في اليوم العالمي للمرأة: الصحفيات السودانيات: استهداف أمنى منهجي وصلابة وجسارة في التصدي للمهام الصحفية

 


 

 



يأتي تقرير (جهر)، حول أوضاع الصحفيات السودانيات، للعام (2017)، تحت عنوان: (الصحفيات السودانيات: استهداف أمنى منهجي، وصلابة، وجسارة في التصدي للمهام الصحفية)، مواصلة لتقريرها الصادر في العام الماضي (2016)، والذي حمل عنوان (في اليوم العالمي للمرأة: النساء الصحفيات في قلب معركة الحق في الحصول على المعلومات والتميُّز الصحفي).

تخصِّص (جهر) بعض تقاريرها السنوية، لرصد الانتهاكات التي تتعرض لها النساء الصحفيات، وتشعر بالفخر والاعتزاز بالجهود التي تبذلها الصحفيات، في العمل في مناخ سياسي، وفكري، وقانوني، معادٍ للنساء.
تسعى (جهر) عبر التوثيق، للتنبيه، لما تتعرّض له النساء الصحفيات، من استهداف مقصود، وانتهاكات منهجية، لكونهن صحفيات ونساء. وهذه الانتهاكات التي يرتكبها جهاز الأمن، وغيره من مؤسسات الدولة، ضد النساء الصحفيات، والكاتبات الصحفيات، تزداد حدّتها من حيث النوع عاماً بعد عام، بقصد تحجيم دور المرأة الصحفية في القيام بواجبها المهني.

يُغطِّي التقرير أبرز الانتهاكات التي تمّت ضد النساء الصحفيات، والكاتبات الصحفيات، في الفترة بين اليوم العالمي للمرأة: (8 مارس 2016) إلى ( 8 مارس 2017).

تشير (جهر) إلى أن المعلومات الواردة في هذا التقرير، لا تُغطِّي حجم الانتهاكات الفعلية، لعدة أسباب، من بينها، عدم توفر المعلومات، وصعوبة الحصول عليها، وذلك، بسبب سياسة التعتيم والتكتُّم الإعلامي التي تنتهجها وتفرضها الدولة، وأجهزتها القمعية، وكذلك لأسباب أُخرى من بينها قصور ذاتي في عمل (جهر)، وصعوبات عملية تواجه عملية التحقق من بعض المعلومات، بالسرعة المطلوبة، وأحياناً تضطّر (جهر) لحجب بعض المعلومات عن النشر، أو تأخير النشر استجابةً لرغبة بعض الضحايا، ومُراعاة لظروف الضحايا وخصوصيتهم/ن :

أولاً: رصد عام لانتهاكات بواسطة (جهاز الأمن):

(الأحد 10 أبريل 2016): استدعى، وحقَّق جهاز الأمن مع رئيسة تحرير صحيفة (التغير) سمية سيد. وسبب التحقيق الأمني مادة صحفية حول (المحكمة الجنائية الدولية). ونُشرت بتاريخ (الأحد 10 أبريل 2016). ومكان الاستدعاء والتحقيق الأمني، مقر جهاز الأمن - دائرة الإعلام- بالخرطوم.

(الأربعاء 13 أبريل 2016): استدعى، وحقق جهاز الأمن مع الصحفية بصحيفة (السوداني) مشاعر أحمد، وموضوع التحقيق الأمني، مادة صحفية نشرتها (السوداني) يوم (الأحد 3 أبريل 2016) حول شركات غير مُقيَدة رسمياً. ومكان التحقيق، مقر أمني، بشارع عبيد ختم، قبالة مبنى الخطوط السودانية، بالخرطوم. وعبر خطاب رسمي، تم إخطارها يوم (الاثنين 11 أبريل 2016) بأمر التحقيق الأمني.

(السبت 8 أكتوبر 2016): استدعى، وحقق جهاز الأمن السوداني مع الصحفية بصحيفة (الجريدة) شذى الشيخ. وموضوع التحقيق الأمني، مادة صحفية نشرتها (الجريدة) حول فساد بمحلية (المناقل) ومطالب خدمية للمواطنين بتوفير خدمات وتحسين البيئة.

(الخميس 10 نوفمبر 2016): احتجز جهاز الأمن السوداني، الصحفية (أمل هباني) ومكان الاحتجاز الأمني مبنى محكمة بالخرطوم. وصُودر هاتفها بحجة تصويرها عناصر أمنية، قبل أن يُعاد اليها لاحقاً. وأُخلي سبيلها بعد ساعتين من الاحتجاز.


