عرمان … صفعة لإعلان برلين ..!

 


 

 

لم يختلف الأمر عما توقعته ظنوني وإن كنت قد كبتّها وأخفيتها وقلت عسى ولعل، واجتهدت في طرح الأمر في قالب الإحتمالات: 
(.. فقرة من إعلان باريس: "اتفق الطرفان أنه لا تناقض بين رغبة شعبنا في حل سلمي شامل في إطار عملية دستورية توقف الحرب وتحقق الانتقال الديمقراطي والانتفاضة السلمية كخيار مجرب. ويجب العمل من أجل الحل السلمي كأفضل خياراتنا ومواصلة العمل على درب الانتفاضة طالما ظل النظام يرفض الحل السلمي الشامل". غابت هذه الفقرة - في إعلان برلين - وتم الإستعاضة عنها بحديث على شاكلة أن عدم وجود حل سلمي سيؤدي إلى سيناريوهات أخرى نعمل على عدم حدوثها ... في برلين تأكيد على الحوار ... وهذا أمر جيد ولكن تصريحات الحركة الشعبية وبقية الفصائل هي التي تحدد مصير إعلان برلين .. وبالتحديد تصريحات ياسر عرمان ... لو قال أن إعلان برلين خطوة لإسقاط النظام ... انتهت القصة تماما وسيتخذ بعد ذلك الإمام الصادق القرار الذي يراه صوابا)
وكأن ياسر عرمان قرأ مقالي أو قرأه الناشطون وألحوا عليه أن يوضح موقفه – هل تراجع عن إسقاط النظام -  وبعد فترة وجيزة  جاءت هذه التصريحات المناقضة : (واعتبر عرمان حملة"ارحل" التي دشنتها المعارضة لمقاطعة الانتخابات ناجحة، وقال" حملة ارحل يجب ان تقود الى حملة اخرى مثل حملة وقف الحرب والتي بدورها يجب ان تؤدي الى حملة اخرى، حتى اسقاط النظام" ودعا السودانيين في المهجر إلى توفير الموارد والدعم الدبلوماسي والتضامن في سبيل" العمل المتصاعد على طريق الانتفاضة" ويواصل ياسر قائلا ... " إن العمل الداخلي لاسقاط النظام ومحاصرة النظام خارجيا يتكاملان، فالمعارضة يجب ان تكون لها أجندة سلام وهذا موقف استراتيجي، فنحن لسنا دعاة حرب، والحرب مفروضة علينا، واسقاط النظام عبر الانتفاضة هو الأساس في عمل المعارضة لتحقيق مطلبين: سلام عادل ونظام ديمقراطي يبني دولة المواطنة والتنمية المستدامة، وفي حالة وجود اي طريق سلمي لتحقيق هذه المطالب فلا مانع لدينا، وفي غياب الطريق السلمي فسوف نعمل على مصادمة النظام ليل نهار ومن يشكك في ذلك عليه ان يراجع تضحيات شعبنا وفيه ثمانية ملايين بين شهيد و لاجئ ونازح")
لم يجب ياسر على السؤال الهام بالرغم من أن الصحيفة وجهته بوضوح: وحول سؤال"التغيير الإلكترونية" عن إمكانية نجاح المعارضة في تحريك الشارع في ظل عزلة الشارع السوداني وعدم تفاعله مع المواثيق المتكررة التي توقعها في الخارج قال عرمان: "هذا الكلام غير دقيق فما يحدث الآن من تضامن مع فاروق ابو عيسى وامين مكي مدني في المحاكمة يدلل على ان الشعب غير معزول والنظام نفسه يقوم بمهمة الدعاية لما توقعه المعارضة على افضل وجه، فعمر البشير نفسه أفضل من يقوم بالدعاية لاتفاقيات المعارضة وتسويقها، صحيح ان المعارضة لديها نقص كبير في الإعلام المستقل، وهذه واحدة من النواقص الكبيرة في العمل المعارض ولكن هذا لا يبرر التقليل او الاستخفاف بالعمل المعارض او التضحيات التي قدمها الشعب السوداني، فلا يوجد نظام صادمه الشعب السوداني وقدم ملايين الضحايا من الشهداء والجرحى والمشردين والمهاجرين والذين فصلوا وشردوا من العمل مثل ما تم خلال هذا النظام فما قدمه شعبنا من تضحيات في مواجهة هذا النظام فاق ما قدمه ضد المستعمر قرابة الستين عاما".
makkimag@gmail.com

 

آراء