من مصر (7)

 


 

مكي المغربي
28 February, 2015

 


...............
كانت جلسة بطعم ومذاق وادي النيل في فيلا السفير عبد المحمود عبد الحليم في المعادي، جلسة سودانية مصرية تبادلنا فيها الآراء والأفكار وانتهت بتدشين فكرة الملتقى الإعلامي المصري السوداني، ملتقى أو منتدى متنقل بين مصر والسودان، ملتقى وليس ورشة عمل أو إجتماع تأتيه الوفود بأسماء وألقاب وصفات محددة ويدخلون مصر أو السودان من صالة كبار الزوار تحت ضيافة الحكومات ولكن "ملتقى أولاد بلد" يدخلون مصر والسودان كما يدخلون دائما جوا وبرا.

السفير عبد المحمود عبد الحليم رجل مبادر ومشجع للمبادرات، طلب مني تقديم تعريف بمبادرة ميثاق الشرف الإعلامي المصري السوداني والورشة التي انعقدت في الخرطوم قبل شهرين تقريبا، وقد خصصت لذلك عمود الأمس، بادر أيضا في اللقاء السابق مع الإعلاميين والباحثين المصريين بإقتراح "مركز دراسات وادي النيل"، والفكرة واضحة للغاية وهو أن يكون هذا المركز عبارة عن شبكة للمراكز البحثية والإستراتيجية المصرية والسودانية وذلك لأن التقارب السياسي الحالي إذا لم يواكبه تقارب نخبوي وإعلامي فإنه سيظل التقاء حكومات وقد يتراجع يوما ما مع هذه الظروف المحيطة التي تدفع الدول للتركيز في مصالحها وقضاياها الداخلية.
السفير عبد المحمود تتجسد فيه صفات كثيرة أهلته لهذا النجاح وأميزها شخصيته الدبلوماسية السياسية المدمجة التي تمنحه القدرة على المشي في حقول الألغام بجرءة وثبات وذكاء، وهو رجل له شعبية وجماهيرية في السودان لأن السودانيين يحترمون "الزول الراكز" الذي يحافظ على سمعة وكرامة ومصالح بلاده.
من علامات إهتمام السودان بمصر وتقدير العلاقة بها هو تخصيص عبد المحمود لهذه المحطة وقد شغل من قبل مندوب السودان في الامم المتحدة وشغل إدارة العلاقات الثنائية في وزارة الخارجية وهي الإدارة التي تتحمل مسئولية كل العلاقات الدبلومسية المباشرة مع كل دول العالم ... الأصدقاء الحلفاء الأعداء ... كل شيء ... نعم حتى الأعداء وهم الدول التي لا تخفي رغبتها ومخططاتها في إدخال السودان في "فوضى خلاقة" حتى ولو قررت إحداث انفراج محدود ومحسوب في العلاقات مع السودان لأهداف وأغراض محسوبة ومحددة بدقة.
عبد المحمود من خامة نيويورك بكل تأكيد وهذا ليس تقليلا من مكانة القاهرة - أحب البقاع لقلوب السودانيين بعد المساجد الثلاثة -  ولكن تأكيدا على أن القيادة السودانية ترى في القاهرة أهمية كبرى ولذلك خصصت لها رجلا في قامة السفير عبد المحمود.
الجلسة كانت فيها شهادات مماثلة لما ذكرت من أصدقائنا المصريين، كانت فيها نقاشات مرحّلة من جلسات وإتصالات سابقة، وتشعر فيها أن الزملاء المصريين لديهم معه مشتركات تنمو وتنمو، وكل هذا يؤكد أن الرجل لم يهدأ ولم يهنأ منذ أن قدم مصر ودخل في دوامة مستمرة من العمل والتواصل.
فاكهة الجلسة بكل تأكيد الأستاذة أسماء الحسيني والتي دخلت معها في نقاشات مستمرة منذ أن وصلت مصر وزرت صحيفة الأهرام، وحتى آخر يوم، فالأستاذة تذوب عشقا للسودان ولا تتعامل معه إلا باعتباره "مصر السمراء".
لا أستطيع أن أخصص أصدقاء بالذكر وأنسى الآخرين من الحضور الكريم الزاهي، ولكنني لا بد أن احتفي بالاستاذ خالد محمد علي نائب رئيس تحرير الأسبوع الذي جلست معه لاحقا في النقابة .. وهو من هو معرفة وحبا وعشقا للسودان وأهله.
والقصة تطول وابقو معنا ...!
makkimag@gmail.com
//////////

 

آراء