ثانياً: إجراءات نيابية وقضائية بواسطة (مؤسسات الدولة العدلية):

(الخميس 31 مارس 2016): استدعت، وحقَّقت نيابة الصحافة والمطبوعات مع رئيسة تحرير صحيفة (الميدان) - في ذلك الوقت- مديحة عبد الله، وموضوع التحقيق، مادة صحفية نشرتها (الميدان) في عددها رقم (3086) بتاريخ (13 مارس 2016) بعنوان: (مواطنوا الحلفايا: نافذون يطمعون في أرضنا). وتعلّق الموضوع المنشور بصحيفة (الميدان) بفساد في توزيع أراضي بمنطقة الحلفايا، بالخرطوم بحري.

(الأربعاء 6 أبريل 2016)، حققت نيابة الصحافة والمطبوعات مع الصحفية بصحيفة (الجريدة) عزة أبو عوف. وموضوع التحقيق، بلاغ نشر الشاكي فيه: (جامعة الرباط الوطني). ونشرت صحيفة (الجريدة) مادة صحفية يوم (الأربعاء 9 مارس 2015) ذات صلة بـ(ترويج المخدرات)، اعتبرتها (الرباط) أنها مادة صحفية (مشينة للسمعة). وجفعت النيابة بأوراق القضية للمحكمة.

(الثلاثاء 3 مايو 2016) و(الاثنين 9 مايو 2016): حققت نيابة جرائم المعلوماتية السودانية مع الصحفية في صحيفة (الجريدة) سارة تاج السر. وتحمل الدعوى الجنائية المفتوحة ضد (سارة)، الرقم (266/2016)، تحت المادة (17) من قانون جرائم المعلوماتية. والشاكي، مدير الشئون الإدارية بالبرلمان، المجلس الوطني، الرشيد محمد أحمد وأستمر التحقيق مع (سارة) منذ حوالي الساعة (12) ظهراً، حتى حوالي (الثالثة) مساء. وموضوع التحقيق، مادة صحفية نشرها موقع (الراكوبة) الإلكتروني.

(الأربعاء 1 يونيو 2016): بدأت محكمة الصحافة الصحفية إجراءات محاكمة الصحفية بصحيفة (الجريدة) ندى رمضان، في بلاغ نشر الشاكي فيه: (جهاز الأمن). وموضوع المحاكمة مادة صحفية نشرتها صحيفة (الجريدة) بتاريخ (الأربعاء 11 نوفمبر 2015) حول: (دفن مواد كيميائية خطرة في السودان). وجاء في المادة الصحفية المنشورة: (...كشف مختص عن تخلص دولة آسيوية كبرى من60 حاوية مواد كيميائية خطرة بالبلاد بالتزامن مع تشييد سد كبير بالولاية الشمالية، وعن دخول (1500) نوع من المواد الكيميائية للسودان، فيها تهديد لصحة الإنسان والبيئة. وفي السياق كشف المختص في مجال الكيميائيات إبراهيم محمد أحمد عن وفاة وإصابة أطفال بحروق بسبب (لعب أطفال) مصنعة بمواد كيميائية ضارة، واحتراق منازل ومخازن....).

(الأحد 21 أغسطس 2016): حققت نيابة الصحافة والمطبوعات السودانية مع الصحفية في صحيفة (الجريدة) سارة تاج السر. وموضوع التحقيق: غموض له صلة بـ(مليون وخمسمائة) ألف ريال سعوي من مستحقات الحج للعام (2015). ونشرت صحيفة (الجريدة) يوم (الخميس 11 أغسطس 2015) المادة الصحفية موضوع الشكوى.

(الأربعاء 28 سبتمبر 2016): بدأت محكمة الصحافة والمطبوعات السودانية محاكمة الصحفية بصحيفة (التيار) إنعام آدم، في البلاغ المفتوح ضدها من قبل وزيرة الاتصالات (تهاني عبد الله). وموضوع المحاكمة مادّة صحفية نشرتها صحيفة (التيار) يوم (الخميس 1 أكتوبر 2015) حول: (تداعيات حول قضية الحاويات المشعة).

(الثلاثاء 27 ديسمبر 2017): حققت نيابة القسم الأوسط بالخرطوم مع الصحفية (أمل هباني)، في بلاغ الشاكي فيه عنصر بجهاز الأمن. واسم الشاكي، أيمن فاروق الحاج. وتعرضت يوم (الخميس 10 نوفمبر 2016) لاحتجاز أمني، وضرب على وجهها بواسطة الشاكي، أيمن فاروق الحاج. وتواجه (أمل) تهماً تحت المواد (103) و(160) من القانون الجنائي، تهديد موظف عام وتوجيه الإساءة والسباب.

