الوعي او الاستنارة عند بعض الفقهاء .. بقلم حسين الزبير
(1)
الوعي السياسي الاجتماعي، اي قدرة المواطن ان يعرف مسؤولية الحكومة تجاه شعبه، و يعرف واجبه كفرد تجاه اسرته اولا، و تجاه المجتمع ثم ولائه لوطنه، مثل هذه المعارف و المهارات لا تدرس في معاهد متخصصة. يكتسبها الانسان (بمعافرة) الحياة و التفكر في احواله مقارنة لمن حوله من الناس. ثم تبرز عنده الاسئلة العويصة، لماذا اعاني في معاشي، لماذا تزداد قسوة كسب العيش يوما بعد يوم؟
كان هذا هو الحال في اريعينات القرن الماضي في عهد الانجليز، و كان بداية الوعي مقاومة الانجليز، و بدا الشباب الواعي في نشر الوعي منذ مؤتمر الخريجين، و يشد من عضدهم السياسيون و الادباء و الفنانين. و لا ننكر ان هذا كان محصورا في العاصمة و بعض المدن الكبري. ثم كانت حملات الدعايات الانتخابية في عهود الديمقراطية حيث كان لزاما علي الاحزاب ان تجوب مديريات السودان كلها لتفوز في دوائرها.
(2)
عندما سال الجنرال نميري الاستاذ عبد الخالق محجوب عما قدمه للشعب السوداني، اجابه الوعي. و بالتاكيد لم يكن يقصد انه القي محاضرات او قدم ندوات سياسية عن الوعي. كان يقصد ما قدمه حزبه حتي ذلك اليوم وسط جماهيره ووسط العمال و الزراع، التربية الحزبية لاعضاء شعبه، و نشر الفكر الاشتراكي بين الناس. ولو فهم النميري ما قصده ربما كان اعاد النظر في احكامه المتهورة.
الوعي الذي زرعه و نشره الجزولي سعيد في شرق السودان، ما كان له ان يتحقق بجهد عشرات المدارس، و كذلك جهود كامل محجوب في الجزيرة.
(3)
من اعظم وسائل نشر الوعي، او المعلومة عموما، وسائل الاتصال، التي جعلت الكون قرية واحدة، حيث يؤثر بوتين في انتخابات الولايات المتحدة بالريموت كنترول. و مع تكنولوجيا المعلومات، و ما خلقته من وسائل التواصل، فالوعي يتدفق في حيواتنا تدفق مياه الجدول في حوض البرسيم.
(4)
اما الوعي الذي اكتسبه الشعب السوداني في الاعوام العجاف من حكم الانقاذ، فهو قدر مهول و سيكون له الاثر الكبير في مستقبل الشعب السوداني، لكن الثمن كان باهظا، و درء مآلات حكمهم البئيس سيكلف ثمنا آخر جزء منه مستقبل ابنائنا و احفادنا.
اذن فلا مجال ان نجزم بان العصيان له perquisite و فواتير يجب ان تدفع.
نسأل الله العلي القدير ان ينصرنا علي من عادانا و بغي علينا ودمر وسائل التقدم و الرفاهية
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.
hussain772003@yahoo.com