فاطمة أحمد إبراهيم: أو فاطنة السمحة وفتنة التوب الأنيق {1}!.

 


 

حسن الجزولي
30 December, 2016

 

 

(عاهدته على ألا يدخل على رجل بعده وأن أربي أحمد تربية تشرفه وهو في قبره، وأن أسير في ذات درب النضال من أجل الفقراء والمضطهدين، حتى ولو أدى بي إلى نفس مصيره ولقد أوفيت بكل ذلك وما زلت)
مقولة بسيطة في كلماتها عاهدت بها زوجها ـ وأي زوج كان ـ ولكنها كبيرة وعظيمة المعاني، حيث عملت بها قائلتها ،، وما تزال تلتزم جانبها، حيث قطعت شوطاً بعيداً في تجسيد ما قالته وما التزمت به، بحيث أن "مجموع أقوال الانسان ـ أي إنسان ـ هي مواقفه وأفعاله، وعدا ذلك لا محل له من الاعراب أو الفهم سوى أنه من لغو الحديث وحشوه بما لا يفيد ويليق".
هذه هي فاطمة أحمد إبراهيم، دون اللجوء لأي صفات أخرى نلحقها بإسمها الشامخ في حياة المجتمع السوداني للتعريف بها، حيث شخصيتها وحدها مقرونة باسمها تقف شاخصة وهي تسد عين الشمس.
ومنذ الصبا الباكر ترعرعت هذه النبيلة في كنف أسرة سودانية نبيلة وأصيلة، ورضعت من أكسير التربية والرعاية لتغدو في مقبل سنواتها العامرة بالتضحية ونكران الذات أحد الركائز الأساسية ضمن جيل شب ونشأ على أن يكون له "في خدمة الشعب عرق".
ولقد خبرت فاطنة دروب التصدي لقضايا الشعب والوطن والتفرغ للدفاع عن قضايا المرأة السودانية والانتصار لحقوقها، منذ صباها الباكر، فدفعت ثمن ذلك إعتقالاً ومطاردة وتنكيلاً واستهدافاً، حداً وصل بالقوى المعادية طبقياً وسياسياً لمواقفها إستهداف شريك حياتها لتجرده من الحق في الحياة والجهر بما يؤمن به.ومع كل ذلك سارت في الدرب الذي رسمت خطوطه مع زوجها العزيز، فأصبح هو الشهيد الكبير للوطن، وأضحت هي الرمز الكبير لنضالات المرأة السودانية وقضاياها المتشعبة.
وبهذا فقد راحت القوى المعادية لتوجهاتها، تبحث عن ما يمكن أن يهزها ويشكك في قناعاتها عندما فشلت في أن تفعل ذلك بالسجون تارة والتهديد والوعيد. فأطلقوا العنان للشائعات التي راحت تنتاشها، ثم تربصوا بكل إفاداتها الصحفية ومواقفها السياسية والفكرية في محاولة لإصاق ما ليس فيها.
نتناول في هدا الجزء ضمن ما خصصناه من سلسلة قراءاتنا لمواقفها التي ستأتي تباعاً، جانباً من محاولات القوى المعادية والتي اجتهدت للي عنق الحقائق، وهي تتناول بعضاً من إفاداتها التي وردت ضمن تعبيرها عن خلافات مع بعض زميلات وزملاء النضال حول وجهات نظر في إطار الخلاف الفكري الطبيعي والمطلوب والمعترف به داخل حزبها، ليتم تصويره باعتاره تراجعاً أيدولوجياً ونسخاً لانتمائها السياسي وركلاً لمواقفها السياسية السابقة، بل وتشكيكاً في قدراتها وحنكتها ومحاولات للتقليل من شأنها كرائدة في حقول الدفاع عن حقوق وقضايا المرأة السودانية.
قالوا عنها ضمن ذلك {التلفيق الصحفي}ليتناسب مع توجهاتهم الفكرية والسياسية بأنها { لم تكن تتعامل وفق متطلبات العمل السياسي المعروفة التي تحتاج إلى شيء من الدبلوماسية وتزويق الكلم وإخفاء بعض الحقائق وخرس اللسان في أوقات معينة، ولهذا فهي لم تكن تمتلك مواصفات القائد السياسي المحنك، ولعلَّ ذلك الحدث يكشف سايكولوجيتها التي تميل إلى المواجهة مع الأنظمة الحاكمة دون النظر إلى تبعات ذلك}.
الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم بكل ما عرف عنها في مجالات العمل السياسي والاجتماعي العام ومجاهداتها التي ساهمت بها ضمن رموز من بنات جيلها في بناء صرح كالاتحاد النسائي السوداني، كأحد التنظيمات النسائية القلائل التي تشهدها المنطقة العربية والأفريقية، تُجرد هكذا من كل هذا الشموخ ليتم تصويرها بأنها لا تملك {مواصفات القائد السياسي المحنك}.
وفاطنة التي جاهرت بالكلمة والموقف وقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر وغاشم ودفعت ثمن كل ذلك، يحاولون التقليل من هذه المأثرة، تُصور بأنها { تحتاج إلى شئ من الديبلوماسية وتزويق الكلم وإخفاء بعض الحقائق وخرس اللسان في أوقات معينة}،، أي بمعنى آخر يريدون لها أن تغدو مثل {نسائهم} اللاتي يختفين عند المحن، و{تخرس السنتهن} وينزوين بعيداً عن الوطن في دول {البترودولار}ولا تسمع لهن ولو كلمة {إحم أو بغم} سنوات البطش والارهاب، ليعتلين المنابر فيما بعد ويصرن {أمهات لأفريقيا} كأبغض توظيف سياسي للحقائق الزائفة في محاولة لصنع هالات حول نساء ليست بأفئدتهن الفكرية والوطنية سوى جخ القهاوي!.
ثم يواصلون لي عنق الحقائق،، ونواصل!.
ــــــــــــــــــــــــــ
* عن صحيفة الميدان Sudancp.com

helgizuli@gmail.com

 

آراء