تعلموا من البروف غندور ..!
3 مايو 2015
.........
لم أحضر لقاء الزميلين ضياء الدين بلال و الزبير عثمان بالبروف غندور، وكنت طوال الفترة عالقا في جلسات مؤتمرات و في ترانزيت هنا وهناك، وبين الحين والآخر تقوى شبكة النت فيلتقط الواتس "قاتله الله" و الفيسبوك "سامحه الله" ... تعليقات على الحوار، وكالعادة يحصد فيها البروف الإعجاب و الثناء وهو أهل لذلك.
ولأنني لم أحضر الحوار فإنني أريد أن أعلق "بالمقلوب" على الحوار، وأستعين بذلك بنقاش دار بيني وبين شخصية دستورية لديها عقدة من الصحافة، شخصية دائما الإتهام للصحافة و الصحفيين بالتزوير والإبتسار وإخراج الكلام من سياقه و...
قلت لهذه الشخصية، لماذا لا تبتسر الصحف وتختزل كلام البروف غندور وتخرجه من سياقه، لماذا لم يحدث ذات الأمر للشيخ علي عثمان، لماذا ظل الرجل على علاقة حميمة بالصحافة والصحافيين داخل السلطة وخارجها. لماذا تختزل الصحافة حديثك أنت بالذات؟ لأنك تقول الكلام الذي يقبل الإختزال والتلوين، لأنك تقبل الإستفزاز ولذلك أنت مادة راتبة ودائمة للصحافة والصحفيين.
قال لي ... أنا أحيانا بتونس ونسة ساكت و أقول للصحفيين ... كلامي دا ما للنشر، ورغم ذلك ينشرونه، قلت له "يعني غندور ما بتونس" ؟! أبدا بتونس ونسة خاصة وخطيرة جدا .. وبالهاتف وبالفيسبوك وبالواتس ... في المجموعات و في الخاص، وطبعا في هذه غندور متفوق حتى على الشيخ علي عثمان، الذي لا نهاتفه و لا نراسله إلا من وراء "خواض"، على وزن "من وراء حجاب" وهو مدير مكتبه السيد الخواض، الذي نطلب منه تنسيق جلسة فيستجيب مشكورا بعد ستة أشهر أو سنة، أما البروف فهو "أونلاين" على طول، يجامل و يواسي ويهنيء بالنجاحات ... رجل يحترم الناس ولذلك يحترمونه.
لو عدنا للمؤتمر الوطني لوجدنا فيه شخصيات كثيرة لديها عبقرية في القوع في الخطأ و الإستجابة للإستفزاز، ولديها نزعة للمزايدات وإثبات العنترية و القوة دوما، بل وبعض هؤلاء العباقرة يتدخلون في ملفات لا علاقة لهم بها لتأكيد أنهم "الكل في الكل" و أن لديهم رخصة للإفتاء في القضايا الأمنية و العسكرية و الإقتصادية و الحزبية و...
لو عدنا لحوار البروف الذي لم أره ولكنني رأيت آثاره، فإنني أجزم أن الزملاء ضياء و الزبير لم يدخرا أي سؤال صعب إلا و ألقيا به أمام البروف، فأنا أعرف طبيعة الرجلين، الزبير صاحب المؤتمر الإذاعي والإعلامي المعتق و المستشار للبرلمان لفترة طويلة مكنته من معرف خفايا الخفايا، وضياء الدين بلال الذي حاز لقب أذكى محاور منذ نعومة أظافره الصحفية، وصاحب البرنامج المتألق حاليا.
رغم هذا نجح الحوار وحصد البروف ثناء المعلقين وإحترام المشاهدين للدرجة التي جعلتني زاهدا في متابعة الحوار أو انتظار إعادة له.
تعلموا من البروف يا ناس المؤتمر الوطني و لا تجعلوا الصحافة شماعة لأخطائكم..!
....
makkimag@gmail.com