مابين الصوفية وجماعات الغلو
كلام الناس
*لا أحد يعلم لمصلحة من تؤجج المعارك الدونكيشوتية وسط السودانيين، وكأن الذي فيهم لا يكفيهم .. فلا يكاد أهل السودان يخرجون من معركة إلا ويجدون أنفسهم مقحمون في معركة أخري، ومن أغرب هذه المعارك المعركة التي طفحت علي سطح المجتمع السوداني في الاونة الاخيرةً ضد أهل الطرق الصوفية.
*يعلم القاصي والداني الدور الكبير الذي قامت به الطرق الصوفية في نشر الإسلام في السودان وفي أفريقيا، وكيف أنها جعلت أفئدة الناس تأوي إليهم بمختلف ألوانهم وتوجهاتهم وجهاتهم، وعززت بينهم السلام المجتمعي ..علي عكس ما أفرزته أحزاب الإسلام السياسي.
*لم يشهد السودان جرائم الغلو وكراهية الاخر حتي داخل المساجد إلا في عهد الإنقاذ الذي تبني نهجاً حزبياً تحت مظلة دينية شجع جماعات الغلو والعنف وكراهية الاخر منذ أن أسس المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي.
*للاسف دخل السودان منذ ذلك الوقت في معارك لم يعهدها من قبل، وجاءت المتغيرات الإقليمية وتقاطع المصالح لتغذيها مدفوعة بذكاء خبيث بأجندات خارجية من مصلحتها نشر المؤامرات وسط الأمم والشعوب وتأجيج الفتنة التي كانت نائمة بين أهل السنة وأهل الشيعة.
*أُقحمت الطرق الصوفية إقحاما في هذه المعارك المفتعلة رغم نأي أهلها عن حب السلطة والثروة وسط محاولات لم تتوقف لجرهم للركوب في سفينة الحكم التي لم تستقر علي شاطئ بعد، في الوقت الذي تسلل في مفاصل الحكم بعض عبدة المال والسلطان وترزية الفتاوي السلطانية.
*يحدث هذا في وقت يتداعي فيه الحكماء في العالم للتنادي إلي كلمة سواء بين أهل الديانات لتعزيز ثقافة السلام التي بشرت بها كل الأديان السماوية،الأمر الذي جعل وزيرة الخارجية الألمانية زيجمار جابريل تتبني في مقال نشرته في جريدة ديرشيبجيل الألمانية دعوة عدد من ممثلي مختلف الأديان السماوية للحوار الجاد فيما بينهم لتعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي في مواجهة أعداء السلام والمحبة بين الناس.
*أبناء الطريقة العزمية بقيادة الشيخ سيف الدين محمد احمد أبوالعزائم عبروا بصدق عن الروح الصوفية السمحة التي عرفها أهل السودان في بيان نشر للكافة دعوا فيه إلي الإنتباه للمخططات التي تستهدف السلام المجتمعي، أكدوا فيه أن الصوفية عملوا علي جمع كلمة الأمة علي السلام والمحبة الخالصة لله سبحانه وتعالي، ولم شملها بمختلف قبائلها وألوانها وألسنتها في نسيج واحد في مواجهة دعاة التشدد والتطرف الذين لم تسلم من سمومهم الفكرية مناهج التعليم.
noradin@msn.com