لفتح الطريق أمام الحل السوداني المنشود
كلام الناس
*من كثرة ما كتب عن الحل السوداني أصبحنا نحس بتكرار ذات الأطروحات وحتى بعض العناوين وأننا للأسف ما زلنا ندور في حلقة مفرغة‘ وكلما يلوح بصيص أمل تسد أمامه الأبواب وكأنه "لارحنا ولا جينا" ونظل نردد بأسى "نحن قبيل شن قلنا".
*لن أتحدث هنا عن معاناة المواطنين المتفاقمة لأنها ظاهرة لاتحتاج إلى كلام‘ والأخبار المحزنة والموجعة تفجعنا كل يوم‘ ليس فقط في إنفلات الأسعار التي لم تجد من يوقف تصاعدها الجنوني وإنما في كل مناحي الحياة‘ خاصة في مجالات تردي الخدمات التعليمية والصحية.
* الشواهد كثيرة على الفساد وليس اخرها شتول النخيل التي تم إكتشاف أضرارها بعد أن وقع الفأس على الرأس‘ والكوارث الإنسانية مثل وفاة المعلمة إثر إنهيار مرحاض بها في إحدى مدارس الخرطوم‘ وإصابة عشرات المواطنين بالعمي بعد أخذهم العلاج الخطأ في إحدى مستشفيات العيون.
*لن أخوض في تفاصيل هذه المسائل التي يعرفها القاصي والداني لأنها مجرد أعراض للداء السياسي المزمن الذي مازالت الحكومة رغم كل ما يقال ويثار عن الحوار والتغيير تصر على السير في ذات نهجها القديم الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان وتسبب في كل الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية المتفاقمة.
*لذلك لم يفاجأ الناس بأيلولة وظيفة رئيس الوزراء - التي سكب حولها مداد غذير وسط تكهنات وتسريبات مضحكة مبكية - إلى حزب المؤتمر الوطني‘ الأمر الذي يعزز ذات النهج السياسي البائد رغم حوار الوثبة ومخرجاته المنقوصة والمختلف عليها التي وئدت مع سبق الإصرار والتعمد.
* لم يكن الناس يعولون على مخرجات حوار قاعة الصداقة الذي قام على أكتاف الاجنحة المتكسرة من الإحزاب والأحزاب المنبتة والمجموعات المسلحة التي عادت إلى الداخل لأن كل هذه القوى بلا قواعد جماهيرية ولابرامج سياسية وإقتصادية واضحة المعالم.
*تأكد للجميع أن المدخل الوحيد لمعالجة الإختناقات الإقتصادية والخدمية والأمنية هو الحل السياسي الشامل الذي يتطلب الإتفاق القومي مع الأحزاب والكيانات والإتحادات المهنية الفاعلة من أجل إحلال السلام العادل والتحول الديمقراطي الحقيقي.
* ليس من مصلحة الحكومة وحزبها الحاكم "الذي راح ليه الدرب" الإستمرار في سياسة العناد والإنفراد بالقرار والحكم بعد أن فشلت سياسته الأحادية عملياً وأدخلت السودان الباقي في إختناقات سياسية وإقتصادية وخدمية وأمنية مزدادة.
*الفرصة مازالت متاحة أمام الحل السياسي الشامل لكن ذلك يستوجب الرجوع إلى مائدة الحوار بقلب سليم وعزم أكيد‘ وإنتهاز فرصة الإصطفاف الداخلي من أجل التغيير المنشود‘ والمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لدفع عملية السلام والمساعدات الإنسانية وتنزيلها على أرض الواقع لفتح الأبواب أمام الحل السوداني المنشود.
noradin@msn.com