د. سعاد الفاتح: بين ديون السودان ومثابرات عديل المدارس
نقاط بعد البث
صرحت د. سعاد الفاتح ضمن برنامج ما يسمى القدوة الحسنة الذي ابتدره الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم ضمن إحتفاءه بها بإن الطلاب هم ركيزة العمل والتنمية، ودعتهم للوقوف صفا واحداً لأجل نصرة الضعيف والفقير والتكاتف لإنجاز ذلك، وللسعي وراء الجنة بالعمل الصالح، مطالبة الطالبات أيضاً باتباع القيادة الرشيدة والقيادة القوية وأن تكون نهاية حياتهن في ميدان الجهاد، مبينة أن الطالبات هن أساس السودان ومستقبله. {وأطلقت بروفيسورسعاد نفرة سداد ديون السودان عبر الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم، كما دعت بأن يساهم كل الطلاب في القضاء على الفقر وإسناد الضعفاء. ورحب رئيس الاتحاد بالفكرة، مؤكداً ضرورة تنفيذها، واصفاً سعاد الفاتح بأنها {تمثل العلم الذي يشير للوطنية والسودان فضلا عن خبرتها في التأريخ السوداني وحنكتها في عالم العلوم والتعليم ومساهمتها في تفجير ثورة التعليم العالي}، موضحاً أن الاتحاد أعد برامج دعوية بالتركيز على الجامعات والمدارس، مبينا أن البرنامج تم استهلاله {بالمربية سعاد الفاتح}.
أول ما تجدر الاشارة إليه هو لو أن المحتفى بها تحمل عن حق وحقيقة أي صفة لها علاقة بالخبرة في التاريخ السوداني والحنكة في عالم العلوم والتعليم لما تقدمت في الأساس بمثل المقترح المتعلق بمساهمة الطلاب في نفرة تسديد ديون السودان، اللهم إلا إن كانت تعتقد أن مثل هذا الجهد يعادل جهد صديقنا طارق الأمين ومجموعته المخلصة والمثابرة في برنامج "عديل المدارس" الذي يساهم في ترميم وصيانة بعض الجدران والفصلول التي تحتاج لعون ونفير داخل تلك المدارس، هذه بليارات الدولارات يا بروف سعاد، وقطاع الطلاب ليس ضمن القطاعات المنتجة في الأساس لكي يساهم في هكذا نفير {وطني}، درجة أن اللجنة التنفيذية للاتحاد العام ذات نفسها هي معانة بمرتبات من الدولة، بما فيها رئيسها ذات نفسه ـ وهو مهندس قدر الضربة بالمناسبة ـ يعني بياكلوا من سنام التبرعات التي تهبها لهم جهة ما في الدولة، فكيف بهم يقودون حملة ونفرة من أجل تسديد الطلاب لتلك الديون يا ربنا الذي خلقنا وركب فينا أمخاخاً لنفكر ونتفكر بها؟. أهذه هي الحنكة في عالم العلوم والتعليم من أمرأة ساهمت في تفجير ثورة التعليم العالي يا ترى.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، كيف تنادين قطاع الطلاب للمساهمة في القضاء على الفقر وإسناد الفقراء؟، أين إذن سياسات الوزارت المعنية بمثل هذا الواجب في الدولة وأي ؟، وكيف برئيس الاتحاد متلقفاً الفكرة ، مرحباً بها ومؤكداً على ضرورة تنفيذها؟ ،، فإن كان هو ولجنته التنفيذية في ذلك الاتحاد بمستطيعين لمد أيادي العون من أجل الحد من ظاهرة الفقر في المجتمع السوداني، لكان حرئ بهم العطف على زملائهم وزميلاتهم من أبناء دارفور الذين واللاتي تم طردهن شر طردة بالأمس القريب من الداخليات التي كانت تأويهم وتوفر لهم سبل الحماية من زمهرير الطقس وغيظه، ولكان عليهم التواضع بالعيش والصرف على أنفسهم دون الاعتماد على ميزانية كان من المفترض أن توجه لدعم أولئك الطلاب والطالبات المعوزين حتى يساهم إتحادهم العام عن حق وحقيقة في التقليل من نسبة الفقر والحوجة في أوساطهم وأوساطهن. ومن جانب آخر أما كان أجدى وأنفع أن توجه د. سعاد خطابها لاتحاد الطلاب وهو أحد الشعب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بضرورة غل أيادي منسوبي هذا الحزب أمام مخالفيهم في الرأي السياسي وسط الطلاب، الذين يواجهونهم بما يسمى "وحدات الجهاد" التي رصدت أفعالها بالأمس القريب منظمة العفو الدولية وطالبت بإيقافها؟ علماً أن ظاهرة العنف في الجامعات واغتيال الطلاب المناوئين لحزب البشير خاصة في أوساط بنات وأبناء دارفور أصبحت سمه ملازمة لنشاط منسوبي المؤتمر الوطني داخل الجامعات؟.
وأما عندما تطلق الدكتورة دعوتها للطالبات {باتباع القيادة الرشيدة والقيادة القوية وأن تكون نهاية حياتهن في ميدان الجهاد}، فما المقصود من دعوة هذه {الداعية} للطابات عندما تدفع بهن للجهاد؟ ،، أي جهاد يا ترى تقصده سعاد؟ وفي البال ذاك النداء الذي لبته جموع من طالبات على أهبة التخرج، عند انضمامهن لجحافل الموت لأجل {نهاية حياتهن في ميدان الجهاد}؟.
عودة لنداء نفرة الطلاب للمساهمة في تسديد مليارات الدولارات من ديون السودان، كان النداء سيكون أكثر معقولية وموضوعية إن طالبت الدكتورة أعضاء قيادة ذلك الاتحاد وكمساهمة في ذلك النفير بالتقليل مثلاً من الصرف البذخي على أنفسهم ثمناً لمناصبهم التي يتبوأوها، أو إعادة تلك السيارات الفارهة التي تحصلوا عليها مؤخراً، وبذا يمكننا أن نهضم تأكيد رئيس الاتحاد العام الذي أمن على المقترح وأكد إمكانية تحقيقه، عدا ذلك ستصبح مقترحاتها من نوع الكلام الساكت والذي يطلق على عواهنه وبالمجان، وبعدها ينفض سامر الاحتفالات وبرامج التكريم لكل من هب ودبً ،، لا أكثر ولا أقل.
helgizuli@gmail.com