معتمد الخرطوم.. واسناد الوالي
i.imam@outlook.com
لم يكن مستغرباً أن تحتل أخبار الأخ الفريق أحمد علي عثمان (أبو شنب ) صدارة الصحف قُبيل عيد الفطر المبارك وبُعيد، إذ أن الأخبار عادة وفي مثل تلكم الأيام تكون شحيحة، وفي بعض الأحايين تكاد تكون الأخبار المهمة منعدمة تماماً، والأمر الثاني أن ما قيل إته قاله، وادعاء أن جلاويزه طاردوا مرتدي البرمودا (ذكراناً وإناثاً)، اضافة الى استدعائة لسفيري إثيوبيا وإريتريا في الخرطوم ومناقشتهما حول سلوك بعض أفراد جاليتهما وهندامهم، فيها قدرٌ من الإثارة التي تستهوي الكثير من قراء الصحف، حتي وإن لم يكن النقل عن معتمد الخرطوم نقلاً دقيقاً، وخبراً منضبطاً، بمعايير الصدقية والمهنية المفترض وجودهما في مثل هذه الأخبار. وعلي الرغم من أنه نفى متأخراً، كعادة كثير من المسؤولين خبر الاستدعاء جملةً وتفصيلاً، وعدم معرفته بكُنه البرمودا، قصراً وفضفاضيةً، لكن الكثير من الصحف لما ذكرناه من أسباب آنفاً استمرت في طرح الموضوع المنفي، وكأنه لم يُنف خبراً وتقريراً وتعليقاً وتحليلاً ورأياً. كل ذلك دفع الأخ الفريق أبو شنب الي عقد لقاءٍ صحافي تفاكري مع عدد من الصحافيين، لتوضيح بعض الحقائق، وازالة اللبس والمغالطات حول مجاهداتة لتنظيم فوضي أسواق موقف كركر بالقرب من أستاد الخرطوم، ومعالجة ظاهرة بائعات الشاي التي لم تقتصر على شارع النيل، فامتدت شارعا شارعا وزنقة زنقة في عموم مناطق محلية الخرطوم.
واحسب أن الفريق أبو شنب حرص علي هذا اللقاء الصحافي، وكأن لسان حاله يقول لحضوره ذاكم، مستشهداً بقول أبي الطيب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي:
هم نسبوا عني الذي لم أفُه به وما آفة الأخبار إلا رواتها
فلم يكن المعتمد أبو شنب يقف وحيداً في هذه المواجهة، بل معه الكثيرين من جماهير الولاية، لتنظيم ما ورثه في المحلية من فوضي وعدم انضباط في توزيع مئات الدكاكين والمحلات لشخص واحد، مهما كانت الحجج القانونية والمبررات الادارية التي عن طريقها تسربت هذه الرخص والتصديقات اليه. عليه فإن جُهد المعتمد أبو شنب يأتي في إطار تصحيح ما ليس صحيحاً. واظن – وليس كل الظن إثماً – أراد ان يُنزل في نفسه المقولة الذهبية "الرجوع الي الحق فضيلة".
وفي رأيي الخاص، أن الفريق أبو شنب مهما أبدى من شجاعة الفرد، وبسالة العسكر الا أنه سيجد الاسناد المستحق من الأخ الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم، وكثير من منظومات الولاية المعنية بهذا الامر، وفوق هذا وذاك سيجد اسناد جماهير شعب الولاية التي تريد أن ترى ولايتها نظيفة الإنسان قبل نظافة الشوارع والبُنيان. اما فيما يتعلق باسناد الوالي لأداء مهامه وضبط اسواق الفوضي والمجاملات، فان هذا الاسناد يعني في ما تعارف عليه العسكر، المساعدة والعون الذي يُلخص في عبارة (الاسناد العسكري)، من حيث المؤازرة في القتال سلاحاً وتمويناً وعسكراً.
أخلص الي أن المأمول في أن يتخذ الأخ والي الخرطوم قراراً حاسماً في تكوين لجنة تحقيق لمراجعة رخص وتصديقات بٌذلت لأُناسٍ دون آخرين بمسوغات واهية وأسانيد ضعيفة. وأن تشمل هذه المراجعات مراجعة التصديق الممنوح لأحدهم بأيجار طويل الأمد، مهما ادر من ريع الى خزانة الولاية الا انه ضيق بعض الشوارع المهمة من شدة الزحام وفوضي ايقاف السيارات علي جانبي الطرقات. ويقيني أن من أهم هذه المراجعات مراجعة أمر التصديق لإقامة صالة "مارينا" بجوار أحد أهم معالم الخرطوم اطلاقاً، الا وهي قاعة الصداقة التي تعد قبلة الزائرين، ومجمع المؤتمرات الإقليمية والدولية. وإني بهذه المناشدة لا أطلب من الوالي أن يستخدم فقه السلطان، بان ينزعها من المؤجر نزعاً، ولكن يبسط عند مراجعته لها فقه القانون ويعوض مؤجرها خير التعويض، مالاً أو مكاناً. لتكون هذه المساحة المميزة ضمن استراتيجية مستقبل المناطق السياحية في ولاية الخرطوم.