الخلل في السياسة وليس الإقتصاد
noradin@msn.com
كلام الناس
*قلنا أكثر من مرة أن السودان لديه من المشاكل مايستوجب المعالجة الفورية والجذرية لكن أهل الحكم في كثير من الأحيان يهتمون بمشاكل الاخرين .. وغالباً ما تكون النتيجة تفاقم مشاكل السودان الداخلية.
*النموذج الأوضح لذلك رغم كثرة النماذج‘ هذا الإنشغال المريب بالنزاعات المؤسفة التي اندلعت بين رفاق السلاح في الحركة الحاكمة في دولة جنوب السودان‘ وأكتفي هنا برأي القيادي بحزب المؤتمر الوطني عضو وفد الحكومة لمفاوضات - طيبة الذكر - نيفاشا الدكتور الدرديري محمد احمد.
* في الندوة التي نظمتها مؤسسة "طيبة برس" قبل يومين في قاعة الشارقة وتحدث فيها الدكتور منصور خالد عن الأوضاع في دولة جنوب‘ قال الدكتور الدرديري أن ما حدث في دولة جنوب السودان يمكن أن يدث في السودان الذي لم ينجح في حل مشكلاته ومعضلاته‘ وأن أفضل ما يمكن أن يقدمه السودان لدولة جنوب السودان أن ينجح في حل مشكلاته الداخلية.
*هكذا إتفق معنا الدكتور الدرديري على ضرورة معالجة مشاكل السودان السياسية والإقتصادية والأمنية المتفاقمة‘ بسبب إستمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة التي مازالت قائمة‘ نتيجة سياسة العناد والإنفراد رغم مولد حوار قاعة الصداقة الذي لم نر"حمصه" حتى الان.
*تعالوا نعيد معاً قراءة التقرير الإقتصادي الذي نشرته هالة حمزة في "السوداني" الأحد الماضي بعنوان"سعر الصرف والتحرير .. مازق التعويم" الذي جاء فيه أن سعر صرف الدولار قفز لنحو غير مسبوق إذ بلغ ١٥ ج إلا قليلا.
*عراب تطبيق سياسة التحرير الإقتصادي بسوءاتها الدكتور عبدالرحيم حمدي طالب في ذات التقرير بتحرير سعر صرف الدولار ورفع يد بنك السودان منه‘ وحذر الحكومة من"ثورة الجياع" إذا لم تنفذ ذلك.
*محمد أبو شورة المدير الأسبق لسوق الأوراق المالية قال في تقرير السوداني أن السعر الحقيقي للدولار في السوق الموازي مابين 18 - 20 ج لان سياسة"المرن - المدار" المطبقة حالياً لايتم الإلتزام بها.
*ألا يدري خبراء إقتصاد الإنقاذ انهم بسبب تمسكهم بتحرير سعر الدولار بعد فشل سياسة المرن - المدار التي لانعرف أصلها من فصلها الإقتصادي أن الجنيه السوداني غرق تماماً في بحر سوقهم الحر ؟.
* الخلل ياسادة ياكرام ليس في الإقتصاد الذي تعلمون كما يعلم القاصي والداني أنه يتأثر بالمشاكل السياسية والأمنية‘ وأنه ما لم تحل هذه المشكلات ويتحقق السلام الشامل والإستقرار لن تحل الإختلالات الإقتصادية.
*المعضلة الأكبر أن سدنة الحرس القديم في الإنقاذ مازالوا يتمسكون بقدسية السياسات التي فشلت عملياً بزعمهم أنها من الدين‘ رغم إدراكهم بأنها سياسات وضعية"مشوهة" .. وإنهم يرفضون دفع إستحقاقات السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي‘ وأنهم للأسف يمارسون سياسة فرق تسد التي فرقتهم هم أنفسهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.