الروس والسوفيت بين إمبرياليتين! من ينقذ أبناء حلب السورية؟
نقاط بعد بث الخبر
* جاء في الأنباء أن الفيتو الروسي بمجلس الأمن عرقل مشروع قرار فرنسي بوقف إطلاق النار في سوريا خاصة في حلب مع وقف جميع الغارات الجوية، كما أخفق مشروع القرار الروسي نفسه حول وقف إطلاق النار لعدم موافقة تسعة أصوات، وهو القرار الذي تجاهل الاشارة إلى وقف الطلعات الجوية العسكرية في طرح مضاد لمشروع القرار الفرنسي. علماً بأن استيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة كان قد حذر بصورة واضحة من أن الأحياء الشرقية من حلب -التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية- ستدمر بالكامل خلال أشهر إذا استمرت الغارات الجوية الروسية والسورية العنيفة عليها.
* حدث وأن أقدم الاتحاد السوفيتي السابق على تدخل سياسي حالما دعمه بتدخل عسكري في أفغانستان حقبة ثمانينات القرن الماضي، وهو التدخل غير المبرر أو المقبول والذي جوبه بإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي، والاقليمي، لا سيما شجب الدول العربية والاسلامية التي لم يكتف بعضها بالادانة فحسب، بل عملت على تحريك إمكانياتها اللوجستية عسكرياً ومالياً وبشرياً، والتي تمظهرت لاحقاً فيما عرف بحرب الأفغان العرب في الأراضي الأفغانية الذين كانت لهم اليد الطولى في عرقلة سياسات الاتحاد السوفيتي السابق، وهزيمتهم لمشروع الدولة الاشتراكية نفسها في أفغانستان بعد انسحاب السوفييت عنها قبيل سقوط الاتحاد السوفيتي نفسه والدول الاشتراكية في المعسكر الشرقي وفشل بناء التجربة الاشتراكية هناك، فضلاً عن الدور البارز الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت الممول بكل إمكانياتها في دعم السياسات التي هدفت لهزمة تدخل السوفييت في أفغانستان وإبطال مفعوله، حيث كان لأمريكا القدح المعلى في تغذية ذلك العداء بتمويل العمليات العسكرية داخل أفغانستان بواسطة }المرتزقة المحاربين{ من كافة الدول العربية والاسلامية تحت مسمى {المجاهدين}!.
* ولقد عملت الدول العربية والاسلامية المعادية لسياسات التوجه الاشتراكي في المنطقة على استغلال المشاعر الدينية العامة، حيث صورت التدخل السوفيتي باعتباره هجوماً مباشراً على معتقدات دولة مسلمة، وتهديداً مباشراً للاسلام في المنطقة والعمل من أجل محو ذلك الوجود الديني وتغيير معتقدات الدولة الأفغانية، ليحل بديلاً عنها توجهات المعتقدات {الملحدة} ومحو الدين عن حياة غالبية سكان أفغانستان.
* ومع خروج السوفييت وهزيمة مشروع التجربة الاشتراكية في أفغانستان، شهدت تلك الدولة صراعاً من نوع آخر تحول فيه حلفاء الأمس إلى أعداء يتربص أحدهما بالآخر من أجل إقصاءه، كما شهدت أفغانستان نفسها أحداثاً دراماتيكية كان أبطالها كل من الطالبان عرباً وأفغان إضافة لقادة عملوا على تغذية وتأجيج الصراع العسكري والسياسي هناك أبرزهم بن لادن. مع خفوت كامل للأصوات التي تداعت من كل فج عميق من داخل الدول العربية والاسلامية والتي كانت حناجرها تصرخ مولولة حتى الأمس القريب {وا إسلاماه}!.
* واليوم تشهد المنطقة تدخلاً من نوع آخر مع فارق في المسميات والأهداف، حيث يشهد العالم تدخلاً مباشراً من دولة روسيا في الصراع السوري ـ السوري، وهو التدخل الذي بدأ خجولاً في بداية الأمر، ولكنه أسفر عن نفسه مع تطور الأحداث وأصبح تدخلاً مكشوفاً دونما مواربة أو تردد، طالما أنه لم يواجه بأي شجب أ, إدانة من قبل أحد.
*وفي هذه اللحظات ومدينة حلب التي إقتحمتها وتحاصرها اليوم القوات الروسية والسورية في آن، يواجه الآلاف من المدنيين العزل المخاطر الجمة جراء هذا الحصار الذي رفضت فيه روسيا كافة المقترحات الدولية من أجل فتح ممرات ومعابر آمنة من أجل خروج وإجلاء المدنيين الذين قوامهم النساء والأطفال والعجرة، وهو الوضع الذي عبر عنه جان مارك أيروت وزير الخارجية الفرنسي في الأمم المتحدة قائلاً "إذا لم نفعل شيئا فإن هذه المدينة (حلب) ستصبح قريبا دماراً، وستبقى في التاريخ كبلدة ترك سكانها لجلاديهم...، وإذا لم يستيقظ المجتمع الدولي فإنه سيتقاسم المسؤولية جراء ذلك".
* يتم كل ذلك في ظل صمت وتجاهل عربي إسلامي كامل وإدانة شبه مواربة وعلى مضض, من قبل المجتمع الدولي الذي كان بالأمس يتباكى على {أفغانستان}!.
* فما الفرق بين دولة إسلامية وأخرى مشابهة لها ،، وهل يفسر مثل هكذا صمت باعتبار أن {أفغانستان} كانت بالأمس هي الدولة الاسلامية الفاضلة التي تذبح فيها المعتقدات الاسلامية على قارعة الطريق من قبل {السوفيتات} الملحدين، واليوم لا يهم كثيراً أمر {سوريا} التي تحاصر مدنها من قبل {الروس} في هذه اللحظات ،، طالما أن المعتدي هذه المرة ليس {بآثم دينياً}؟.
* فيا دمش ،، كلنا في الهم شرق!.
helgizuli@gmail.com