حتى لا يفوتنا القطار..!

 


 

 

هنالك إستراتيجية أفريقية واضحة إسمها "أجندة 2063"، وقد تم تدشينها في قمة الإتحاد الأفريقي - أديس أببا، 2013 بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس "منظمة الوحدة الافريقية - الإتحاد الأفريقي"، وهي أجندة شاملة لخطط وإستراتيجيات التنمية لخمسين عاما مقبلة.

هنالك برامج ومشاريع مستمرة للبنى التحتية تحت إشراف مفوضية الطاقة والبنى التحتحية في الإتحاد الافريقي ومنها برنامج:

 PIDA – the Program for Infrastructure Development in Africa

ويأتي هذا البرنامج إختصارا لـ (برنامج تنمية البنى التحتية في أفريقيا) وفي هذا البرنامج 51 مشروعا يتم تنفيذها حاليا في أفريقيا في عدد من الدول أو فيه ربط إتصالات ومواصلات بين عدد من الدول، ما هو حظ السودان من هذه المشاريع؟! الله أعلم، دعوني أراجع جهات الإختصاص وأعود لكم بـ "الأكيدة"، ولكن على كل حال في برامج أخرى كان حظ السودان هو الصفر الصحيح بسبب عدم المتابعة وعدم الجدية السودانية، و"الإنتماء المجهجه للقارة ومؤسساتها"..!

هنالك خمس عملات أفريقية مشتركة بين عدد من الكتل الأفريقية وهنالك ... نظم دفع تشبه العملات الموحدة يتم إعتمادها في عدد من الدول ومنها "مجتمع شرق أفريقيا" الذي يشمل (كينيا، يوغندا، تنزانيا، بورندي، رواندا)، قريبا سيعتمد "المجتمع" على نظام جديد ومذهل وهو أن عملة أي بلد يجوز التعامل بها رسميا في أي بلد، بمعني أن تصب الوقود في محطة بنزين يوغندية بالشلنات الكينية وتمنح الباقي بالفرنك البورندي.

في غرب أفريقيا عملة موحدة، في وسطها هنالك عملة موحدة لبعض الدول، وفي الجنوب الأفريقي، الراند عملة رسمية وشبه رسمية في خمس دول ..!

بالمقابل ما هي المشاريع العربية؟! هل هنالك خطة تنمية موحدة؟! هل هنالك أمل، أي أمل، في عملة موحدة؟! أو حتى سوق عربية مشتركة؟! كان هنالك مقترح طريف اسمه "الجردل" وهو دمج لكلمات الجنيه والريال والدينار والليرة في كلمة واحدة، وغير الجردل العربي لا يوجد أي "نكتة" أخرى، دعك من الخطط..!

حتى مجلس التعاون الخليجي وهو الأفضل تجربة من غيره، لم يصل إلى مرحلة العملة الواحدة، مع أن أي عملة خليجية تصلح لأن تكون عملة واحدة بسبب التشابه في الإستقرار والتجربة.

الحقيقة ... لا توجد خطط عربية، لا توجد خطط إسلامية، نعم صحيح هنالك إنجازات لبنك التنمية الإسلامي وبعض الصناديق لكن لا توجد خطط للعالم الإسلامي ..!

توجد أفريقيا والصين، وبعدها بمسافة النمور الآسيوية وتركيا وبعض الدول التي يمكن أن نتحالف معها، وربما أقول ربما، بعد عاصفة الحزم والجيش العربي الموحد "الحلم المستحيل"، ان يكون هنالك أمل ولكن يجب أن نبنى على الموجود، وهو أفريقيا والصين ..!

يجب أن نربط أنفسنا بالإستراتيجيات الإقليمية الموجودة ويجب أن ندخل في نظمها ونصادق على إتفاقياتها السياسية والإقتصادية، لكل نقويها وتقوينا...!

يجب أن نراجع حصص وكوتات السودان للكادر البشري في المنظمات الأفريقيا ونقتحمها بكوادر مؤهلة ومدربة وإن لم توجد، نوجدها ونصرف عليها وندربها..!

إن جاء الإهتمام العربي وجاءت الوحدة العربية "الحلم المستحيل" خير وبركة وإن لم تأتي لا يفوتنا القطار الأفريقي ..!

أعزائي صناع القرار، نريد كثيرا من البراغماتية، قليلا من الشاعرية ... نريد كثيرا من الأفرقة، قليلا من العروبة ... هكذا .. بدون أي "مجمجة" ..!

makkimag@gmail.com
////////////

 

آراء