القمة الأفريقية الرابعة والعشرون (2)

 


 

مكي المغربي
30 January, 2015

 


................
اليوم هو اليوم الأكثر زحاما وحركة، إنه يوم الرؤساء، والبعض يعتقد أن القمة الأفريقية هي قمة الرؤساء فقط لا غير، وهذا غير صحيح إطلاقا، ولو كان صحيحا لما كانت القمة من الثاني والعشرين إلى الواحد والثلاثين من يناير، وغالبا ما يأتي الرؤساء في الأيام الأخيرة الثلاثة، وبعضهم لا ينتظر اليوم الثالث فيطير عصرا ومعه وزير خارجيته تاركا ورائه السفير ليشهد تلاوة البيان الختامي وهو مغمض العينين من أثر السهر والقلق لمدة عشرة أيام أو أكثر.
تبدأ أعمال القمم العادية دائما بإجتماعات الممثلين الدائمين والخبراء قبل فترة ثم تعقد بعض الأنشطة الجانبية المصاحبة، ثم يأتي وزراء الخارجية وتتم صياغة الكثير من الخلاصات، وعندما يأتي الرؤساء يفترض أن يكون كل شيء جاهز، وتكون أرادة الرؤساء والحكومات قد سبقتهم عبر ممثليهم ووزرائهم، ولذلك أسوأ شيء ألا تكون رؤية الحكومة واضحة وجاهزة وألا يكون ممثلها لديه هامش مناورة وتفويض في بعض القضايا عندما تظهر "المقايضات" و "التكلات" على مستوى الممثلين الدائمين.
هنالك دول تبعث بسفراء وخبراء قبل القمة بإعتبارهم وفد الإسناد للممثل الدائم، وغالبا ما يكون الوفد حسب طبيعة القمة، فلو كانت هنالك إتفاقيات قارية أودولية فإن وفد الإسناد يشتمل سفراء لديهم سابق خبرة في هذه المجالات أو في الموضوعات المطروحة.
هنالك دول ترسل وفدا من سبعة أشخاص، وسبق وأذكر أن الجزائر أرسلت ذات مرة وفدا من إحدى عشر شخصا قبل الوفد الوزاري والوفد الرسمي، لم يكن الوفد كله من وزارة الخارجية بل من وزارات أخرى ذات صلة بالموضوعات. ولكن في السودان هنالك إشكالية و"مزاعم" بأن السفر مجرد متعة ونثريات و "فخفخة" في الفارغ، لا ادري ربما تكون هذه المزاعم صحيحة في حق بعضهم، ولكن هذه المزاعم على الإطلاق كاذبة ومضللة،  إذا كان الشخص "وجوده أفضل من عدمه" هنا تتحمل المسئولية الدولة والخارجية في سوء الإختيار ولكن لا ينبغي أن تلام على مبدأ تكثيف الوجود النوعي الإستباقي.
في تقديري أن السودان دولة تتعرض لحصار جائر وهنالك أبواب مغلقة وهنالك مسئولين كبار في دول كبرى يريدون أن يلتقوا بالمسئولين السودانيين دون تحمل مسئولية دعوتهم لزيارات خاصة حتى لا يجلبوا لأنفسهم "الغضب الإمبريالي"، ولذلك تعتبر القمم الدولية والبراح الزمني فيها فرصة ممتازة للغاية لإدارة علاقات السودان الخارجية.
تقديري أن الكادر السوداني ذكي وممتاز و"ود بلد" ولكن هنالك ربكة في الأداء السوداني سببها الأساسي نزيف الأزمات، ولا أعني هنا الأزمات العسكرية والأمنية، ولا حتى الحرب في جنوب كردفان ودافور. 
دائما ما هنالك ازمات وصراعات تشغل أركان الدولة ومفاصلها والصف القيادي بين الحين والآخر، هنالك مخطط ناجح للغاية لإحداث شروخ و"تصنيفات" جهوية وتعاهدها بالتوسعة، وإدخال القيادة في توتر مستمر حتى تتبدد الطاقات والجهود. بدلا من التفكير بهدوء وتروي وتخطط بحكمة لا بد أن تكون مناخ الأزمة المستمرة، وفي ذلك حديث طويل ياتي لاحقا..!
......................
makkimag@gmail.com
////////

 

آراء