* ظل (نظام الإنقاذ) طيلة جلوسه على صدر الشعب يستنكر على المعارضة لجوءها للأنظمة الخارجية فى معارضتها للنظام ويصفها بالخيانة والعمالة والخضوع لوكالات الإستخبارات الأجنبية .. إلى آخر ما حفظه الشعب من أوصاف وشتائم سارت بذكرها الركبان وصارت مصدر تندر وسخرية واستهزاء على الذين يتفوهون بها وعلى أدبهم (الرفيع) ــ لا الرقيع ــ وإنائهم الذى ينضح بما فيه من سمو ــ لا سموم.
* ما من أحد فى النظام الحاكم منذ أن سطا على الحكم، حتى أصغر منسوبيه، إلا وشنّف آذان الشعب المغلوب على أمره بأوصاف الخيانة والعمالة والإرتزاق لكل من عارضه أو حتى خالفه الرأى بكل أدب وتهذيب .. بل تعدت تلك الأوصاف والعبارات الغريبة المعارضين والمخالفين الى الشعب الصامت المسكين، وهاهو أمين الاعلام فى حزب المؤتمر الوطنى لا يتورع عن وصف الذين لن يشاركون فى الانتخابات بأنهم (أراذل القوم ) .. تخيلوا الى أين وصل الأدب والسلوك الرفيع (بنقطة واحدة) بأحد منسوبى النظام لدرجة وصف الصامتين الذين يضعون ألسنتهم فى حلوقهم ولا يمسون نظامه بأى سوء ولا يريدون منه جزاءا ولا شكورا بأنهم (أراذل القوم) .. فقط لأنهم لن يصوتون فى الانتخابات القادمة، لا فرق فى ذلك بين من يتخذ من عدم التصويت موقفا معارضا للحكومة أو من تمنعه ظروف الحياة أو ظرف قاهر من عدم التصويت .. ومنهم من يؤيد النظام ولكن لم تسنح له الفرصة بالتصويت !!
* ظل هذا هو أدب النظام وسلوكه مع الشعب بكافة فصائله وأفراده، فمن لم يذق الموت والتعذيب والإغتصاب والتنكيل وقطع العيش والحرمان من أبسط الحقوق، كان مصيره الإساءة والشتيمة والإهانة و(الرذالة) !!
* الغريب أن ما يحرمه النظام على الآخرين يحلله لنفسه بل ويتباهى به، وهاهو عراب النظام يعترف فى حديث مع (صحيفته ) أو التى أصبحت صحيفته يقدرة قادر (الرأى العام)، بأن الإجتماع الأخير لبعض فصائل المعارضة فى (برلين) كان بتنسيق بين نظامه والحكومة الألمانية التى حسبما قال (كانت مجتهدة ومؤمنة بدعم السودان والوقوف معه وحل مشاكله، وأنها هدفت من ذلك الإجتماع لتحقيق ثلاثة أشياء، إعتراف المعارضة بشرعية الحكومة، وإقناعها بالمشاركة فى الحوار، وعدم تأجيل الإنتخابات ) إنتهى !!
* تخيلوا ..الذى يقول هذا هو عراب النظام ، فهو يلجأ لحكومة أجنبية لتقنع المعارضة بما عجز هو أن يقنعها به، فماذا يمكن أن نطلق على هذا السلوك .. مؤامرة أم عمالة أم خيانة أم رذالة أم (إنقاذ الفنادق) .. وهب أن المعارضة إجتمعت فى برلين بدون علم النظام أوبدون تنسيقه مع الحكومة الألمانية بغرض تحقيق نفس الأهداف التى ذكرها رئيس النظام فى حديثه مع (صحيفته)، فماذا كان النظام سيسمى هذا الاجتماع، وما هى الأوصاف التى كان سيطلقها على المعارضة، وماذا كان سيكون مصير المعارضين الذين شاركوا فى الاجتماع عند عودتهم الى الخرطوم ؟!
* المتتبع لمسيرة (الانقاذ) منذ يومها الأول وخضوعها لإرادة غيرها وتفريطها فى سيادة البلاد لا بد ان يكتشف أن العميل والخائن والمتآمر والرذيل هو (الإنقاذ) وليس أى شخص سواها !!