادية ولكن كانت نبرة الرئيس أردوغان في المؤتمر الصحفي الذي أعقب التوقيع نبرة سياسية فيها الكثير من التصميم والتحدي، وحرص على توجيه عدة رسائل "أنا ذاهب إلى الصومال ومعي عائلتي، ومعي الحكومة التركية، ذاهبون لمساعدة الصومال الوقوف مع شعبه، أنا أشك أن الذين يقومون بهذه الأعمال صوماليين أو مسلمين" في إشارة منه للعملية نفذتها "حركة الشباب" مستهدفة وفدا تركيا.
تركيا مصرة على فك عزل الصومال بشتى السبل ليس بالإغاثة وحدها، بل بشتى السبل وبتنفيذ مشاريع لصالح الدولة الصومالية كما ينفذ الطيران التركي حاليا ثلاث رحلات إسبوعية إلى مقديشو عبر جيبوتي وقد بذلت أنقرا من قبل جهودا في الحوار المباشر بين الحكومة الصومالية وحكومة أرض الصومال.
في عام أفريقيا التركي وهو 2005 – حسب إعلان انقرا - تحركت تركيا وفقا لخطط طموحة نالت بموجبها صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، واعتمدت تركيا سفارتها في أبوجا لدى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا كما استمرت الجهود لتثمر لاحقا عقد القمة الأفريقية التركية الأولى في إستانبول في العام 2008 وإنضمام تركيا إلى منتدى الشركاء الدولي التابع للهيئة الحكومية الدولية للتنمية IGAD و إعتماد السفارة التركية في دار السلام لدى مجموعة دول أفريقيا الشرقية ECA كما تمت المصادقة على عضوية بنك التنمية الأفريقي وصندوق التنمية الأفريقي. 
في نوفمبر 2014 انعقد القمة الآفرو- تركية الثانية في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو، وتم الإتفاق على عقد القمة الثالثة في اسطنبول 2019.
من الواضح أن الشراكة الجيبوتية التركية جاءت في التوقيت المناسب لجيبوتي وذلك لنهضة الموانيء والمناطق الحرة التي تشهدها البلاد التي تستقطب لها قرابة العشرة مليار دولار لتنفيذ سبعة مشاريع ضخمة، ويضاف إليها في زيارة أردوغان "منطقة صناعية ومنطقة تجارة حرة للسلع والصناعات التركية بالعاصمة جيبوتي"، وهذا ما شرحه رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة قائلا " ستصبح بلادنا منفذ تركيا الاقتصادي لأفريقيا". 
في زيارة أديس أبابا كانت هنالك أرقام سابقة تسطع في سجل العلاقات الإثيو- تركية، لقد ارتفع حجم التجارة بين البلدين خمسة عشرة مرة خلال عقد ونيف من 27 مليون دولار إلى 421 مليون دولار، كما تعتبر تركيا من بين الدول الرائدة في الاستثمار الأجنبي في إثيووبيا مسجلة بذلك رقم 3 مليار دولار.
makkimag@gmail.com

 

آراء