ما جدوى الحوار مع انسداد منافذ التعبير والنشر

 


 

 


noradin@msn.com

كلام الناس
*أوشكت على إعادة نشر "كلام ناس" من ذكريات الفيس بوك بمناسبة فشل مفاوضات أديس أببا دون أن تكتمل الأفراح‘ وإستمرار حالة"محلك سر" مع تفاقم الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية .. لكن تراكم الأخبار المحبطة دفعني للكتابة من جديد.
*تذكرون أنني نبهت منذ الأشهر الأولى لمبادرة الحوار للاثار السالبة ل"الفاولات" السياسية التي يتعمدها بعض سدنة حرس الإنقاذ الرافضين للحوار من حيث المبدأ‘ لكن للأسف إستمرت الفاولات التي أسهمت في فشل مفاوضات ما بعد التوقيع على خارطة الطريق.
* بدلاً من ان يدفع من يهمهم الأمر بالداخل خطوة التوقيع على خارطة الطريق للأمام تعمدوا تأجيج حملة خبيثة بدأت بالترويج لتعليقات مثل أن التوقيع تم بعد ضغوط خارجية وإستمرت حركات وضع العصى تحت أرجل المفاوضين حتى إنتهت إلى ما انتهت عليه وكأنهم لا راحوا ولا جاؤو .
*كل هذا كوم وما حدث بالداخل كوم اخر رغم أن هذا ليس جديداً على سدنة الحرس القديم الذين يجيدون سد المنافذ دون إعتبار للاثار السالبة على السودان وأهله الذين كلما لاح لهم ضوء في اخر النفق أطفأوه بأيديهم.
*لن نتحدث عن القرار العجيب الذي إتخذه المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية بتعليق بعض الصحف عن الصدور بحجة أنها تجاوزت شروط الإصدار الصحفي الواردة في قانون الصحافة لعام 2009م في وقت يعلم المجلس المشاكل الحقيقية التي تجابهه الصحافة دون أن يحرك ساكناً تجاهها.
*لاشك أن المجلس يعلم معاناة غالب الصحف من البيئة الطاردة وظروف العمل الأصعب التي يعمل فيها الصحفيون والتدخلات الأمنية التي لاتكاد تغيب‘ الأمر الذي أثر سلباً على الأداء الصحفي‘ لكنه غض الطرف عن كل هذا وتحرك لأمر - يعلمه وحده - أسماه الفشل في توفيق أوضاعها.
*قلنا أننا لن نخوض في هذا الأمر العجيب لأن هناك ما هو أخطر ليس فقط على حرية الصحافة والصحفيين وإنما على مستقبل الحوار الذي وئد بعد أشهر من إنطلاقته بفعل فاولات سد المنافذ ذاتها.
*منذ أن تسربت أنباء فشل مفاوضات ما بعد التوقيع على خارطة الطريق تسربت أخبار بمنع نشر أو إجراء حوارات أو لقاءات مع قادة الحركات المسلحة الموجودين في أديس للمفاوضات .
*بالفعل تمت مصادرة أعداد من بعض الصحف بعد طباعتها‘ لأن بها حوارات نشرت قبل أن تصلهم التعليمات‘ وهي غير الصحف التي تم تعليق صدورها وطبعاً إنتشرت الحوارات في فضاءات الله الواسعة.
* السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه في هذه الحالة المربكة هو لماذا يجري الحوار مع الحركات المسلحة إذا كان ليس من حق قادتها التعبير عن رؤاهم المختلفة في الصحف وأجهزة الإعلام.
*من حق قادة الحركات المسلحة أن يتساءلوا أيضاً هل ستتاح لهم حرية التعبير والنشر في السودان في حال عودتهم لحضن الوطن‘ أم ان الحوار حصرياً مع الأجنحة المتكسرة من الأحزاب والعناصر المنشقة من الحركات المسلحة - عبدة السلطة - الذين يلهثون وراء "فتافيت" ما تبقى من كيكة السلطة وقرقوش الثروة.

 

 

آراء