ليس بإشباع الحاجات المادية وحدها … بقلم: نورالدين مدني

 


 

 


كلام الناس السبت

*يعلم الجميع أهمية تربية الأجيال القادمة وتنشئتهم في مناخ صحي معافى يهيئ لهم أسباب النجاح والتوفيق في مستقبلهم، ويعدهم لتحمل مسؤولياتهم الإجتماعية والمهنية الخاصة والعامة .. لكن للأسف هناك تراجع عن حسن أداء هذا الدور الأهم في حياة أكبادنا التي تمشي على الارض.

*لاشك في أن الأباء والأمهات وأولياء الامور أحرص على تربية أبنائهم وبناتهم تربية سليمة، لكن الظروف الإقتصادية والمعيشية أصبحت تستهلك غالب وقتهم/ن الأمر الذي يقلل من درجة الإهتمام المطلوب بالأجيال القادمة.
*بعض الأباء والأمهات وأولياء الأمور يركزون كل جهدهم/ن في توفير الحاجات الضرورية لأبنائهم وبناتهم ويشغلون أنفسهم باللهث وراء تلبية مستلزمات الحياة المادية وينسون المتطلبات الأخرى الروحية والانسانية والاخلاقية والمجتمعية.
*قرأت قبل أيام رسالة مؤثرة في الواتساب تحكي عن قصة طفل يشتكي لأمه من عدم إهتمام والده به للدرجة التي ظن فيها أنه لايحبه، لأنه دائم الانشغال عنه حتى عندما يكون موجوداً بالبيت.
*تصادف أن والده إستمع لكلام الإبن مع أمه، وكيف أن إبنه قارن بين وضعه ووضع صديقه الذي يهتم به والده ويعامله كصديق، لذلك فإن صاحبه يهرع إلى الباب ليستقبل والده بالاحضان، وأنه يتمني أن يعامله والده كما يعامل والد صديقه إبنه.
*الأب سمع الكلام الذي جرى بين إبنه وأمه قبل أن يدخل عليهم في الغرفة، وقد تأثر بهذا الكلام وشعر بأنه بالفعل مقصر مع إبنه وقرر منذ تلك اللحظة معالجة أسباب التقصير وإعطاء إبنه الإهتمام المستحق وأن يتقرب إليه و يستمع له ويبني علاقة حميمة معه.
*هذه ليست حكاية خاصة بهذا الطفل وحده إنما هي ظاهرة عامة وسط كثير من الأسر مع طغيان الحياة المادية وسطوة وسائط التواصل الالكترونية التي أثرت سلباً على التواصل الأسري الحميم حتى داخل البيت الواحد.
*لايكفي في مثل هذا الوضع الإعتراف بهذه الحقيقة وإنما الأهم هو الإجتهاد في معالجتها عمليا خاصة تجاه الصغار الأكثر حاجة للرعاية والإهتمام والجلوس معهم والاستماع اليهم والترويح عنهم، وتغذيتهم روحياً وإنسانياً وأخلاقياً لأنه ليس بإشباع الحاجات المادية وحدها يحيا الانسان.
noradin@msn.com

 

آراء