القمة الأفريقية الرابعة والعشرون (6)

 


 

مكي المغربي
3 February, 2015

 






أرجو ألا يشغلنا الإنتصار الأفريقي الذي تحقق ضد الجنائية، بالمخططات الأخرى ضد القارة وعلى رأسها توسيع رقعة الإشتباكات بين مجموعات التطرف الديني والجيوش الأفريقية بغرض فتح أبواب و "شبابيك" كل الدول على التدخل الأجنبي ومن ثم تحطيم الأسوار ودخول الغزاة وإعادة إستعمار القارة.

المحكمة الجنائية ليست الأداة الإستعمارية الوحيدة، هنالك أدوات وأدوات ..!

في القمة ... والتي هي عن المرأة ... مضت الأمور في هذا الطريق ثم تداخلت الموضوعات وظهرت الأجندات.


أولا ... قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية إن تغير المناخ والإرهاب هو الخطر المهدد لأفريقيا، وبالفعل ركزت القمة على موضوع الإرهاب بالرغم من أن القمة تحمل شعارات المرأة، وزوما إمرأة حديدية معروفة قبل أن يتم انتخابها الإدارية الأعلى في الإتحاد الأفريقي.

ثانيا ... قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي عقده في القمة إنه يتعين أن يكون هناك "تعاون دولي وإقليمي" للتعامل مع من سماهم "الإرهابيين", مشيرا في المقابل إلى أن القوة العسكرية لن تكون "الحل الأوحد"، بل "يجب التصدي للجذور العميقة لهذا التطرف العنيف".

ولكن على واقع الأرض ... حتى الآن لا يوجد تعامل مع "جذور الإرهاب" التي يتفلسف بها مون إلا بالقوة العسكرية، ولم تتمخض القمة عن إسناد مهام محددة لمراكز دراسات أو بحوث تتعلق بأسباب الإرهاب و لم يتطرق الحوار إلى أي شيء مقارب أو مشابه لهذا.

الجزء الذي سيحدث من كلام مون هو التعاون الدولي ... اسم الدلع لـ "التدخل الدولي"!



بل هنالك اقتراح بتشكيل قوة إقليمية تحت إدارة الإتحاد الأفريقي لمكافحة جماعة بوكو حرام, ويأتي هذا الإقتراح بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها الجيش التشادي ضد الجماعة في شمالي الكاميرون.

إذن ... معارك على الأرض ... وقرارات لقوة أفريقية لمكافحة الأرهاب .. مع مجرد دعوة لأبتدار وسائل غير الحرب للتصدي للإرهاب ... نعم مجرد دعوة ولم تأتي من رجل أفريقي ولا من رئيس أفريقي.

لقد منح "تنظيم القاعدة" مبررا لفرنسا والتحالفات الدولية للدخول والتمركز في مالي من جديد، والآن بوكو حرام تستدعي الجيش التشادي ثم جيوش أفريقيا كلها ثم ... القصة معروفة ... تدخل أجنبي تحت مظلة تدخل أممي لمكافحة الإرهاب.

قاعدة فرنسية هنا ... وقاعدة أمريكية هناك وتعود "سايكس – بيكو" القديمة في ثوب جديد أو متجدد.

وكأنك يا أبو زيد لا رحت ولا غزيت ..!

............................

makkimag@gmail.com
/////////

 

آراء