رحم الله فقيدة السودان والصحافة

 


 

 


noradin@msn.com

    كلام الناس

    *عملت معنا في صحيفة الصحافة بعد أن أمضت فترة تدريبية بها أثبتت فيها إمكاناتها وقدراتها المبشرة‘ وتم تعيينها بقسم الأخبار الذي كان يرأسه في ذلك الوقت عبد القادر حافظ عليه رحمة الله.
    *ظلت تتقاضى راتباً شهرياً ضئيلاً مثلها مثل المحررين والمحررات الذين يعملون في أقسام التحرير المختلفة رغم أنهم العمود الفقري للعمل الصحفي .. للأسف مازالت رواتبهم غير مجزية.
    *ليس المجال هنا مجال مقارنة بين رواتب  المحررين والمحررات وبين رواتب بعض الكتاب الذي يأتون إلى بلاط صاحب الجلالة من مؤسسات وتخصصات مختلفة‘ مع تقدرينا لتغذية  بعضهم  للصحف والقراء بأراء مفيدة ومؤثرة.
    *أثبتت نجاحاً في تغطية الأخبار خاصة أخبار القطاع الإقتصادي‘ وكانت في كثير من الأحيان تتحرك نحو مواقع العمل ومصادر أخبارها "كداري" لاتكل ولاتمل ولاتشتكي حالها رغم الراتب الضئيل الذي كانت تتقاضاه.
    *إنها تنتمي لأسرة بسيطة مثل غالب الأسر السودانية تواجه مصاعب الحياة وتحدياتها بالصبر والإيمان واليقين برحمة الله الذي يشملنا جميعاً برعايته وفضله‘ وظل راتبها لايكاد يغطي حاجاتها الخاصة دعكم من الإلتزامات الأسرية الاخرى.
    *إستطاعت تكوين مصادر عليمة خاصة في مؤسسات القطاع الإقتصادي المختلفة من خلال متابعتها وتغطباتها الميدانية‘ الأمر الذي أكسبها ثقتهم وتقيرهم لها.
    *وجهت لها دعوة عبر جريدة"الصحافة" للسفر إلى باريس لتغطية مؤتمر إقتصادي ضمن الوفد السوداني المشارك فيه‘ لكنها لم تعد منذ ذلك الوقت إلى أن إستقر بها المقام في هولندة.
    *كانت مثلها مثل كل السودانيين الذين تضطرهم ظروف مختلفة للحياة خارج السودان‘ قلبها معلق بوطنها وبأهله‘ كما طلت مخلصة لمهنتها التي أحبت.
    *عملت لفترة في مهنة بعيدة عن العمل الصحفي لكنها لم تنقطع عنه‘ كما لم تقطع علاقاتها الطيبة مع زميلاتها وزملائها وعموم أهلها في السودان‘ تشاركهم أفراحهم وأتراحهم وتتبع أخبارهم عبر وسائط التواصل التقنية.
    *لم تنس الذين ساندوها في بلاط صاحبة الجلالة قدر إستطاعتهم وظلت تذكرهم بالخير وهي تجتهد في مواصلة مسيرة عملها الصحفي دون أن تفقد الأمل في مستقبل أخضر.
    * عندما كانت تحضر إلى السودان كانت تحرص على الإتصال بزميلاتها وزملائها وتدعوهم للمناسبات العائلية التي حضرت للمشاركة فيها وتحرص على حسن إستقبالهم وضيافتهم إلى ان تغادر مرة اخرى لمقر عملها بهولندة.
    *عندما رأيت صورتها تتصدر موقع "ناس الأخبار الصحفية" نهار أمس أحسست بأن طارئاً ألم بها‘ لكنني سرعان ما علمت بنبأ رحيلها المفاجئ عن هذه الفانية.
    * اللهم تقبل فقيدة السودان والصحافة أمل شكت التي اجتهدت قدر  إستطاعتها في حب السودان وأهله‘ وانتقلت  في هدوء وسكينة إلى رحاب رحمتك‘ وألهمنا والها وذويها ورفاق دربها في الصحافة الصبر وحسن العزاء.

 

آراء