بدلاً من الإستعانة بالأجنحة المتكسرة

 


 

 


noradin@msn.com

    كلام الناس
     *نبهنا أكثر من مرة إلى أن الإتفاقات الجزئية والثنائية لن تجدي في معالجة الإختناقات القائمة‘ قلنا ذلك منذ أن بدأ الحوارمع "الحركة الشعبية" ومحاولة تغييب القوى السياسية المعارضة‘ ومع ذلك مازالت هذه المحاولات المنقوصة مستمرة بلا جدوى.
    *لسنا من أنصار تضخيم الأزمات القائمة بالفعل لكننا في نفس الوقت ضد التقليل من شأنها أو محاولة التعتيم عليها والإدلاء بمعلومات غير دقيقة لاتسمن ولا تغني من جوع وإنما تبقيها ماثلة ومتفاقمة.
    *كتبنا أكثر من مرة عن "ألغاز" الغاز وكتب غيرنا وأجريت تحقيقات ميدانية مقدرة في الصحف وأجهزة الإعلام للوقوف على الحقائق من أرض الواقع .. وسط تصريحات بعض المسؤولين  التي تؤكد توافر الغاز وبيعه بأسعاره المعلنة لكن الواقع يقول بغير ذلك.
    *لم نفاجأ كما لم يفاجأ المسؤولون بظهور أزمة في الوقود وعودة صفوف العربات لتصطف أمام طلمبات البنزين‘ وتبع ذلك مشكلة في المواصلات لكن للأسف بدلاً من معالجة الأزمة  تركت تتفاقم في انتظار "جودو" الحقن المليارية المسكنة بلا طائل.
    *قلنا أكثر من مرة أن هذه الأزمات الإقتصادية لاتنفصل عن الأزمات السياسية والأمنية لكن مازالت المعالجات تصوب نحو الحلول التسكينية بدلاً من تصويبها نحو المعالجة الشاملة التي تتطلب المزيد من الشجاعة بالإعتراف بالمعالجات الخاطئة واتخاذ المعالجات الجذرية لذلك.
    *مرة اخرى لانريد أن نسبق الأحداث لكن مارشح من مؤتمر الحوار في الخرطوم وما نشر عن "بشريات" من جولات التفاوض في أديس أببا لايبشر بالحل الشامل المخرج السلمي للمعالجة الجذرية‘ لأنه مازال يقوم على الرهان على الأجنحة المتكسرة من الأحزاب والحركات المسلحة والفرح بانضمام من لاأثر لهم عملياً إلى طاولة الحوار!!.
    *نقول هذا بمناسبة ما نشر في " شبكة السوداني" بعدد أمس السبت في خبرين منفصلين لكنهما لصيقا الصلة بحياة المواطنين وحاجاتهم الأساسية‘ الأول عن بعض ضعاف النفوس الذين يستغلون أزمة الغاز ويسهرون في الطلمبات لشراء أنابيب الغاز بسعرها المعلن ثم يبيعونها للمستطيعين بأضعاف أضعاف سعرها.
    * الخبر الثاني عن " أحداث شغب" أثارها عدد من طلاب جامعة النيلين القسم الجنوبي نسبة لعدم وجود مواصلات لفترة طويلة‘ الأمر الذي أدى لهذه الأحداث التي لايمكن معالجتها  بالتصدي للمحتجين بهذه الطريقة التي لاتؤدي لحل الأزمة وربما تتسبب في تفاقمها.
    *مرة أخرى نقول إن المعالجات التسكينية لن تجدي في معالجة الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية‘ وقد ان الأوان للإعتراف بأن الممارسات الحالية غير قادرة على الخروج من دائرة هذه الإختناقات ولابد من إحداث إختراق سياسي وإقتصادي  إيجابي لمعالجة الممارسات الخاطئة ذاتها.
    *مع مطالبتنا بهذالإختراق اللازم لمعالجة حالات الإنفلات الظاهرة ومحاولات إستغلال حاجة المواطنين والمتاجرة بحاجاتهم الضرورية - دون التحجج بسياسة التحرير الإقتصادي التي فشلت في تحقيق الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني - لابد من دفع إستحقاقات الحوار السوداني الجامع وهي معروفة للحكومة والحزب الحاكم.
    *لم يعد هناك وقت للمناورة ومحاولة كسب الأجنحة المتكسرة من الأحزاب والحركات المسلحة التي ثبت عملياً أنها مرهقة ومكلفة للموازنة  المعجزة بلا طائل.

 

آراء