مناشدة للحكومة أولأ ومن ثم للمعارضة بشقيها (السلمى والمسلح):رفقاً بالمواطن المغلوب على أمره. بقلم: د. يوسف الطيب محمد توم

 


 

 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ووطننا الحبيب أزماته تتجدد ،وإنسانه الطيب المغلوب على أمره لا يرى فى الأفق القريب حلولاً جذرية ،تُعيد النازح إلى دياره وحواكيره  ،واللاجئ إلى أرضه التى ترعرع فيها حيث الأهل والعشيرة ،وكذلك تعيد البسمة لشفاه المرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج،ولقمة العيش لتسد رمق الجوعى الذين يتضورون جوعاً من الغلاء الفاحش للمواد الغذائية ،والذين بدون مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء،والوظيفة المناسبة للعاطلين عن العمل وهم يحملون الشهادات الجامعية وفى كافة المجالات بعد أن صرف عليهم أباءهم  الكثير والكثير من مصاريف الدراسة الباهظة والتى لا مثيل لها فى جميع أنحاء العالم ،فى هذا الظرف الدقيق الذى يمر به السودان وشعبه الصابر تنعقد فى بحر هذا الاسبوع بأديس أبابا جولة جديدة من المفاوضات  بين وفدى الحكومة  والمعارضة  بشقيها(السلمى والمسلح)وحتى الأن ليس هنالك مايؤكد هل سيقوم وفد الحكومة بمفاوضة المعارضة التى تحت مسمى نداء السودان أم تفاوض فقط قطاع الشمال ،وكما هو معلوم فإن هذه المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى والذى يمثله مبعوثه للسودان رئيس جنوب أفريقىا السابق أمبيكى،ومايهمنا هنا هو حالة ووضع المواطن السودانى والذى لا يحتمل تطويل الجلسات،والتشدد فى المواقف من كل طرف،والتسويف ،أو أن يقوم طرف بتحدى الطرف الأخر ،ناسياً معاناة المواطن السودانى فى كل المجالات ،ففى مثل هذه اللحظات التاريخية الهامة من عمر الشعوب ،دائماً تقوم الجهات التى تسعى لإيجاد حلول ناجعة لأزماتها أن تختار المفاوض الحكيم والذى يرمى لمصلحة وطنه ومواطنه،والذى  يفكر فى أقرب حل أو تسوية تصب فى مصلحة المواطن أولاً ومن ثم الوطن ،وألا يفكر فى فى أى وظيفة سيتم تسكينه فيها ،وخاصة إذا تطاولت الحرب ،وجعلت أكثر من جيل خارج الخارطة التعليمية ،كما هو فى حالتنا الراهنة فى السودان،إذاً:لا بد من مرونة من جانب الطرفين وبلا تردد يجب أن تكون المرونة الأكبر من جانب الحكومة ولأسبابٍ عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر: لأنها هى الوحيدة صاحبة القرار فى وقف الحرب فى وقتٍ يسير،كما إنها هى التى يمكنها الوصول للمجتمع الدولى بحكوماته ومنظماته بوتيرة أسرع من الحركات المتمردة ،والمواطن المغلوب على أمره بالداخل والذى يعانى من تطاول هذه الحرب اللعينة،ينتظر اخبار سارة ،بوقف العدائيات أولاً،ووصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها ثانياً،وأخيراً قيام مؤتمر دستورى يضع الحلول المناسبة والناجعة لكل أزمات السودان،وذلك بقيام دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون(Rule Of Law)فهل سيضع المتفاوضون حال المواطن المغلوب على أمره نُصب أعينهم ومحور إهتمامهم؟نسأل الله أن يلهم الطرفين hلحكمة والشجاعة ويقوما بإتخاذ القرار الصائب والذى ينتظره كل سودانى غيور على وطنه وحريص على كرامة شعبه،وذلك بوقف إطلاق النار فوراً بين الطرفين ،ومن ثم الإتفاق على التسوية النهائية لكل قضايا السودان.
           وماذلك على الله بعزيز

د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى
    yusufbuj1965@gmail.com

 

آراء