الكويتية (فجر السعيد) والسقوط المدوي للسّوادنة!!
بسم الله الرحمن الرحيم..
أيقظت تغريدات للكاتبة الكويتية فجر السعيد حماس ووطنية السودانيين عبر موجة مقالات صحفية وتعليقات غاضبة لهم ضدها ، بعدما طالبت الكاتبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضم السودان لمصر ردا على مطالبة الخرطوم بحلايب وشلاتين ، قائلة أن الأراضي السودانية كلها ملك لمصر.
وسخرت الكاتبة الكويتية من السودانيين والسودان وقالت في تغريدة لها "من الاكتشافات الجميلة التي اكتشفتها مؤخراً… أن السودانيين عندهم تويتر وفيسبوك وأنستغرام ويكتبون بالعربي ويسبون ، باقي لكم سناب شات ويدخلونكم الاتحاد الأوروبي وتصيرون ضمن دول الشنقل".
طبعا لا بأس أن يدافع السودانيين عن أنفسهم وعن بلدهم بهذه القوة... وحسناً أن يصحى السودانيين ولو متأخراً من نومهم للرد على الإستفزازات التي تستهدفهم وسودانهم من وقت لآخر... لكن السؤال الجوهري والهام هو : هل تستحق السيدة الكويتية مثل هذه المقالات والتعليقات والردود الغاضبة لمجرد رأي عبرت عنه صراحةً؟..ولماذا لم توجه تلك الأقلام غضبها وثورتها للنظام السوداني الذي تنازل خوفا وجُبناً عن مثلث حلايب وشلاتين ومنطقة فشقة السودانية لمصر وأثيوبيا؟.
إن الأقلام التي انبرت اليوم للدفاع عن السودان وهي تسب وتشتم الكويتية فجر السعيد بأقذر الكلمات ، كان لها ان تثور وتغضب غضبا شديدا عندما :
1/احتلت القوات المصرية لمنطقة حلايب وشلاتين السودانيتين.
2/احتلت القوات الأثيوبية منطقة فشقة السودانية.
3/قرر النظام الحاكم في الخرطوم فصل جنوب السودان عن شماله.
4/ وصف عمر البشير المتظاهرين بـ ( شذاذ الآفاق).
5/ قال المستشار السياسي لعمر البشير الدكتور عثمان مصطفي اسماعيل بان (الشعب السوداني كان وقبل ثورة الانقاذ "شـحاذآ" ، وايضآ وصفه للدارفوريين بانهم "صراصير".
إذا كانت هذه الأقلام فعلاً غيورة وحريصة على سمعة السودان وشعوبه ، لكانت ثارت ثورةً كبيرة لإقتلاع نظام الخرطوم الذي يسيء للسودانيين بشكل يومي منذ يونيو 1989 ، لكنها للأسف الشديد لم تثور ضد البشير ونظامه وضد من وصف السودانيين بالشحاذين وبشذاذ الآفاق وبالكسلانين وووالخ ، غيرها أنها خرجت اليوم من جحورها لتنفث سمومها ويبدو أنها على عجلة من أمرها لتكشف وطنيتها الزائفة.
كانت على تلك الأقلام ان تثور وتحرض الشعوب السودانية للخروج إلى الشوارع للدفاع عن حلايب وشلاتين وفشقة كما فعل المصريين قبل أيام عندما تنازلت الحكومة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية..لكنها ويا للخيبة والعار ، لم تفعل ذلك ، لكنها وجدت ضالتها في تغريدات السيدة فجر السعيد لتظهر وطنيتها الكاذبة.
الهجوم على الكويتية لا يغير من واقع ان حلايب وشلاتين وفشقة أراضي سودانية محتلة ، ولا يغير من الواقع ايضا كون السودانيين فعلا أكتشفوا تويتر وفيسبوك وأنستغرام وواتساب مؤخراً ، ويدعون العروبة كمان...إنما هذا الهجوم ان دل إنما يدل على حالة الهزيمة التي اصابت السودانيين وجعلتهم يتمسكون بالقشور والأمور السطحية ، مما دفع بالنظام السوداني التمادي في استفزازهم دون خوف لأي رد فعل عكسي.
السودانيون دائما ما يتعاملون مع الأشياء بردود أفعال وليس بنضوج...كما أنهم عندما يتعرضوا لأي موقف من المواقف التي يعتبرونها مستفزة واساءة لهم ولبلادهم ، تجدهم يستعرضون ملامح من تاريخ السودان وحضارته القديمة والمعاصرة، وإسهاماته في المجالات الإنسانية والعلمية والأدبية ،ووووالخ ، وهم يعرفون تماما أن البكاء على الأطلال والماضي الغابر لا يجدي نفعاً. وقولهم مثلاً أن السودان كان من الدول الأفريقية الأربع المؤسسة للإتحاد الأفريقي لكرة القدم لا ينفي الحالة المزرية للكرة السودانية اليوم.
في ظل الظروف الصعبة والمعقدة والحساسة ، التي يمر بها السودان ، وفي ظل المواجهة الدموية مع النظام الديكتاتوري القمعي ، يفترض وقفة مسؤولة من الاقلام السودانية ، في المساهمة الفعالة في معركة المصير ، بالمشاركة الفعالة في عمليات انقاذ السودان من خلال تحريض السودانيين وتعبئتهم للتظاهر ضد من باع الوطن وتاجر به ، والمساهمة في كشف زيف نظام البشير ورياء اقواله المنافقة والخبيثة حول حماية الوطن وسيادته. أما التمسك والزعل من كلام السيدة الكويتية ، فإنه تهرب من واقع أن النظام السوداني هو الذي يسيء وبصورة يومية للسودانيين.
والسلام عليكم...
bresh2@msn.com