ثالثاً: رصد عام لبعض الانتهاكات بواسطة (مؤسسات الدولة):

(الاثنين 6 يوليو 2015): استدعت (لجنة الشكاوي) بمجلس الصحافة والمطبوعات رئيسة تحرير صحيفة (الميدان) – في ذلك الوقت- مديحة عبد الله، وحقَّقت معها حول شكوى (جهاز الأمن) بشأن مادة صحفية نشرتها (الميدان)، حيث يدَّعى (جهاز الأمن) بأن العبارة التي أوردتها (الميدان): (...يواجه المسيحيون في السودان استهداف منهجي طال حقوقهم ومعتقداتهم وكنائسهم...) تتضمَّن: (معلومات كاذبة، وضارة، ومحرّضة ضد الاستقرار، والتماسك الديني، والتعايش السلمي في البلاد). وعلى الرغم من التفسير والتوضيح الذي قدَّمته رئيسة التحرير بـ(مهنية المادة الصحفية، والإستاد إلى وقائع ومعلومات مصدرها مجلس الكنائس السوداني لا تتعارض مع قانون الصحافة، أو الدستور الذي كفل حرية الصحافة، وأن النشر لم يترتب عليه أي فتنة دينية، أو عرقية، أو عنصرية، أو الدعوة إلى الحرب، والعنف...)، أوقع المجلس العقوبة على (الميدان). ولم تكتف السلطات بـ(العقوبة)، الموقعة من (مجلس الصحافة)، إذ استدعت، وحقَّقت (نيابة الصحافة) في حوالي الساعة (12) من ظهر (الخميس 9 يوليو 2015) مع رئيسة التحرير في ذات الموضوع، بناءاً على (بلاغ) مفتوح ضدها، الشاكي فيه: (وزارة الإعلام).
رابعاً: رصد عام على حالات اعتداء على صحفيات:


(الأربعاء 10 أغسطس 2016): اعتدت الشرطة السودانية بالضرب على الصحفية السودانية بصحيفة (الجريدة) حواء رحمة. وكانت (حواء) في مهمة صحفية رسمية، لتغطية عملية إزالة السلطات السودانية لحي (التكامل)، بحي (الشجرة)، بالعاصمة السودانية الخرطوم. وتعرضت حواء لعنف بدني ومعنوي. وشمل العنف البدني: ضرب (أسفل الرقبة)، ودفع بالقوة. كما شمل العنف المعنوي تهديد بالقتل، حيث هددها شرطي بالقول: (...أن لديه أول أوامر بما فيها القتل...). ثم أهانها، وأهان الصحافة شرطي آخر مخاطباً(حواء): (...بلا صحافة بلا عفن...). فضلاً عن ذلك حققت معها القوة الشرطية.. بعدها، منعتها الشرطة من أداء مهمتها الصحفية، ثم أمرتها بالانصراف عن المكان.

(الاثنين 22 أغسطس 2016): اعتدت السلطات الأمنية على الصحفية السودانية بصحيفة (الصيحة) مياه النيل المبارك. ومكان الاعتداء المستشفى التركي بالعاصمة السودانية الخرطوم. وكانت (مياه النيل) في مهمة صحفية لتغطية حادث مروري تم نقل ضحاياه إلى المستشفى التركي. وصادرت القوة الأمنية بطاقتها الصحفية، واقتيدت إلى مكتب أمني بالمستشفى. وتم التحقيق معها لمدة ثلاث ساعات. وأُجبرت على كتابة إقرار كتابي، بعدم دخول المستشفى مجدداً لأي غرض مهني.

خامساً : التكفير والقمع الفكري:

(الخميس 2 فبراير 2017): شنت جماعات دينية سودانية حملة تكفيرية ضد الصحفية في صحيفة (التيار) شمائل النور. من بين قادة الحملة، الصحفي الطيب مصطفى. بدورها، فتحت الصحفية بلاغاً جنائياً لدى الشرطة، رقم (16) إلى جانب بلاغ مماثل نيابة جرائم المعلوماتية. فضلاً عن شكوى ضد مجلس الصحافة والمطبوعات.


تناشد (جهر) كافة المهتمِّين/آت (الأفراد/ الجماعات/ المؤسسات) بقضايا رصد وتوثيق الانتهاكات بالتواصل مع (جهر) عبر مختلف الطرق المُتاحة، والبريد الإليكتروني لـ (جهر) : (sudanjhr@gmail.com)


صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)
(الأربعاء 8 مارس 2017)

 

آراء